الخميس 13 يونيو 2024

في ذكري ميلاده.. 7 سجون كتبت قصة إبداع الفاجومي

23-5-2017 | 19:46

كتبت ـ زينب عيسى

دفع كثير من الكتاب ثمنا باهظا لآرائهم، سواء كانت ضد النظام الحاكم في وقتهم، أو لإصرارهم على إعلان كلمة حق؛ حتى الأديب المعتقل سجين من نوع خاص، يتمتع بالقدرة على تحويل الحبس إلى لحظات إبداع يُكتب لها الخلود.

الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، الذي تحل ذكرى ميلاده هذه الأيام، كان واحدا من هؤلاء، بعد أن قضى 18 عاما وراء القضبان، توزعت على أكثر من عهد، بدءا من الملكية، ومرورا بفترة حكم ناصر، وأخيرا خلال حكم السادات.

وبحسب رواياته عن تلك الفترة تنقل، الفاجومي بين سجون مصر،  كعب داير، والتي وصلت بحسب رواياته إلى 7 سجون، كان يمكث في كل منها عدة سنوات، ومنذ الخمسينات والستينات استخدمت أشعاره في جميع المظاهرات المطالبة بالحرية، وحين اندلعت ثورة يناير بالتحرير، لم تكن هناك أفضل من كلماته التي رددها الثوار في الميدان: «الجدع جدع والجبان جبان وانت يا جدع اثبت في الميدان».

جاء أول حبس له في عهد الملك فاروق، بعد أن اتهمه المسؤولون بسرقة المعدات من ورش النقل الميكانيكي، وكان السجن الثاني في عهد جمال عبدالناصر، بسبب قصيدته «الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا»، فيما انصبت قصائد نجم في عهد السادات، على السخط والسخرية من نظام الحكم، فكانت أشعاره سببًا أساسيًا في سجنه، ومنها قصيدة «البتاع»، و«نيكسون بابا»، وغيرها.

سُجن نجم عدة مرات مع رفيق دربه الملحن والمغني الشيخ إمام، فتلازمت أشعاره مع غناء إمام، لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري، الذي بدأ بعد نكسة يونيو، بعدما أصدر عبدالناصر أوامره بسجنهما معا.

ويحكي الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، الصديق المقرب للفاجومي، ذكرياته مع نجم والراحل الشيخ إمام عيسى، في السجن، فقال إن الثنائي خرجا من السجن بعد وفاة عبدالناصر في 1971، ثُم أعيد القبض عليهما بعد عقب مظاهرات الطلبة في 1972 وفي السجن هذه المرة كان نجم يكتب: «أنا رحت القلعة وشفت ياسين»، كذلك تم اعتقالهما عام 1973 عندما شاركا  في مظاهرات عمال حلوان للحديد والصلب، حيث تم اتهامهما بالتحريض، ثُم أُعيد القبض عليهما مرة أخرى في عام 1977 بتهمة  التحريض أيضًا.

ومن أغرب وأطرف المرات التي حُبس فيها أحمد فؤاد نجم، وحكم عليه، وإمام بالسجن لمدة سنة كاملة عام 1977، بسبب قصيدة «الفول واللحمة»، التي تنتمي إلى ما عرف بقصائد المناهضة للنظام الحاكم، التي كانت ذروتها في دعم مظاهرات الطلبة عام 1977، خلال عهد الرئيس الراحل السادات.