خلال حضوري لقاءي الرئيس العراقى برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمى فى العاصمة بغداد.. وجدتنى أسمع كلاما ومفاهيم ورؤى تبنتها مصر ونفذتها على مدار 7 سنوات.. جسدت رؤية الرئيس السيسى فى البناء وفى علاقات مصر الدولية.. وكيف ساهمت وقادت المنطقة إلى استعادة التوازنات.. وكيف رسخت سياسات شريفة تعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. وأن التعاون والشراكات والحلول السياسية والتفاوضية هى السبيل الأمثل لحل الصراعات وإيقاف عجلة الحروب التى لم تفض إلا للخراب والدمار وإهدار ثروات وموارد الدول وخلق المعاناة لشعوبها.. الحقيقة أننى شعرت بالفخر.. واستشعرت أيضا أننا بصدد عراق جديد يودع سياسات الماضى ويفتح قلبه وعقله لعلاقات شراكة وتعاون مع الجيران ودول المنطقة.. لذلك اعتبر أن مؤتمر «دول الجوار» هو نقطة انطلاقة لبناء وتأسيس العراق الجديد الذى تغلب عليه الروح والرؤية المصرية.
تعظيم الحلول السياسية للصراعات.. الحفاظ على الدولة الوطنية.. علاقات دولية تقوم على التعاون والشراكة والاحترام المتبادل.. إصلاح حقيقى يحقق تطلعات الشعوب فى حياة كريمة «الوطن ملك ويسع الجميع».. وأن المواطنة هى الحل.
قال الرئيس العراقى برهم صالح خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبغداد تحدثت معه واستمعت إليه.. حيث أكد الرئيس السيسى أن الأمن والاستقرار هما مفتاح البناء والتنمية والاستثمار والاقتصاد وتحقيق تطلعات الشعب وتوفيرالحياة الكريمة لهم وإيجاد فرص العمل للشباب.. وأشاد الرئيس العراقى بتجربة «مصر - السيسي» الملهمة فى كافة المجالات سواء على مستوى البعد التنموى فى الداخل أو العلاقات المصرية بدول الإقليم والعالم والسعى إلى إعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة لتنعم بالسلام والرخاء.. مؤكدا أن التجربة المصرية موضع احترام وتقدير وما تشمله من نهضة عمرانية وتنموية محل استفادة ونموذج أمثل للدول فى البناء والسلام وهى رؤية وطنية نحن فى حاجة إليها.
الحقيقة خلال زيارتى الأولى للعراق استشعرت مجموعة من الرسائل المهمة الأولى: ان العراقيين لديهم تقدير ومحبة للشعب المصري.. واحترام كبير وتقدير عظيم للرئيس عبدالفتاح السيسى.. وإبداء أهمية واهتمام كبير للتعاون مع مصر فى كافة المجالات والاستفادة من تجربتها.
الرسالة الثانية: أننى وجدت نفسى أمام مفاهيم ورؤى ومصطلحات وتعبيرات وخطوات عايشتها فى مصر ولمستها كمواطن مصرى يعتز بشرف الانتماء لمصر.. فمصر منذ أن تولى الرئيس السيسى مسئولية قيادتها.. وهى تنتهج سياسات ورؤى واستراتيجيات أصبح الجميع فى المنطقة يتحدثون بها رغم أنها انطلقت منذ 7 سنوات إلا أن دول المنطقة أيقنت ان الحل الوحيد يكمن فى الرؤية المصرية التى ترتكز على الأمن والاستقرار والسلام بدلا من الصراعات والتناحر والنزاعات التى لم تفض سوى الخراب والدمار والقتل وإهدار موارد الدولة واستنزاف أموالها وهى ميزانيات تريليونية ولم تجلب سياسات التصادم والحروب والصراعات سوى المعاناة للشعوب وتوقف مشروعات البناء والتنمية واذكاء الكراهية والعنصرية والتطرف والإرهاب.. لقد لمست دول المنطقة أخيرا أنها فى حاجة إلى حالة حوار وتفاوض وحلول سياسية لكافة الصراعات بعد أنين ومعاناة الشعوب وتدمير وخراب وسقوط الأوطان.
