السهو في الصلاة أو الشك أثناء قراءة بعض الآيات القرآنية من السوء أثناء الصلاة من الأمور التي قد يتعرض لها الجميع، ويحاولون تدارك ذلك بتكرار الآية أو غيرها من السبل لاستكمال القراءة دون التأثير على صحة الصلاة.
وأوضحت دار الإفتاء حكم تكرار آية أو أكثر من الفاتحة لأكثر من مرة، وهل ذلك يخل بالموالاة فيها؟
حيث قالت الإفتاء أن تكرار آية من الفاتحة أو أكثر من آية في نفس الموضع الذي هو فيه من السورة لا يخل بالموالاة، وإن كرر ذلك لاستدراك خللٍ شكَّ فيه أو للتفكر فلا بأس بهذا التكرار.
واستشهدت الإفتاء بقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في "أسنى المطالب" (1/ 152): [ولَوْ كَرَّرَ آيَةً مِنْهَا، قَالَ فِي "الْمَجْمُوعِ": قَالَ الْجُوَيْنِيُّ وَالْإِمَامُ وَالْبَغَوِيُّ: بَنَى، وَابْنُ سُرَيْجٍ: اسْتَأْنَفَ، وَالْمُتَوَلِّي إنْ كَرَّرَ مَا هُوَ فِيهِ أَوْ مَا قَبْلَهُ وَاسْتَصْحَبَ بَنَى، وَإِلَّا فَلَا؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مَعْهُودٍ فِي التِّلَاوَةِ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَذْهَبُ فِي التَّحْقِيقِ، وَالْأَوْجَهُ الثَّالِثُ، وَبِهِ جَزَمَ صَاحِبُ "الْأَنْوَارِ" (وَلَا يَقْطَعُهَا) أَيْ الْقِرَاءَةَ شَيْءٌ (مُسْتَحَبٌّ فِيهَا)] اهـ.
نسيان قراءة السورة بعد الفاتحة
وأوضحت الإفتاء في ردها على سؤال حول حكم من نسي قراءة السورة بعد الفاتحة؟، أن من نسي قراءة السورة بعد الفاتحة صلاته صحيحة، وليس عليه سجود السهو لنسيانها؛ جاء في "أسنى المطالب في شرح روض الطالب" (1/ 187): [(وَلَا يَسْجُدُ لِبَاقِي السُّنَنِ) أَيْ لِتَرْكِهِ كَتَرْكِ السُّورَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ] اهـ.
وعن ماذا يقال في سجود السهو، فقد أكدت الإفتاء أن سجود السهو فيأتي فيه بذكر سجود الصلاة أيضًا، واستحب بعض أهل العلم أن يقال فيه: "سبحان من لا ينام ولا يسهو" إن كان سجوده للسهو بسببٍ غير متعمد، فإن كان متعمدًا فاللائق به الاستغفار.