شهدت أغلب الوزارات بالحكومة اللبنانية عملية تسليم وتسلم، اليوم الثلاثاء، بين الوزراء السابقين والوزراء الجدد التي تضمنت استعراضًا لأهم الإنجازات التي حققها وزراء حكومة الدكتور حسان دياب التي قُبِلَت استقالتها يوم الجمعة الماضي، وآمالًا ووعودًا لوزراء حكومة نجيب ميقاتي التي صدر مرسومًا بتشكيلها في ذات يوم قبول استقالة الحكومة السابقة.
وفي وزارة الدفاع الوطني، جرت مراسم التسلم والتسليم بين الوزيرة السابقة التي كانت تشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بالانابة زينة عكر ووزير الدفاع الجديد موريس سليم.
وأقيمت للوزير سليم مراسم استقبال رسمية تلاها لقاء بين الوزير الجديد موريس سليم والوزيرة السابقة عكر أطلعته خلاله على شؤون الوزارة والملفات التي أنجزت والتي لا تزال قيد الدراسة كما سلمته ملفاً بهذا الخصوص.
وفي كلمتها خلال حفل التسليم والتسلم، أكدت عكر أنه منذ تعيينها في منصب وزيرة الدفاع الوطني، بصفتها أول إمرأة عربية تتولى هذه الحقيبة، كانت أمام تحدٍ كبير نظراً لأهمية هذا الموقع.
من جانبه، أعرب الوزير الجديد موريس سليم عن تقديره للجهود التي بذلت، مؤكدا أنه أمضى في الجيش أربعين عاماً حفلت بكل أنواع التحديات والتضحيات تنفيذاً للمهام الوطنية والتزاماً بالقسم، مؤكدًا أنه سيسعى بكل إمكانياته لرفع مستوى جاهزية الوحدات ومعنويات العسكريين ليبقى الجيش حصن الوطن ودرعه المنيع.
وفي وزارة الداخلية والبلديات، جرت مراسم حفل التسليم والتسلم بين الوزير السابق العميد محمد فهمي والوزير الجديد القاضي بسام مولوي، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وعدد من القيادات الأمنية وضباط وزارة الداخلية.
وخلال اللقاء، أكد الوزير السابق أنه تم وضع مسودة لخطة عمل متكاملة للانتخابات النيابية المرتقبة خلال العام المقبل لضمان شفافيتها ونزاهتها.
من جانبه، قال وزير الداخلية الجديد القاضي بسام مولوي إنه سيعمل على تثبيت الاستقرار الأمني وتعزيز الأمن الاجتماعي بالتعاون والتنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية وتعزيز العناصر الأمنية والموظفين المدنيين ماديا ومعنويا واستيعاب الحراك الشعبي وخلق جو من التواصل والتنسيق بين أجهزة الوزارة والحراك ومكافحة الفساد
واستكمال التحضيرات القانونية والإدارية واللوجستية لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية في مواعيدها القانونية ووفق القانون.
وفي السياق ذاته، جرت مراسم التسليم والتسلم بين وزير المالية السابق الدكتور غازي وزني والوزير الجديد الدكتور يوسف الخليل.
وفي كلمته، قال وزني إن عجز موازنة عام 2020 انخفض بنسبة 53 في المائة مقارنة بالعجز في موازنة عام 2019.
واستعرض ملامح مشروع موازنة العام المقبل، مؤكدا أنها تضمنت زيادة 50 في المائة على الرواتب والأجور كمساعدات اجتماعية، بالإضافة إلى زيادة بدل النقل من 24 ألف ليرة إلى 64 ألف ليرة، موضحا مضاعفة الاعتمادات الخاصة بالمستشفيات والأدوية ثلاث أو أربع مرات.
واستعرض وزني أمام الوزير الجديد مشكلة تطبيق البطاقة التموينية، مؤكدًا أن تمويلها متوفر من مصدرين أساسيين أحدهما البنك الدولي الذي أبدى استعداده لتحويل مبلغ 295 مليون دولار من تمويل مشروع شبكة النقل الذي كان مقررًا لمدينة بيروت إلى المساعدات الاجتماعية أو للفقراء، مشيرًا إلى أن هذا متوفر ويحتاج إلى قرار من مجلس النواب لتغيير كيفية استخدامه.