وجدت دول المنطقة أنها فى حاجة إلى الرؤية المصرية.. ولعل كم المصطلحات والرؤى المصرية التى طرحها الرئيس العراقى ورئيس الوزراء دليل على ذلك فالسياسة المصرية الدولية ترتكز على احترام إرادة وسيادة الدول والشعوب وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وعدم الانتهاك لحقوقها وسيادتها وأيضا عدم العدوان وحل الخلافات والنزاعات بالحلول السلمية والتفاوضية بدلا من الصراع الذى لا يحقق آمال وتطلعات الشعوب والدول أيضا.
الاعتدال والحكمة والنظرة الاستشرافية للمستقبل هى جوهر السياسة والرؤية المصرية وأيضا قراءة التاريخ والماضي.. لنجد أمامنا دروساً وعبراً يستدعيها الحاضر بقوة للاستفادة منها فى تغيير السياسات والرؤى.. والحقيقة أن العراق الشقيق عانى على مدار أكثر من 40 عاما من ويلات الصراعات والنزاعات والاقتتال الداخلي.. وأصبحت ملعبا وساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية والداخلية وهو الأمر الذى انعكس على العراقيين أنفسهم ودولتهم الوطنية ومؤسساتها.. لكن وخلال زيارتى بدعوة من نقابة الصحفيين العراقية.. وحضوري للقاءي الدكتور مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء.. والسيد برهم صالح الرئيس العراقي.. وجدت أن هناك رغبة وإرادة للإصلاح ليس فى العراق فحسب، ولكن على مستوى دول الجوار ودول المنطقة بأسرها لذلك جاء عقد مؤتمر الجوار من قبل العراق الشقيق لدول عربية وإسلامية مجاورة ولدول المنطقة وحضور دولى ممثلاً فى فرنسا.
أعتبر هذا المؤتمر هو مرحلة فارقة ومفصلية ووقفة مع النفس ترتكز على إرادة سياسية لبناء عراق جديد.. ودولة وطنية جديدة فى العراق.. لديها مؤسسات قوية وفاعلة.. فقد دارت عجلة الإصلاح الشامل فى العراق من خلال التطلع إلى البناء والتنمية والاقتصاد والاستثمار وأيضا علاقات سليمة ومتوافقة وشراكة وتعاون مع دول الجوار وأيضا دول المنطقة.. وقد أكد الرئيس العراقى ورئيس الوزراء ان هناك مشروعات فى العراق من كل دول الجوار والمنطقة تجسد رغبة وإرادة عميقة للتعاون.
لقد أولت القيادة السياسية المصرية اهتماما غير مسبوق بالدولة الوطنية سواء بالحفاظ عليها أو استعادتها فى الدول التى تعرضت لأزمات خطيرة خلال ما سمى بـ «الربيع العربي».. فالدولة الوطنية كما أكد الرئيس السيسى هى الحصن وصمام الأمان لتحقيق سلامة الدولة وأيضا تحقيق تطلعات الشعب.. والتصدى لكل التهديدات وعلى رأسها الإرهاب والفتن من خلال جيش وطنى يمثل كل جموع الشعب.. فمن يملك جيشا وطنيا يملك أمنا واستقرارا.. وهذه حقيقة لا ريب فيها أكدها الرئيس السيسى مرارا وتكرارا.
انطباعاتى عن زيارتى الأولى للعراق.. وأهداف مؤتمر دول الجوار.. تشير إلى أن هناك إرادة قوية من الأشقاء ورؤية شاملة تستهدف بناء عراق جديد.. لكل العراقيين.. فكما سمعت ان التنوع الذى يحظى به العراق سيتحول إلى نقطة قوة بعد أن كان مصدرا للفزع والانقسام والاختلاف والصراعات.. وحول العراق خلال السنوات الماضية إلى أشلاء وشبه دولة.
