توجه مئات المناهضين لتنصيب رأس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية في مونتينيغرو، السبت إلى سيتنيي (جنوب) واخترقوا صفوفا شكلها عناصر الشرطة لابقائهم بعيدا من مكان الاحتفالات المقررة الأحد، وفق ما أفادت مراسلة لفرانس برس.
وأثار إعلان حفل تنصيب الأسقف يوانيكيي في دير ينطوي على رمزية كبيرة في سيتنيي، توترا في الايام الاخيرة في الدولة البلقانية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 620 ألف نسمة.
وطالبت منظمات تصنف نفسها "وطنية" وتعتبر أن الكنيسة الأرثوذكسية الصربية "محتلة"، إضافة إلى أحزاب معارضة أبرزها حزب رئيس مونتينيغرو ميلو دوكانوفيتش، الكنيسة الأرثوذكسية الصربية ذات النفوذ في البلاد بعدم تنصيب يوانيكيي في دير سيتنيي انطلاقا من اعتباره "رمزا" لسيادة مونتينيغرو.
ومن المقرر أن يتم حفل التنصيب الأحد، لكن المعارضين بدأوا يصلون إلى سيتنيي منذ صباح السبت حاملين أعلام مونتينيغرو.
وبعد اختراقهم صفوفا لعناصر من الشرطة انتشروا في ضاحية سيتنيي وأقاموا حاجزا على الطريق الرئيسية التي تربط بودغوريتشا بهذه المدينة الصغيرة، وفق مراسلة فرانس برس.
ويعتزم هؤلاء منع رجال الدين الأرثوذكس من الوصول إلى الدير الذي يشكل مقر الكنيسة في مونتينيغرو.
شكل الدير منذ القرن الخامس عشر مقرا لحكام مونتينيغرو، ويرى معارضو الكنيسة الأرثوذكسية الصربية أنه ملك لنظيرتها في مونتينيغرو رغم أنها تتمتع بحضور محدود في البلاد.
والكنيسة الأرثوذكسية الصربية التي مقرها في بلغراد لا تزال مهيمنة في مونتينيغرو حيث يعتبر ثلث السكان أنفسهم جزءا من الصرب، رغم انفصال البلاد عن صربيا في 2006.
وأرادت الكنيسة الصربية أولا الاحتفال بتنصيب يوانيكيي أمام الدير، لكنها صرفت النظر عن ذلك بسبب التوترات. ورأى حزب دوكانوفيتش أنه تنازل "متأخر وغير كاف".
وستجري الاحتفالات الشعبية مساء السبت أمام كنيسة في بودغوريتشا حيث ينتظر تقاطر الآلاف للترحيب بالأسقف يوانيكيي وببطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية بورفيريي.
وعيّن يوانيكيي في مايو خلفا لرئيس الأساقفة أمفيلويي الذي توفي في تأكتوبر 2020 متأثرا باصابته بكوفيد-19. وكان يترأس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية منذ 1990.
وتجري دولة مونتينيغرو مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتديرها منذديسمبر 2020 حكومة موالية للصرب تولت السلطة بدعم من امفيلويي. وانهت بذلك حكما لحزب دوكانوفيتش استمر ثلاثين عاما.