قدم العالم التحية لمصر وقيادتها السياسية، وأصبح يعول على دورها وثقلها وحكمتها فى قيادة المنطقة، فالرئيس السيسى لا يدخر جهدا فى إحياء وإرساء قواعد السلام وصولًا لأمن واستقرار منطقة شديدة الاضطراب، ومصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، وتأتى القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية، وهى الراعى التاريخى لهذه القضية العربية المحورية، ولعل الجهود الأخيرة تجسد حجم الدور المصرى من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار بكافة المناطق الفلسطينية والإقليم كافة وبالتالى المنطقة بالكامل.
إحياء السلام
استعادت الدولة المصرية خلال الـ٧ سنوات الماضية دورها وثقلها ومكانتها فى المنطقة وأصبحت تمتلك الجدارة والثقة الدولية فى قيادتها.. وتحمل الكثير من الملفات على عاتقها من تحديات وأزمات وتهديدات فى سعى دءوب وجهود خلاقة لاستعادة الأمن والاستقرار لمنطقة شديدة الاضطرابات وتشهد صراعات ومؤامرات وانقسامات هائلة.
تضع مصر على رأس وصدارة أولوياتها القضايا العربية من خلال جهود إعادة اللحمة والتعاون والتكاتف والتضامن العربى ومساندة الدول التى تأثرت بأحداث يناير 2011 وسقطت فيها الدولة الوطنية أو الدول التى تتعرض لأزمات عنيفة تهدد وحدتها واستقرارها ومستقبلها فيما بين ليبيا وسوريا واليمن ولبنان تتعانق مصر مع شقيقاتها من كل الدول العربية والخليجية لإعادة الاستقرار، وحل أزمات هذه الدول من خلال إعلاء المصلحة الوطنية والحفاظ على وحدة وسلامة التراب الوطنى والأراضى العربية ودعم إعادة الدولة الوطنية والجيوش الوطنية لمواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه هذه الشعوب التى عانت كثيرا من ويلات الإرهاب والمرتزقة والتدخلات الأجنبية، وتطالب مصر على الدوام بخروج هذه القوات من الأراضى العربية وعدم التدخل فى شئونها الداخلية واحترام سيادتها وقرارات الشرعية الدولية.
جهود مصر لا تحتاج إعادة تكرارها فهى على أرض الواقع من خلال تحركات ونشاطات فى كافة المحافل الدولية وعلى المستويات الثنائية وعلى الصعيد العربي.
تأتى القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية.. وشهدت اهتماما كبيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الفترة الماضية ولعل أهم أهداف القيادة السياسية هو إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مقررات الشرعية الدولية، فالمواقف المصرية واضحة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للأشقاء، فمصر تتبنى حل الدولتين دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية وتسعى القاهرة دائما إلى تخفيف المعاناة عن الشعب الشقيق.. وتتعاون وتتواصل مع الشركاء الدوليين لاستئناف وإحياء مفاوضات السلام.. إيمانا من الدولة المصرية بأن السلام هو الكفيل والقادر على إعادة أمن واستقرار منطقة شديدة الاضطراب فى حاجة ملحة إلى إحياء عملية السلام.
مصر هى الراعى التاريخى للقضية الفلسطينية وعطاؤها وتضحياتها وجهودها لا أحد يستطيع المزايدة عليها.. وتوجت بجهود وعطاء غير مسبوق من الرئيس السيسى الذى نجح فى وقف اطلاق النار والاعتداء الإسرائيلى على غزة.. وأيضا تثبيت الهدنة.. ولعل أيضا الموقف المصرى الشريف والذى يجسد قوة الدور والثقل فى تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للأشقاء الفلسطينيين سواء فى فتح معبر رفح خلال الاعتداء الإسرائيلى الأخير على غزة وعلاج الجرحى والمصابين فى المستشفيات المصرية.. وإرسال مئات الشاحنات التى تحمل المساعدات والدعم المختلف للأشقاء ثم جاءت مبادرة الرئيس السيسى التاريخية بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.. وتسابق الشركات المصرية لتخفيف المعاناة عن الأشقاء.
الحقيقة أن الجهود المصرية لا تتوقف وتسعى من خلال التواصل مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف وإحياء عملية السلام وصولا إلى حل تتوافق عليه جميع الأطراف حتى يعم السلام فى المنطقة.
مصر لديها رؤية ثاقبة وشاملة لإعادة الأمن للمنطقة.. فقد رسخت سياسة وعلاقات دولية.. ودورا وثقلا إقليميا يعلى من شأن التفاوض والسلام واحترام الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وتعظيم الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيشها الوطني.
الدولة المصرية ترى أن الاختلافات والصراعات لاتحل بالمواجهات المسلحة والحروب لأنها لن تفضى إلى نتائج ولن تخدم مصالح الدول وتطلعات الشعوب.. ولكن بالحلول السياسية والتفاوض وهو ما يعيد الأمن والاستقرار ويرسخ البناء والتنمية.
مصر أيضا نموذج فريد فى الالتزام الدولى بالقوانين ومباديء الشرعية الدولية والمقررات الأممية وتبدى احتراما كبيرا فى علاقاتها مع العالم.. فلا تتدخل فى شئون أحد.. ولا تعتدى ولا تغدر بأحد وهى دولة شريفة فى زمن عز فيه الشرف.
لم تأت ثقة العالم وتعويله على الدور المصرى وما يحظى به من احترام وتقدير فى قيادة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وشرق المتوسط من فراغ بل نتاج قوة وقدرة وثقل يرتكز على الحكمة وإرادة ترسيخ السلام فى المنطقة.
ومع تواصل الجهود المصرية التى يقودها الرئيس السيسى لاستئناف وإحياء عملية السلام.. ومن هذا المنطلق وبناء على تكليفات الرئيس السيسي.. جاءت زيارة الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة لمدينة رام الله الفلسطينية وتل أبيب لمتابعة الجهود المصرية فى إطار عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي.
الرئيس محمود عباس أبومازن استقبل الوزير عباس كامل الذى نقل لأبومازن رسالة الرئيس السيسى التى أكدت دعم مصر للقضية الفلسطينية والعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار بكافة المناطق الفلسطينية والأقاليم كافة.
زيارة الوزير عباس كامل تأتى بناء على تكليف الرئيس السيسى وفى إطار دفع الجهود المصرية لعملية السلام والتى تتواصل برعاية الرئيس السيسي.
الحقيقة أن تبنى مصر للسلام.. وترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة.. وفى كافة الدول العربية هو رؤية ثاقبة تدفعها وتتبناها جهود ورعاية متواصلة من الرئيس السيسى.. ولعل الدور المصرى فى وقف إطلاق النار والهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. هو دور شريف يجسد قوة وقدرة وثقل مصر وحكمة قيادتها السياسية.. لأن استقرار وأمن هذه المنطقة هو أمن للعالم.. واستمرار هذا الوضع المتأزم سوف يفضى إلى تهديد للأمن والسلم الإقليمى والدولى وسيؤثر على أمن ورخاء الشعوب.. لذلك تبذل مصر وقيادتها السياسية جهودا متواصلة لترسيخ السلام وهذا نابع من قناعة وقدرة ورؤية صادقة وشجاعة.
تحيا مصر