أيضا وجدت فى حديث صالح والكاظمى إشارات عن وجود إرادة حقيقية لبناء الدولة الوطنية العراقية بمؤسساتها.. فقد أكد الرئيسان أن الجيش العراقى يحظى بالاهتمام فى تطوير قدراته وأيضا كشفا عن استعادة الأجهزة الأمنية العراقية عافيتها.. وهناك أيضا إصلاح سياسى حقيقى يحقق العدالة السياسية للجميع خاصة وأننا على مشارف انتخابات نمتلك إرادة قوية لتكون فى أعلى درجات النزاهة والشفافية وتعبر عن إرادة المواطن العراقي.. فإحلال الحروب والديكتاتورية بالسلام والديمقراطية وهو إرادة عراقية استندت إلى دروس الماضى فى ظل وجود رؤية وإرادة لإعادة اللحمة العراقية فى مواجهة تحديات وتهديدات خطيرة دفع العراقيون ثمنها باهظا.. ومازالوا يواجهون هذه التحديات.
ما يكشف ويؤكد إرادة الإصلاح العراقية فى كل المجالات بعض الرسائل القوية وما يشهده الواقع العراقى الذى تحول إلى الأفضل سواء على مستوى الداخل أو العلاقات الإقليمية.. فالعراق يرى ان المنطقة ودولها عانت كثيرا من الأزمات على مدار العقود الماضية ودفعت شعوبها ثمنا باهظا من أرواح أبنائها وموارد دولها.. وآن الأوان لتفكيك هذه الأزمات وتحويلها إلى نقاط قوة.. فالعراق يسعى بقوة إلى إقامة علاقات قوية وتفاهمات موسعة وشراكات فاعلة مع دول الجوار رغم ما شهدته علاقة العراق بالكثير من دول الجوار والمنطقة من توترات وحروب وصراعات.. لكن العراق يفتح قلبه وعقله للجميع.. ولن يعود الماضى أو يلقى بتداعياته فقد آن الأوان لبناء علاقات تعاون وشراكة تستند على علاقات الاقتصاد والثقافة.. حيث أكد رئيس الوزراء العراقى الكاظمى أن الحوار ألف عام أفضل بكثير وأكثر ربحية من الخلاف لحظة.. فقد تجرعت العراق ثمن النزاعات والصراعات والخلافات ولم تجن منها سوى الخراب والدمار والتراجع فى كل المجالات لكن من الواضح أننا أمام رؤية إصلاحية وإرادة قوية.. واستفادة كبيرة من دروس وأخطاء الماضى وتبديد آثار الحروب والديكتاتورية إلى سلام وتعاون وشراكة وديمقراطية وأن تكون العراق لكل العراقيين.
المسئولون فى العراق لديهم إرادة لتحويل العراق إلى نقطة التقاء للسلام والثقافة والتعاون بعد أن كان سببا فى توتر المنطقة والعديد من النزاعات والصراعات.. العراق يريد أن يعيش مع جيرانه فى حالة صداقة وتعاون.. وان تربطه بهم علاقات تضامن اقتصادى وثقافى واجتماعى على مستوى الدول والشعوب.
فالعراق صاحب إرث ثقافى وحضارى وملتقى للحضارات ومركز مهم للعالم.. ذاق مرارة الحروب والصراعات ووجد الفرصة سانحة لإعادة ترتيب البيت العراقى من جديد على أسس صحيحة وصحية.. فالعراق يواجه أيضا تحديات خطيرة من خلال زيادة سكانية تصل لأكثر من مليون طفل سنويا بالإضافة إلى تداعيات وما خلفته الحروب من أيتام وأرامل ومصابين ومعاقين بسبب سوء الإدارة.. لذلك يتحرك على كافة المستويات من أجل تحقيق البناء والتنمية والازدهار بدلا من استنزاف الموارد فى حروب لا طائل منها أو محاولات لترسيخ السياسات الطائفية التى أوجدت نوعا من عدم التوازن وأحدثت تشوهات اجتماعية أثرت على مسيرة العراق لذلك تبرز جهود استعادة الهوية الوطنية للعراق.. والاستفادة من حالة التنوع لتكون مصدر قوة وليس مصدرا للانقسام والعنف.
