صندوق «تحيا مصر» .. إنجازاته وأعماله وما قدمه منذ عام 2014 هو عنوان لإنسانية «مصر ــ السيسى» .. وهو أيضاً مثال ونموذج للعمل الخيرى والتطوعى والتشاركى بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدنى لتحقيق أهداف واحدة فى عمل يستهدف القضاء على الفقر والعوز وتوفير الحياة الكريمة للفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً.. لكن هناك وسائل و«أفكار أخرى» نستطيع من خلالها أن نصل إلى طموح الرئيس.. هذه الأفكار تخاطب المقتدرين والأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة والكيانات التجارية والاستثمارية وبعيدة تماماً عن الفئات المستورة والمحدودة ومتوسطة الدخل.. ولن تحدث ضرراً أو تأثيراً سلبياً حتى على الأثرياء فهناك بنود لم تكن فى الحسبان علينا أن نستخدمها لتحقيق الحلم الإنسانى. الوصول إلى الـ 100 مليار جنيه كميزانية للصندوق ليس صعباً.. هناك أفكار ومقترحات تجعله سهل المنال.
أخذت مصر على عاتقها منذ منتصف عام 2014 محاربة الفقر والعوز وبناء الإنسان المصرى والحفاظ على كرامته وتوفير احتياجاته.. ومن أجل هذا الهدف أطلقت مصر أكبر ملحمة للبناء والتنمية والإصلاح فى تاريخها.. وعلى مدار 7 سنوات تحققت عوائد هائلة انعكست على مستوى حياة المواطن وأحواله المعيشية التى يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على متابعتها أولاً بأول.
ولأن الإنسان المصرى هو بطل وأيقونة النجاح والإنجازات والتجربة المصرية الملهمة على مدار 7 سنوات فإنه حظى باهتمام وأولوية كبيرة سواء فيما تقدمه الدولة من خدمات وتغيير لحياة المواطن للأفضل وتوفير الحياة الكريمة له وظهر ذلك جلياً فى القضاء على العشوائيات والمبادرات الرئاسية فى مجال الصحة والحماية الاجتماعية للفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً ثم مشروع تطوير الريف المصرى الذى سيحدث تغييراً جذرياً فى شكل ومضمون حياة المواطن المصرى.
إنسانية الرئيس عبدالفتاح السيسى وانحيازه للمواطن المصرى جعلت جل جهود الدولة تتركز على القضاء على الفقر والعوز بين المصريين.. وتوفير العلاج والسكن الكريم والخدمات والاحتياجات الإنسانية بشكل لائق وحضارى ويتعمد الرئيس السيسى الاستماع إلى المواطنين المصريين خاصة من أهالينا البسطاء للوقوف على احتياجاتهم والاطمئنان على أحوالهم وظروفهم المعيشية.. ومن يرى ويشاهد ويقرأ دفتر الأحوال المصرى يرى تغييراً جذرياً فى حياة المواطنين من الفئات البسيطة والأكثر احتياجاً.. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة صندوق «تحيا مصر» الذى لم يقتصر دوره على توزيع السلع والمساعدات ولكن امتد لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وعلى حد قول الرئيس من الجميل أن نحول أسرة من مرحلة الاحتياج إلى مرحلة الاكتفاء. الحقيقة أن مصر لها باع طويل فى العمل الخيرى والتطوعى إلا أن هذا المجال تعاظم فى عهد الرئيس السيسى لتكوينه الإنسانى العميق واستشعاره معاناة بعض الفئات من هذا الشعب.. فمد يد المساعدة والمساندة والدعم لهم سواء على مستوى جهود ومشروعات الدولة أو من خلال الأعمال الخيرية والتطوعية والإنسانية بمشاركة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى فى نسق إنسانى فريد يستهدف سد احتياجات الفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً وأيضاً تأهيلهم ومساندتهم لإيجاد فرص عمل توفر لهم باب رزق.
صندوق «تحيا مصر» فكرة تستوجب التحية.. وفيما قدمه من أعمال خيرية وإنسانية أحدثت طفرة هائلة فى هذا المجال.. ولعل تفقد الرئيس السيسى لأكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة بمعدل 5 ملايين مواطن هو عمل إنسانى فريد من نوعه يؤكد نجاح هذا العمل النبيل فى إطار احتفالية «أبواب الخير» التى نظمها صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع وزارة التضامن تزامناً مع اليوم العالمى للعمل الخيرى وفى إطار تكثيف جهود إجراءات الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين بالتعاون بين القطاع الحكومى وغير الحكومى ومنظمات المجتمع المدنى.
