الأحد 16 يونيو 2024

حسن خليل يكتب: عالم بلا أسوار "العادة والعبادة".. الدين عادة أم عبادة؟

حسن خليل

ثقافة13-9-2021 | 12:17

حسن خليل

«عالم بلا أسوار» هو سلسلة مقالات عبارة عن نقد بسيط وصريح لكل ما يدور حولنا من المعاملات، نحاول فيها توضيح المشاعر الزائفة، والعلاقات الوهمية، والتي يخشى الكثير التحدث فيها جهارا، والتي تشمل كل النواحي الحياتية، الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية، وغيرها، والتي قد تكون نفوسنا من أوهمتنا بأنها حقيقية، وصورت لنا أننا على الطريق الصحيح، إذا أردت أن تعرف في أي طريق أنت فلتدخل معنا عالمنا الذى بلا أسوار.

العادة، هى المألوف لكثرة التكرار، والعبادة، هى التذلل والخضوع للواحد القهار، ويصحبها الخشوع والانكسار.

وعلى هذا فكل فعل خلا من الخشوع والانكسار فهو عادة، وكل فعل حواهما فهو عبادة، وصاحب العادة يصعب عليه التغيير، لكثرة تكرارها حتى وإن كانت بلا داعى، فقد امتلأ بها فكره اللاواعى، وصاحب العبادة يمكنه الترك والتغيير، عند التحقق من التجديد وصِدق الرسول، وهذا قد انتهى زمنه منذ كثير، وكل بقى على دينه، يدافع عنه ويزود، ولا يقبل بالجديد، فلو كان اتباعهم للدين عبادة، لخضعوا وخشعوا دون التفكير فى أن تكون لهم السيادة، ولكن صار الدين عادة عند الكثير، حتى الكفار قد صعب عليهم التغيير (أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (هود 62)، فإن أردت أن تفرق بين العادة والعبادة، فانظر فى جميع أفعالك، وتمحص أقوالك، وابحث فيها عن الخشوع والانكسار، والتذلل وترك الاستكبار، والتواضع لصاحب الأمر، والتعايش مع أفكار الغير، فإن وجدتها - ولا أظن ذلك - فإنما أعمالك عبادة، وإن لم تجدها - وهو الأوقع - فأعمالك عادة، وأن ظننت أنها عبادة. وعندها ستعرف أتقيم شعائر دينك عادة أم عبادة!.

يذكر أن حسن خليل سعد الله، كاتب ومؤلف مصري، يعمل رئيسًا لقسم الصارف الآلي في بنك التعمير والإسكان، وبرغم طبيعة عمله البعيدة عن موهبته، فإنه استطاع أن يوجه اهتمامه إليها بشكل كبير ومثمر، حتى حصل على ليسانس الدراسات العربية والإسلامية، ومن ثم الدراسات العليا والماجستير، في علوم الحديث الشريف من المعهد العالي للدراسات الصوفية.