فرحة جديدة وتأكيد جديد من الرئيس السيسي على اهتمامه بالفنانين وإيمانه بأنهم حماة الوعي وحراس التنوير، حيث قراره الرائع الذي صدر أمس الأحد بالتوجيه بشمول الفنانين ببرامج الحماية التأمينية والرعاية ضد المخاطر وضد العجز والشيخوخة، وهو القرار الذي أسعد جموع الفنانين وزرع الطمأنينة في قلوب الذين لا يمتلكون موارد بديلة ولا يتمتعون بمظلات تأمينية أخرى، حيث لا وظيفة لهم سوى الفن، والفن لمن لا يعرف ليس دائما مصدر رغد وثراء، بل إنه في أحيان كثيرة لا يضمن لأهله مجرد الستر.
لذا كانت الإشادة واسعة من الفنانين بهذه اللفتة التي تؤكد أن الفن والفنانين قد أخذوا مكانهم في قائمة الأولويات عند الرئيس السيسي بعد أن ظن الكثيرون أن هذا الملف هو رقم بعيد في ترتيب الأولويات، وإذا بالرئيس السيسي يفاجئ الجميع بلفتاته ومواقفه المتكررة مع الفنانين والتي تبلورت بكثافة هذا العام.
حتي بدا أن العام 2021 هو عام التأكيد علي مرحلة جديدة في ملف الفن والإبداع لدي الدولة ولدي الرئيس السيسي، بداية من موقفه مع الممثل شريف دسوقي في أزمته الصحية التي أدت إلي بتر ساقه اليسرى حين أرسل له مندوبا من الرئاسة وأمر بنقله إلي أحد مستشفيات القاهرة لتتولي الدولة علاجه علي نفقتها وقرر صرف معاشا استثنائيا له، ومرورا بإطلاق اسم الفنان سمير غانم علي كوبري جديد بمنطقة شرق القاهرة بعد أن نعاه علي صفحته الخاصة علي "فيس بوك"، وانتهاء بمداخلته في برنامج الإعلامية عزة مصطفي لإعلان دعمه للكاتب عبد الرحيم كمال ولكل مشروع درامي ينطلق من قاعدة الوعي وقد قال له بالحرف (جهز اللي انت عايزة وانا معاك).
ثم جاء قرار شمول الفنانين ببرامج الحماية التأمينية والرعاية ضد المخاطر والعجز والشيخوخة ليتوج كل هذه المواقف ويؤكد دلالاتها علي أن الرئيس السيسي يعرف قدر الفن والفنانين ويدرك قيمة الإبداع والمبدعين كقوة ناعمة طالما واجهت القبح بكل أشكاله وتصدت للإرهاب ولكل فكر دموي شاذ، ولا أنسي جملته الشهيرة ( لما يكون عندنا فن وثقافة مش هنسيب أي فرصة للتطرف والتشدد) ولا أذيع سرا إن قولت أنني لمست إيمان الرئيس السيسي بالفن وبالثقافة منذ أول جلسة له مع الفنانين والمثقفين ومنذ بدا لي ولغيري تأثره بالتجربة الناصرية وكنت أعلم أن عين الرئيس ليست بعيدة عن الفن والفنانين مهما كانت هناك أولويات أخرى ضاغطة فرضتها الظروف التي تولي فيها سدة الحكم.