نعى "محمد سليم شوشة" أستاذ الأدب العربي من خلال بوابة "دار الهلال" المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، والذي توفي صباح اليوم.

وقال شوشة: المشير طنطاوي من أعظم رجال مصر في العصر الحديث وهو من المخلصين الذين حافظوا على الجيش المصري لفترات طويلة في مدة حكم مبارك، ثم كان له الدور الأبرز في الحفاظ على مصر من مخطط الفوضى بعد ثورة يناير 2011، فقد كان واعيا بدقة لكل ما يحاك لمصر وحاول قدر جهده، ثم اعتمد على تلامذته وأبنائه المخلصين في القوات المسلحة ليكملوا مسيرته وتحمل مسئولية البلد بعد تولي الإخوان الحكم وإزاحته من قيادة الجيش، وهو مثال للوطنية والحكمة والصبر. 

وأضاف "محمد شوشة" أن من المشاهد المهمة له دوره في ثورة يناير وكيف نزل إلى الناس وتكلم مع الشباب وطمأنهم أن مصر ستكون بخير وسيكون لها المستقبل وهذا ما كان يريد أن يشعر به كثير من المصريين، أن يشعروا أن الجيش وراء الشعب دائما في اختياراته وأنه لا يتخلى عنه أبدا، بل الجيش هو طليعة الشعب وهو في الغالب القائد سواء للثورات والتغيير أو في البناء والتعمير، وأعتقد أن هذا المعنى رسخه المشير طنطاوي عليه رحمة الله، وهو المعنى العميق الذي كانت بذوره الحقيقية مع دولة محمد علي وأدوار الجيش وقتها في البناء والتعمير والتخطيط، ثم منحه الرئيس عبد الناصر شكلا وطنيا خالصا وجعله لأبناء مصر حقا ممتدا، فكانت هذه المبادئ متمثلة بوضوح في شخصية المشير طنطاوي الذي كان الجيش في مدته يصنع وينتج ويتدرب ويتسلح وظل بكامل قوته وقابليته للتجدد والتطور والعصرية.

واختتم شوشة حديثه قائلا: رحمة الله عليه فهو من أبناء مصر الخالدين في ذاكرتها ووجدانها، يرحل بالجسد لكنه سيبقى لآلاف السنين في تاريخ مصر مثل أبطالها من قادة الجيش في العصور الفرعونية العظيمة.

يذكر أن المشير محمد حسين طنطاوي ولد في 31 أكتوبر عام 1935، وهو القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية ورجل دولة، عمل كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، ولد لأسرة مصرية نوبية تخرج في الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان، وشارك في حرب 1967م وحرب الإستنزاف وحرب أكتوبر 1973م.

حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان، وتدرج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991م وحصل على رتبة المشير في عام 1993م.

تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير عام 2011م، وظل حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري وتسلم منصبه في 1 يوليو 2012م، وأُحيل للتقاعد بقرار رئاسي من الرئيس السابق محمد مرسي في 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية.