عند صدور الثلاثية في منتصف الخمسينات فوجئ نجيب محفوظ باهتمام كبير من النقاد بأعماله السابقة حتى ان الناقد المصري "لويس عوض" كتب مقالا عنوانه "نجيب محفوظ.. أين كنت"، سجل فيه أن الحفاوة بمحفوظ مبررة ولكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا.
وعلق طه حسين سنة 1956 عن الثلاثية قائلا: أنة أتاح للقصة أن تبلغ من الاتقان والروعة ومن العمق والدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر ما لم يصل اليه كاتب مصري قبله.
كما يرى بعض النقاد أن هناك قطبين لأزمة المرأة خلال زمن الرواية التي تبدأ أحداثها عام 1917 أحدهما ايجابي يمثله السيد أحمد عبد الجواد والثاني سلبي تمثله زوجته أمينة والعلاقة بينهما بين ذات وشيء، علاقة غير متجانسة وغير متكافئة وغير إنسانية قوامها الاستبداد المطلق في طرف والخضوع المطلق في الطرف الاخر.
ويركز محفوظ في السرد الروائي على النمط الإنساني لا على العقدة كما يعتمد على التحليل النفسي والنقد الاجتماعي بلا ميل ودراما، ويصبح التاريخ في سطور الرواية "حيا مشهودا" في الأحداث والطرز السائدة في العمارة والأساس المنزلي والملابس والموسيقى والغناء والتقاليد والعلاقات الاجتماعية والسياق الاقتصادي.
ويرسم لكل نموذج إنساني تناقضه الداخلي العميق وأبعاده النفسية والموضوعية المستقلة عن النماذج الأخرى وعن شخصية المؤلف.
ويعيب الناقد نجيب سرور على "جميع النقاد" وعدم انتباههم إلى الكوميديا "الواضحة والبارزة جدا" في ثلاثية محفوظ ودهشته من أن خط الكوميديا "فات كل نقادنا" رغم كون الكوميديا طابع أصيل للمزاج المصري الذي لا تستوقفه الا النكتة الصارخة غير المعتادة.
ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911 وكان من سكان القاهره من الطبقة المتوسطة، وفي عام 1934م، بدأ محفوظ مسيرته المهنية كموظفٍ مدني في الحكومة، وفي عام 1936م حيث بدأ العمل كاتبًا صحفيًا مع صحيفة “الرسالة”، في عام 1938، عُين سكرتيرًا لوزير الأوقاف الإسلامية، ويعد نجيب محفوظ من أهم كتاب القرن العشرين وهو أول مصري يحصل على جائزة نوبل في الأدب وله إنتاج أدبي وافر يتسم بالجودة والواقعية ومن أشهر رواياته "رواية حديث الصباح والمساء" و نشرت عام 1987 .