وأضاف أن تكلفة البطاقة التموينية تبلغ 500 مليون دولار، مشيرًا إلى أن المصدر الثاني للتمويل هو الحصول على 220 مليون دولار إضافية من مصادر أخرى مثل حقوق السحب الخاصة التي خصصها صندوق النقد الدولي للبنان ومن المفترض أن يتسلمها مصرف لبنان يوم الخميس المقبل وقيمتها 1.135 مليار دولار.
من جانبه، قال وزير المالية الجديد الدكتور يوسف الخليل إن لبنان عليه أن يعمل ليثبت جدارته وليواجه التحديات ليربح المعركة جديا لأن التغيير نحو الأفضل يتطلب إصلاحات هيكلية على أصعدة مختلفة.
كما جرت اليوم في وزارة المهجرين عملية التسليم والتسلم بين الوزيرة السابقة الدكتورة غادة شريم والوزير الجديد الدكتور عصام شرف الدين شهيب.
وأكد الوزير الجديد أهمية تنمية الريف، موضحا أن 90 بالمئة من المغتربين ومن سكان المدن أصلهم من القرى، مشددا على ضرورة خلق مناخ مريح لاظهار الوجه الإيجابي والحضاري.
وفي وزارة التربية والتعليم العالي، تسلّم الوزير الجديد الدكتور عباس الحلبي مهمات الوزارة من الوزير السابق الدكتور طارق المجذوب في احتفال أقيم في مكتب الوزير.
وقال المجذوب إنه يسلم الوزير الجديد 122 مؤسسة تربوية جهزت بألواح الطاقة الشمسية ومنصة إلكترونية غنية بالموارد التربوية، مشتركة بين الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء و60 ألف جهاز iPad للمدارس الرسمية، وبضع آلاف من الكمبيوترات المحمولة، بالإضافة إلى عدد من المشاريع قيد الانشاء.
من جانبه، أكد الوزير الجديد عباس الحلبي أن الوضع كارثي، لكن هناك إرادة للنهوض والعمل سويا لإنقاذ القطاع التربوي.
كما جرت مراسم التسليم والتسلم في وزارة الخارجية والمغتربين بين الوزيرة السابقة زينة عكر والوزير الجديد عبدالله بو حبيب، في حضور عدد من كبار المسئولين بالوزارة.
وفي ذات السياق، تسلم وزير الاقتصاد أمين سلام مهام وزارة الاقتصاد والتجارة من سلفه راوول نعمة في مبنى الوزارة بوسط بيروت وتبادلا الخطابات والترحيب والتأكيد على أهمية المرحلة المقبلة.
ووعد سلام بإنجاز ملفين مهمين، وهما البطاقة التموينية وحماية المستهلك من الغش والغلاء الفاحش والاحتكار والتلاعب بجودة ونوعية المواد الحياتية، إلى جانب إصرار بعض الجشعين على عدم التنافسية والإمعان في منعها – على حد وصفه.
وفي وزارة الأشغال العامة والنقل، قام الوزير السابق ميشال نجار بتسليم الوزير الجديد علي حمية مهام الوزارة، كما جرت مراسم التسليم والتسلم في وزارة الصناعة بين الوزير السابق عماد حب الله والوزير الجديد جورج بوشيكيان.
وتجري غدًا الأربعاء مراسم التسليم والتسلم في عدد من الوزارات من بينها الإعلام والعمل والعدل والصحة والثقافة والزراعة والاتصالات والبيئة.
كانت الحكومة قد عقدت اجتماعها الأول أمس بكامل تشكيلها المكون من 24 وزيرًا برئاسة نجيب ميقاتي لتملأ فراغا حكوميا دام لـ 13 شهرا منذ استقالة حكومة الدكتور حسان دياب في العاشر من أغسطس العام الماضي واستمرت الحكومة طوال الفترة الماضية في تصريف الأعمال بصلاحيات محدودة.