طموح الرئيس السيسى بلا حدود.. فقد قال خلال احتفالية «أبواب الخير»: لم نصل بعد إلى مبلغ 100 مليار جنيه التى كنا نطمح لحشدها لصندوق تحيا مصر داعياً رئيس الوزراء إلى العمل على حشد المزيد من الموارد لصالح الصندوق سواء من خلال تبرعات المواطنين أو غيرها من الموارد لزيادة قدرة الصندوق على العمل الخيري.. لكنه فى النهاية عمل يستحق التحية والشكر على كل هذا الجهد والابداع فى العمل الخيري.الحقيقة أننا شعب يتجاوز تعداده أكثر من 100 مليون مواطن.. وإن كنا نتحدث عن القادرين فهم كثر ويستطيعون جمع الـ 100 مليار جنيه أو المساهمة فى الوصول إلى هذا الرقم بسهولة.. فحجم ما ينفق فى أمور مظهرية كثيرة مثل بذخ المصايف والمنتجعات والساحل بالنسبة للأثرياء.. وأيضاً الجامعات والمدارس الدولية.. وأصحاب السيارات التى يتجاوز أسعارها المليون جنيه وتقترب من المليونين أو تزيد أو الحفلات الغنائية ذات الإيرادات والتذاكر باهظة الثمن أو تذاكر الطيران فئة «رجال الأعمال» وهناك أمور أخرى ربما لا أعرفها.. لكن وبما أن عوائد الصندوق تنفق على أعمال الخير والقضاء على الفقر والعوز ودعم ومساعدة الفئات الأكثر احتياجاً.. وهو عمل خيرى وإنسانى بالدرجة الأولى ولأجل أن نصل بميزانية الصندوق لـ100 مليار جنيه فلماذا لا نحصل رسوماً أو تمغات أو طوابع مواردها تدخل فى ميزانية الصندوق ماذا لو حددنا 100 جنيه على رسوم ومصاريف المدارس والجامعات الدولية التى تدفع بالدولار من طبقات الأثرياء.. وماذا لو حصلنا 100 جنيه على كل تذكرة من حفلات المهرجانات إذا قررنا استمرارها وتدر عوائد بالملايين ربما لا يسددون ضريبتها.. وماذا لو حصلنا 200 أو 300 جنيه على كل رخصة سيارة يزيد سعرها على المليون جنيه لصالح صندوق تحيا مصر.. وماذا لو حصلنا 50 جنيهاً أو 100 جنيه على كل تذكرة طيران بيزنس وماذا لو حصلنا من كل المستشفيات الخاصة 1٪ من إيراداتها إضافة إلى الضرائب فى إطار العمل الخيرى والتطوعى.. وماذا لو حصلنا 2٪ من شركات تصنيع السجائر والدخان.. ماذا لو فرضنا 1٪ رسوماً على الملاهى.. وأيضاً من حصيلة الإعلانات التليفزيونية والإذاعية والصحفية لصالح صندوق «تحيا مصر» طالما أنها تساند أعمال الخير وتواجه الفقر والعوز ومساعدة الفئات الأكثر احتياجاً. ولماذا لا تخصص نسبة 2٪ من عقود احتراف لاعبى كرة القدم الخيالية بالملايين لصالح صندوق «تحيا مصر».. ولماذا لا نحاسب المقاهى ومراكز الدروس الخصوصية التى تكسب وتربح الملايين وأين نصيب صندوق «تحيا مصر» من إيرادات الفنادق فى الجونة والغردقة وغيرهما فى حال انتعاش السياحة.. ولماذا لا تخصص نسبة 1٪ من المصروفات الدراسية لصالح صندوق تحيا مصر، مع عدم زيادتها على أولياء الأمور فى ظل الأرباح الطائلة التى تحققها المدارس الخاصة.. لماذا لا نفرض جنيهاً زيادة على رسوم المرور من الطرق السريعة لصالح الصندوق.. وهو رقم لا يذكر من أصحاب السيارات الفارهة والتريللات العملاقة التى تعمل فى مجال التجارة والنقل ولماذا لا تحصل رسم نصف جنيه على كل تذكرة قطار فاخر.. لدينا الكثير من البدائل لتحصيل عوائد لصالح العمل الخيرى والإنسانى فى إطار تشاركى ومجتمعى حتى نقضى تماماً على الفقر دون أن نشعر بمعاناة أو صعوبة أو تأثير سلبى نتيجة سداد هذه الرسوم لكنها فى النهاية تجمع رقماً كبيراً ينفق على أعمال الخير.. ونستطيع أن ندعم به مظلة الحماية الاجتماعية.. للحفاظ على السلام الاجتماعى.
الرسوم المقترحة ليست جباية أو ضرائب ولكنها مساهمات من القادرين والأغنياء والأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة لصالح غير القادرين والعاجزين والفئات الأكثر احتياجاً.. لإعادة صياغة المنظومة المجتمعية.. ودعماً لمشروعات الدولة فى هذا الإطار وأيضاً مشروع القرن (تطوير الريف المصرى) ليصبح مجتمعاً متصالحاً متسامحاً.. وأين أموال «الكارتة» التى تحصل من السائقين فى المواقف العشوائية والشوارع الجانبية هل نتركها للبلطجية والمسجلين أم الدولة أولى بها وصندوق «تحيا مصر» أكثر جدارة بها لأنه ينفقها فى إصلاح التشوهات الاجتماعية.. ولماذا لا تحصل من السائقين الأجرة على الطرق السريعة (مصر ــ إسكندرية) مثلاً رسم أو تذكرة لا يزيد على جنيه واحد فوق الرسوم القانونية تبرعاً لصندوق «تحيا مصر» .. لا يجب أن نخجل أو ندفن رءوسنا فى الرمال بل علينا كمجتمع أن نساند بعضنا البعض فسلامة وأمن المجتمع فى مصلحة الجميع وهذه الرسوم لا تؤثر على الطبقات المستورة والمتوسطة والفقيرة وهى غير معنية بها ولكننى أتحدث عن الأشخاص الأثرياء والكيانات التجارية والاستثمارية ووسائل النقل الفاخرة.. والحفلات التى يدخلها الأثرياء والمقتدرون بأسعار فلكية للتذاكر.. وعقود اللاعبين الخيالية.. وهذه الرسوم البسيطة لن تشعر بها هذه الفئات القادرة وهى بمثابة «فكة» بسيطة لكنها فى النهاية تكون رقماً كبيراً نستطيع من خلاله أن ندعم جهود وأهداف صندوق «تحيا مصر» لمزيد من العمل والابداع وتلبية احتياجات الفقراء والأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً. الحقيقة أننا أمام رئيس عظيم وإنسان نبيل جعل من العمل الإنسانى والخيرى «أيقونة» الجمهورية الجديدة.. لبناء مجتمع متصالح مع نفسه لا يعانى الفقر والعوز ويضمن استدامة الحياة الكريمة لكل المصريين.