أصدر إمام تركي فتوى دينية قبل أيام بتحريم اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي يغزو العالم منذ نحو عامين، وعلى إثر ذلك أشعلت فتواه الرأي العام ومواقع التواصل في البلاد بعد أن رفض التراجع عن رأيه المثير للجدل.
وبحسب موقع " العربية "، أوقفته السلطات عن العمل وباشرت تحقيقاً معه بشأن دعواته لمقاطعة اللقاح المضاد للفيروس.
وقام الإمام، الذي لم تكشف السلطات عن اسمه الكامل، والذي يعمل كخطيب في جامع يقع جنوب غربي تركيا في مدينة دنيزلي، بدعوة المصلين إلى مقاطعة اللقاحات المضادة لكورونا، معتبراً أنها "حرام" وعلى الناس ألا يخضعوا لها.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الخطيب كان يحث سكان الحي الذي يعيش في مدينة دنيزلي، على مقاطعة اللقاحات المضادة للفيروس المستجد على أنواعها، وعلى خلفية ذلك أوقفته دائرة الأوقاف عن عمله، بينما باشرت السلطات الأمنية التحقيقات معه.
علق عبد العزيز بايندر، البروفيسور السابق في كلية الشريعة بجامعة إسطنبول، على فتوى الخطيب التركي، وقال "لكي نقول إن اللقاح حرام، علينا أن نتأكد من أنه مضر بالجسم"، داعياً إلى التحلي بالمعرفة عند الحديث عن مثل هذه الأمور الطبية.
ولم تكتف دائرة الأوقاف التركية بإيقاف الخطيب عن عمله فقط وإنما وصلت المسألة لمفتي المدينة التي كان يعمل فيها.
وأعلن محمد أشيك مفتي دنيزلي عن تلقيه للقاح المضاد لفيروس كورونا مع كامل أفراد عائلته، كما طالب الناس بضرورة الحصول على اللقاح لمنع الفيروس من الانتشار بينهم.
وقال أيضاً في تصريحاتٍ وسائل إعلام محلية إن "التطعيم واجب ديني ومدني ومن الضروري التشجيع على الحصول عليه".
وجاءت فتوى الخطيب في وقت تسجل فيه تركيا يومياً آلاف الإصابات بفيروس كورونا بعد أن قفزت الأعداد فيها مجدداً مقارنة بالفترة السابقة التي سجلت فيها عدداً أقل من الإصابات والوفيات على حد سواء.
وعادة ما يصدر رجال الدين ومؤسساتهم، فتاوى مثيرة للجدل في تركيا، كما حصل قبل أيام عندما حرّمت "رئاسة الشؤون الدينية" تناول أطعمة بحرية مختلفة بذريعة أنها تموت بمجرّد إخراجها من مياه البحر.