غيّب الموت واحدا من أبطال حرب أكتوبر وصاحب الشفرة النوبية خلالها، هو الصول أحمد إدريس، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد ساعات من وفاة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق وأحد الرموز العسكرية في تاريخ مصر وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973.
وكان الصول إدريس عريف وتطوع في الجيش عام 1954 كجندي في قوات حرس الحدود، وكان هو صاحب اقتراح استخدام اللغة النوبية أثناء الحرب مع إسرائيل لأنها لغة تُنطق ولا تكتب، حيث قدم ذلك الاقتراح أثناء خدمته في الجيش عام 1971، حيث قدم هذا الاقتراح أمام الرئيس أنور السادات، حيث اقترح استخدام اللغة النوبية كشفرة خلال الحرب لأنها لا يعرفها سوى النوبيين.
وبالفعل استجاب الرئيس السادات لذلك، كما طلب من السادات أن يجري الاستعانة بالنوبيين الذي تربوا في بلاد النوبة القديمة وقال له " استخدام اللغة النوبية ده سر لو طلع هحاكمك"، ولم يكن أحد يعلم بذلك السر سوى 5 أفراد في الجيش المصري، حسبما أكد الصول إدريس في تصريحات تلفزيونية له.
وظل هذا السر مجهولا فلم يكن أحد يعلم بخطة شفرة حرب أكتوبر والتي تعد أحد الأسرار العسكرية، حتى جاء تكريم الرئيس السيسى على جهوده فى هذه الحرب.
وضمن خطة الخداع التي انتهجها الرئيس السادات خلال تلك الفترة، تم القبض على الصول إدريس النوبي ووضع الكلبشات في يديه من أجل أن يكون الأمر طبيعي، ونُقل فيما بعد إلى قيادة الجيش ليشرف على تنفيذ الشفرة، مستعينا بأفراد نوبيين تواجدوا في صحراء سيناء، كانت مهمتهم عد عدد المركبات التي تستخدمها قوات العدو الإسرائيلي.
حيث تمت تسمية المحطات في الصحراء بأسماء نوبية وتواجد نوبي مع رئيس العمليات وقائد العمليات وقادة الكتائب وقادة الفصائل، وانسحبوا يوم الجمعة 5 أكتوبر بعد أداء مهامهم وبدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973، حسبما أوضح في تصريحاته، حيث تم تجنيد 35 فردا من أبناء النوبة في سلاح الإشارة وتدريبهم.
وأوضح أنه أيضا تقرر تجنيد 70 فردا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، ومن خلالهم تمت الشفرة التي كانت لغة التحادث بين القادة العسكريين ولم يفهمها قادة العدو، فلم تستطع التقاط أية إشارة أو فهمها، واستمر اقتراح الشفرة النوبية معمولا به في الجيش المصري إلى عام 1994 حيث تم تغييرها.
تكريم الرئس السيسي له
وفي أكتوبر 2017، صدق الرئيس السيسى، على منح المساعد أحمد إدريس، وسام النجمة العسكرية، لما قدمه من خدمات جليلة من أجل الوطن، كونه صاحب فكرة الشفرة النوبية خلال حرب أكتوبر 1973، وأحد أبطال الحرب، وذلك خلال وقائع الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ44 لانتصارات أكتوبر.
وفي أعقاب تكريمه قال إدريس في تصريحات له أنه قال للرئيس السيسي أثناء التكريم "إنني حافظت على هذا السر 40 عاما"، معربا عن سعادته بهذا التكريم.