الأربعاء 22 مايو 2024

استطلاع هلال رمضان أيام الدولة الفاطمية ..صورة نادرة

25-5-2017 | 13:13

فى 7 رمضان عام 1934 ، كتب الأديب الساخر المستنير الشيخ عبد العزيز البشري مقالا بمجلة المصور فحواها حزنه لاختفاء روحانيات الشهر الكريم من الشوارع والبيوت بسبب التحضر الذى سيطر على شرائح كبيرة من المجتمع المصري، فبعد أن كانت الشوارع والحواري والأزقة تتزين لاستقبال الشهر الكريم، فيرى البشري أن الناس هجرت بيوتها لقضاء الليل فى المقاهى وأن مصر تغيرت فى  فى عاداتها  وتقاليدها الموروثة ذات التراث الفريد  

وقد طاف بذهنى وأنا اقرأ مقالة كاتبنا الساخر  الشيخ  البشري  أن اكتب قطوف من هذا الموروث التراثى الذى يحثنا  البشري على أهمية الحفاظ عليه خوفا من ضياعه  مع الهجمات الشرسة  لمستحدثات العصر،  وبرغم ما سجله كاتبنا فأرى أنه ما زال مع حلول شهر رمضان الكريم شهر الصيام من كل عام تضيء القلوب  وتصفو النفوس وتتلألأ النجوم  فى تسابيح روحانية تضفى على الحياة البهجة والسرور، وفى هذه الأجواء الروحانية السامية  التى تحيط بنا فى رمضان يتسابق الناس فى أعمال الخير.

ويسجل المؤرخ إبراهيم عناني ( عضو اتحاد المؤرخين العرب )  انه فى عام 155 هجرية  خرج أول قاضٍ لرؤية هلال رمضان، وهو القاضي أبو عبد الرحمن بن لهيعة الذى ولي القضاء  فى مصر، وخرج لرؤية الهلال وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ (  دكة القضاة ) يخرج إليها لنظر الأهلة.  وفى العصر الفاطمي بنى  القائد بدر الجمالي مسجدا له سطح على سفح المقطم  اتخذت مئذنته مرصدا لرؤية هلال رمضان .   

فى أيام المماليك كان قاضى القضاة يخرج لرؤية الهلال، ومعه القضاة الأربعة كشهود، ومعهم الفوانيس ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف بالقاهرة، ويشترك معهم المحتسب وكبار التجار، وكانوا يشاهدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون لوقوعها أمام المحكمة الصالحية  فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الفوانيس على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضى القضاة فى موكب  تحف به جموع الشعب حاملة الفوانيس حتى يصل إلى داره.