مؤتمر دول الجوار فى العاصمة العراقية بغداد هو تجسيد حقيقى لإرادة استعادة وإحياء الدور العراقى على المستوى الإقليمى وهو إعلان حقيقى أيضا عن استيعاب أخطاء الماضى التى لم يكن لها هدف على حد تعبير الدكتور الكاظمى سوى الحروب والصراعات والديكتاتورية.. ومن دفع الثمن هم العراقيون أنفسهم.
العراق لديه رؤية جديدة ومختلفة تؤيد وتساند الرؤية المصرية من خلال إحلال الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة بدلا من الصراعات والحروب والنزاعات.. إيمانا من أن الأمن والاستقرار والسلام يحقق مصالح البشر ويوفر لهم الحياة الكريمة.. ويمنحهم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.. ويرى العراق أيضا أن هناك فرصة كبيرة لإنهاء كافة الأزمات والصراعات وإحلال السلام والتعاون والشراكات بين الدول فاستضافة الدول خاصة من دول الجوار هو تجسيد حقيقى للرؤية والإرادة العراقية خاصة وان عقودا طويلة ماضية شهدت صراعات ونزاعات وحروبا عراقية مع دول المنطقة لم تنل من العراق فحسب ولكن من المنطقة بأسرها.. وأثرت على الأمن والاستقرار والسلام فيها.
العراق أيضا يكثف جهوده فى بناء اقتصاد عراقى للمستقبل وأيضا مكافحة الفساد واعتباره مع الإرهاب أخطر التحديات التى تواجه الدولة العراقية وحققت فيه خطوات كبيرة على طريق تحقيق النزاهة والشفافية.
الوضع فى العراق ليس بالصورة التى تدور فى أذهان الناس خارج هذه الدولة ولكن هناك جديدا وأفضل ورؤية وإرادة نحو استعادة العراق الأمن المستقر الذى تربطه علاقات سلام وتعاون وشراكة مع جيرانه ودول المنطقة وتعاون مع دول العالم على أساس الاحترام والتعاون فالإيمان ان ثقافة الموت لا تجلب إلا الدمار والخراب أصبحت مبدأ واستراتيجية عراقية.. وهناك رفض كامل من قبل المجتمع العراقى للتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش.. فالكراهية على حد تعبير الكاظمى لا تبنى علاقات جيدة والعنصرية لا تبنى سياسة سليمة فالعراق جزء من الماضي.. ولم يعد على استعداد لاستمرار السياسات والحروب والديكتاتورية ولكنه يريد بناء عراق جديد لتحقيق آمال شعبه.. فالعراق الجديد فى مرحلة تأسيس من خلال بناء علاقات قوية مع جيرانه والأشقاء والأصدقاء.. ولعل هذا المؤتمر يكون نقطة انطلاق لعودة العراق.. وبناء العراق الجديد.. فالفكر والسياسات والرؤى أصبحت مختلفة بشكل جذري.. فالشعوب تريد الحياة.. لا الموت.. تريد الكرامة.. لا المهانة.. تريد الحياة الكريمة.. لا الفقر والمرض والجهل.
الحقيقة وخلال زيارتى لبغداد وما سمعته لا أملك إلا أن انحنى بالتحية والاحترام والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الذى أصبح ملهما لكل الساعين إلى البناء والتنمية والاستقرار والسلام.. القائد الذى منذ الوهلة الأولى لتوليه المسئولية.. انطلق بمصر وفق رؤية ثاقبة وشريفة ارتكزت على تغيير وجه الحياة.. إلى الأفضل فى مصر وبناء علاقات سليمة مع محيطيها الإقليمى والدولى وأيضا مع كل دول العالم.. فمصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف غايتنا التعاون والشراكة والسلام والاستقرار لا نتدخل فى شئون أحد الداخلية ولا نعتدى ولا نطمع فى أحد.. نبنى ولا نهدم.. تحية لصاحب الرؤية والشرف.. القائد الذى أفخر به رئيسا لوطن عظيم فى حجم مصر.. وما حققه من تجربة ملهمة.
تحيا مصر