قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز إن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة يتعرض إلى هبات ساخنة وباردة ، تبعا لمسارالمفاوضات حولها بين رئيس الجمهورية اللبنانية والرئيس المكلف.

وأوضح المحلل اللبناني في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" بأن المعلومات تفيد بأن ما يتم الاتفاق عليه يتعرض بعد بضع ساعات إلى عملية تعديل وإعادة بحث وتدقيق خاصة من قبل الرئيس ميشال عون وتياره السياسي لافتاً إلي أن الرئيس نجيب ميقاتي يبدي مرونة واضحة وصبرا جميلا ويتبع أسلوب النفس الطويل لكنه يعتبر أن لكل شيء حدودا وأن صبره لن يطول لأكثر من اسبوع اخر .

وأشار الكاتب محمد سعيد الرز أنه عقد 12 لقاء حتى الآن بين الرئيسين لتشكيل حكومة كان يفترض ان يتم خلال 48 ساعة من لحظة التكليف نظراً لحالة الانهيارالسحيق التي يعيشها اللبنانيون بكافة مستوياتهم.

ولفت المحلل اللبناني سعيد إلي ان الرئيس عون ومعه فريقه السياسي ظهروا منفصلين غير ملتفتين إلي حالة التجويع المريعة وكذلك عن الكوارث التي تحل بالناس وآخرها حريق عكار مشيراً إلي أن كل اهتمام عون  منصبه على حصته الوزارية وعلى خرق الدستور في ما يخص صلاحياته التي يعمل جاهداً على إعادة عقارب الساعة بشأنها  إلى الوراء ، أي إلى ما قبل اتفاق الطائف .

وأضاف المحلل اللباني بأن الرئيس عون يريد تشكيل حكومته لا حكومة كل لبنان ، وفي كل الأحوال فإن الأسبوع المقبل سيكون مفصليا سواء لإتمام عملية التشكيل او لإعتذار الرئيس المكلف خاصة إذا بلغت شروط ومطالب رئيس الجمهورية الوصول إلى الثلث المعطل عمليا ولو كان ينفي ذلك كلاميا .

 ولفت المفكر اللبناني إلي أن هذه المماطلة في تشكيل الحكومة تفسح المجال أمام الطبقة الحاكمة لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب حقوق الناس وآخر ظواهرهذا الجشع هو تحريرالجيش لحوالي 5 ملايين لترمن المحروقات كانت مخبأة في خزانات غير شرعية في مختلف المناطق وتعود ملكيتها لأطراف هذه الطبقة الفاسدة جميعها فيما المواطن يشهد الذل يوميا أمام محطات الوقود والمرافق العامة والاستشفائية تتعطل تماما .

وتابع محمد سعيد الرز بأن الحكومة العراقية قررت إمداد لبنان بمليون ليتر من الوقود منذ عدة أشهر وتبين أن تأخر وصولها سببه طلب الوزير اللبناني المتابع للموضوع وهو ينتمي للتيارالعوني تسليم الهبة العراقية لشركات الاستيراد الخاصة ما أدى إلى رفض بغداد هذا الطلب واعلانها إنها تتعامل من دولة إلى دولة وليس إلى شركات خاصة احتكارية وحين تراجع الوزير أعلن العراق عن شحن المحروقات أوائل الشهر المقبل.

 وأكمل المحلل اللبناني إلى أن هذه الفضيحة تكشف طبيعة المصالح التي يتشارك فيها أركان الطبقة الحاكمة رغم خلافاتهم السياسية المعلنة حول تشكيل الحكومة فالتضارب حول أسماء الوزراء ليس هدفه انتقاء الأصلح لخدمة الوطن والمواطن بل انتقاء الأفضل لتسيير مصالح هذا الفريق أو ذاك سياسيا أوانتخابيا أو ماليا والجميع يتساوون في هذه المعادلة .

 وأختتم المحلل اللبناني بأنه إذا استمرتشكيل الحكومة على هذا النحو سيجد اللبنانيون أنفسهم أمام مجلس وزراء جديد قام على اساس المحاصصة لاعلى قاعدة الاختصاص والنزاهة الأمر الذي يزيد المسافة بين الشعب والحكام ويسقط اي ثقة بين لبنان ومحيطه العربي وكذلك مع المجتمع الدولي . اذن الأسبوع المقبل أمام مفترق : اما حكومة لبنانية مؤهلة للجم التدهورأو الدخول في النفق المظلم الذي حذر منه العالم ، والرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام مؤتمر باريس لدعم لبنان.