منذ أن خلق الله الحياة، وخلق الأرض، وهبط آدم من الجنة هو وزوجته إلى الأرض، منذ هذا الوقت خلق الله أيضًا الإيمان والكفر، والخير والشر؛ لأن يوم القيامة ينقسم الناس أجمعين إلى قسمين حسب أعمالهم، فهناك فئة تذهب إلى النار، إذا كانت أعمالهم سيئة وكلهم ذنوب ومعاصي، وهناك فئة أخرى تذهب إلى الجنة، إذا كانت أعمالهم جميلة ومليئة بالخير، وإذا كانوا مؤمنين بالله وبرسوله وكتبه ورسله، والمعاصي والذنوب والكفر لهم أنواع، فهناك معصية أو ذنب من الكبائر، لا يذهبه إلى التوبة النصوحة لله، وهناك ذنب أو معصية صغيرة، تكفي الاستغفار والندم فقط.
من هم الفاسقون
الأشخاص الفاسقة هم الأشخاص الذين يعصون الله، ويفعلون الذنوب، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، فالذين يفعلون الذنوب والمعاصي كثيرًا يطلق عليهم لقب الفاسقون، والفسق أعم من الكفر؛ لأنه يشمل المعاصي والذنوب الكبيرة والصغيرة، أما الشرك أو الكفر فهما من الكبائر، ولكن للفسق أنواع وأشكال قد ذكرها الله في القرآن الكريم.
أنواع الفسق
للفسق نوعان، فهناك الفسق الأكبر، والفسق الأصغر وهما:
الفسق الأكبر
الفسق الأكبر هو الشرك والكفر بالله –عز وجل-، والذي هو أشد أنواع المعاصي وأكبرها، وأشد وأسوأ أنواع الفسوق؛ لأنه يخرج صاحبه عن المله، ويجعله خارج دين الله الإسلام، ولا يقبل الله له أي أعمال إلا إذا تاب وأمن وعمل عملًا صالحًا، فقال- الله تعالى- « إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ»، وهذه الفئة لهم عذاب في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يشمئز منه المجتمع، ولا يريد أن يتعامل معه أي شخص، وأما في الآخرة فهو مأواه النار وجهنم، خالد فيها ولا يخرج منها أبدًا.
الفسق الأصغر
الفسق الأصغر هو صغائر المعاصي والذنوب، والتي لا تخرج صاحبها عن ملته ودينه، بل هى معصية صغيرة تكتب له سيئة عند الله، ولكن عندما تجتمع هذه السيئات واحدة تلو الأخرى تجعل الشخص معه رصيد كافي من السيئات تدخله النار، فالفسق الأصغر هو ما دون الكفر والشرك بالله، أي هو باقي المعاصي والذنوب عدا الكفر بالله، فقال:-الله تعالى- « وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»، وعادة ما تذهب هذه المعاصي والذنوب بالتوبة والندم على فعل الذنب والمعصية، والنية على عدم تكرارها مرة أخرى، والاستغفار الكثير، أما الفسق الأكبر فهذا ليس له أي طريقة للتبرؤ منه إلا بالإيمان بالله وحده ورسله وكتبه.