الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

سر الانهيار الكبير لإخوان المغرب

  • 10-9-2021 | 13:19
طباعة

إن كنتم تريدون متابعة تجربة إخوانية متكاملة فى الحكم استمرت لأكثر من عشر سنوات، دونما أى اعتراض، فلتتابعوا تجربة حزب العدالة والتنمية المغربية، الذى حكم المملكة المغربية طيلة سنوات تحولات ما يسمى بـ"الربيع العربي"، بلا أى تأثيرات كبيرة عليه، حتى أنه استمر فى الحكم لولايتين متتاليتين.

 

كتب المواطن المغربى نهاية موجعة لهذه التجربة الإخوانية، التى طالما أضرت بالأمن القومى المصرى باستهدافها ثورة يونيو وتوابعها، ووصف المتابعون ما حدث لإخوان المغرب بأنه بمثابة زلزال، ولا يستطيع المراقبون للمشهد المغربى إيجاد تفسير محدد له، ما بين تداعيات الأزمات الداخلية مع كورونا والبوليساريو والتناحر الجزائرى والارتماء فى أحضان المعسكر القطرى، أو التغييرات الإقليمية ومنها ما حدث فى جارتها المغاربية تونس، حينما تخلص الشعب والرئيس من الإخوان هناك، بخلاف طبعا دور التطبيع الرسمى مع إسرائيل، والذى كان يجاهر الإخوان برفضه، وكانوا أول الموقعين عليه.

 

العديد من المعطيات كانت تشير إلى أن "العدالة والتنمية" لن يحافظ على صدارة المشهد المغربى الذى تصدره طيلة 10 سنوات، إلا أنه لم يكن يتوقع أحد أن تكون الخسارة بهذا الشكل، حيث حصل الحزب على 12 مقعدا فقط حسب النتائج الأولية، وهو ما يراه الشارع نفسه هزيمة ساحقة.

الحزب الإخوانى حل بالمرتبة الثامنة، وهذا يعنى أنهم لن يتواجدوا فى الحكومة المقبلة، ولن يجدوا سوى المعارضة بديلا مع باقى الأحزاب التى حصلت على نتائج ضعيفة.

وهذا يعنى أيضا أن "التحالف الإسلامى اليساري" الذى كان يلجأ إليه الحزب كحديقة خلفية لتشكيل معارضة خارج الحكومة، وحتى تشكيل معارضة وهم داخل الحكومة لم يعد خيارا ناجحا.

 

من أسباب الانهيار أيضا الانقسام المتأسلم بتخلى جماعة العدل والإحسان عن العدالة والتنمية، وهى من كانت تساعدهم فى الوصول إلى أعلى الأصوات، إضافة إلى أن الجماعة لعبت على حبلين، (الحكومة والشارع)، بخلاف أزمات وفضائح جنسية ومالية جعلت منهم حزبا بشريا وأسقطت عنه "التأليه"، الذى طالما لعب المتأسلمون وبالذات الإخوان على وتره.

حزب "العدالة والتنمية" بذلك يعود لحجمه الذى كان سنة 1997، حيث كان لديه فقط عشرة مقاعد، فهو لم يلب ما كان ينتظره المواطن المغربى فى الصحة والتعليم وتحسين جودة الحياة وغيره.

 

وها هى تجربة إخوانية متكاملة لم يتعرض لها أحد، لمن يريد أن يتدارس حقيقة الحكم الإخوانى البرجماتى، بعيدا عن المظلوميات الفارغة، ومن المنظور أن يكون هذا مؤشر لانهيار ليس بعيد للتجربة الإخوانية الأخرى فى الإقليم، أقصد التركية، والمفارقة أن كل هذا يأتى فى وقت تدعم الإدارة الأمريكية فيه المتأسلمين وتحاول تقديمهم فى إطار جديد، كما هو الحال مع طالبان الإرهابية، التى تروج أنها تعلمت الدرس وأصبحت عقلانية، لكن طبعا المؤشرات لا تقول هذا بالمرة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة