يتميز الشعب السوري بطقوس خاصة؛ في الاحتفاله بشهر رمضان المبارك، وله طريقته الخاصة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وعلى المستوى الرسمي هناك ساعات للقرآن الكريم والحديث الشريف والسهرات الدينية يتم تخصيص مساحات واسعة لها من البث الإعلامي الإذاعي والتليفزيوني.
وتخصص المساجد السورية أيضًا أوقاتًا للدروس الدينية خاصة بعد صلاتي الفجر والعشاء وكذلك بعد صلاة التراويح، وترسل إدارة الإفتاء العام المدرسين الدينيين في مختلفِ المساجد على الأراضي السورية بالإضافة إلى إرسالهم خارج البلاد من أجلِ الدعوة الإسلامية.
أما على المستوى الشعبي، يعد رمضان من الشهور التي تزدهر فيها روح العطاء والتعاون بين المواطنين؛ ويحرص مسلمو سوريا على تبادل الزيارات من أجل تدعيم أواصر صلة الرحم.
كما يكثر عمل البر والخير كالإحسان إلى الفقراء والأرامل، كما يلتزم المسلم في الشهر الكريم بالطاعات وأداءِ الصلوات و صلاة التراويح على الرغم من أنه قد لا يكون ملتزمًا بتعاليم الدين الإسلامي طوال العام.
أما الأسواق السورية فتتزود بالبضائع اللازمة لتلبية حاجاتِ الصائمين، ويتمُّ تعليق الفوانيس في الطرقات وعلى شرفات المنازل وفي واجهات المحال التجارية تحيةً لشهر رمضان وتعبر عن احترامه وقدسيته.
كما يحرص السوريون على إطلاق "مدفع الإفطار" كتقليدٍ مستمرٍّ عبر التاريخ للإعلان عن حلول موعد الإفطار، كما يمر "المسحراتي" من أجل إيقاظ المواطنين لتناول طعام "السحور"، وتقوم أيضًا المؤسسات الخيرية والأفراد بتوزيع الأطعمة على الفقراء.
وتنتشر في هذا الشهر الفضيل "موائد الرحمن" التي تُقام من أجل إطعام الفقراء وعابري السبيل ممن يأتي عليهم وقت الإفطار وهم في الطرقات، وكل هذه المظاهر تعبر عن رُوح التعاون التي تسود في أوساط المجتمع السوري في الشهر الكريم.
وعن أهم الاكلات السورية في رمضان، تشتهر سوريا بالتبولة والبطاطا المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السمبوسك وحساء العدس المجروش.
أما الأكلة الرئيسة ففتة المكدوس (وهي من الباذنجان واللحم المسلوق وخبز مقلي ولبن) وفتة المقادم، والفوارغ والقبوات وهي عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر.
وعلى مائدة السحور يفضل السوريون الطبق الناعم الذي يؤكل عادة وهو عبارة عن رقاقات من العجين ترش عليها دبس العنب والحلويات فالقطايف العصافيري وهي عبارة عن عجينة دائرية تُحشى بالقشطة البلدي ويرش عليها القطر.