السجاد اليدوي، إحدى الصناعات التى خرجت من قرية ساقية أبو شعرة التابعة لمركز أشمون، بمحافظة المنوفية والتى تعد أكبر قلاع صناعة السجاد اليدوى ، الذي كان يصدر إلى الخارج وظلت القرية محتفظة بصناعة السجاد حتى هذا اليوم، ووصل الأمر فى انتشار تلك الصناعة بالمحافظة إلى وجود نول نسيج يدوى فى كل منزل، لكن مع تطور الأحداث في مصر وبعد 25 يناير وتبعات جائحة كورونا ازداد الأمر سوءًا، وترك الحرفيون صناعة السجاد واتجهوا للعمل في شركات النظافة.
تاريخ صناعة السجاد في ساقية أبو شعرة بدأت هذه الحرفة ترى النور والشهرة فى القرية من أربيعنيات القرن الماضي، حينما تم إنشاء مصنعين ضم كل الصناع والحرفيين الموجودين بالقرية، وقام بتدريب الصبية من سن سبع سنوات على تلك الحرفة المهمة وهما مصنع رشيد زهران ومصنع جلال السيد عامر وبعدها في الوقت الذي زارهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لما رآه فى فرنسا من سجاد يحمل كلمة "صنع في ساقية أبو شعرة" فالسجادة اليدوية المصرية المصنعة من الحرير تتمتع بسمعة وشهرة طيبة بين السجاد الصيني والأفغاني والزرابي المغربي. وتبدأ الحرفة مع النشئ فى القرية فى سن سبع سنوات وفيها يبدأ الطفل في تلقي مهارات صناعة السجاد والتعامل مع الخيوط الحريرية لينسج بها تحفة فنية تباع في الأسواق بآلاف الجنيهات وتحظي منتجاتها بشهرة عالمية.
بداية انتكاسة صناعة السجاد بساقية أبو شعرة وعلى الرغم من تميز هذه القرية بصناعة السجاد إلا أن الحرفة واجهت شبح الإنقراض منذ سنوات وتحديدا منذ عهد الوزيرة أمال عثمان والتي يعتبرها الحرفيون السبب الأول في تدهور صناعة السجاد بالقرية والتي دمرت العلاقة بين الصناع والتجار.
وبعد ثورة 25 يناير أصبح الأمر أكثر لأسباب كثيرة منها عدم توفير خامات الحرير اللازمة لصناعة السجاد وعدم تعامل وزارة التضامن الاجتماعى معها بالشكل الصحيح، ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة.
الرئيس أعاد الأمل لصناع السجاد في نوفمبر 2020، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي بالشراكة مع صندوق تحيا مصر المبادرة الرئاسية "تتلف في حرير"، وذلك لتشجيع وتنشيط صناعة النول المصري، ووجدت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا لدى صناع السجاد في قرية ساقية أبو شعرة، لأنها تهدف إلى تشغيل قوى بشرية معطلة، تحسين مستوى معيشتهم وأسرهم، وتقنين وضع مصنعي السجاد على مستوى الجمهورية لتحويلهم من القطاع غير الرسمي إلى القطاع الرسمي.