قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن دار الإفتاء المصرية حرصت في عملها وفتاواها أن تعمل على حفظ استقرار المجتمعات والدولة الوطنية، والدعوة إلى قبول الآخر والتناغم معه في سبيل البناء الحضاري للإنسان والتعاون المشترك".
وأضاف خلال لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" على فضائية "صدى البلد" أن الدار تعمل من خلال جملة من الإجراءات من خلال مرصد الفتاوى المتشددة على درء فكر الجماعات المتطرفة، ثم بعد دراسات مع علماء النفس والاجتماع اتجهت إلى إنشاء وحدة الرسوم المتحركة "موشن جرافيك" لإخراج تقارير مصغرة سريعة يصل فحواها للشباب كافة، ورسائلها من خلالها لا تتخطى دقيقتين، وتعتبر هذه الوحدة من الوحدات المهمة في درء الفكر المتطرف، وتحث الدار من خلالها على أفكار العمل والبناء.
وأشار إلى أن الدار إلى جانب ذلك أنشأت "مركز سلام لدراسات التطرف"، وتطمح من خلال هذا المركز إلى إيجاد جملة من الأمور المتخصصة المعمقة، وستعمل مع مختلف المراكز المتخصصة في مثل هذه الدراسات على التعاون البناء.
وفي سياق آخر قال مفتي الجمهورية: "إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر لعدة اعتبارات؛ أولًا: لتحصين الشباب الذي لا يكاد يفارق هذه المواقع ، ومن ناحية أخرى أن الجماعات الإرهابية وجدت في هذا الفضاء الإلكتروني فرصة سانحة وأكيدة لتجنيد الشباب والتأثير عليهم.
وأشار إلى أن تنظيم داعش في إحصاء من الإحصاءات نشر 90 ألف تويتة على موقع تويتر بـ 12 لغة، وهذا معناه أننا أمام تنظيم منظم يستخدم أدوات معينة للتأثير على الشباب، وأهم أدواته هي شبكات التواصل الاجتماعي، ومن ثم فالمسؤولية كبيرة علينا نحن المؤسسات الإفتائية لمواجهة غزو الفضاء الإلكتروني، والتعامل معه بذكاء وأن نكون مؤثرين، وهذا التعامل بلا شك يحتاج لدراسات وأبحاث وقد جلسنا مع متخصصين لنصل إلى كيفية دراسة نفسية هذا الإنسان المتطرف الذي نتعامل مع أفكاره.
وقال فضيلة المفتي: "إننا دائمًا نسعى إلى إيجاد موضع قدم لنا على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرًا أنشأنا حسابًا على موقع "تيك توك" بعدما لاحظنا وجود عدد من الفتاوى الصوتية والأفكار الشاذة التي تنشر عبر هذا التطبيق".
ولفت فضيلة المفتي إلى قيام دار الإفتاء بدراسة التعليقات التي ترد على منشورات صفحة دار الإفتاء المصرية، ويقوم فريق متخصص بتصنيفها، وكثيرًا ما يتم استهداف الدار من خلال كتائب إلكترونية، خاصة عندما يتم نشر أي شيء يخص دعم الدولة الوطنية لتكوين رأي عام مضاد، ونحن نقف طويلًا عند أي آراء بناءة نصحح من خلالها المسار وفكرة النقد البناء هامة وفكرة الوعي هامة أيضًا.