الخميس 20 يونيو 2024

حسن خليل: عالم بلا أسوار.."الزهد"

حسن خليل

ثقافة24-9-2021 | 15:36

حسن خليل

«عالم بلا أسوار» هو سلسلة مقالات عبارة عن نقد بسيط وصريح لكل ما يدور حولنا من المعاملات، نحاول فيها توضيح المشاعر الزائفة، والعلاقات الوهمية، والتي يخشى الكثير التحدث فيها جهارا، والتي تشمل كل النواحي الحياتية، الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية، وغيرها، والتي قد تكون نفوسنا من أوهمتنا بأنها حقيقية، وصورت لنا أننا على الطريق الصحيح، إذا أردت أن تعرف في أي طريق أنت فلتدخل معنا عالمنا الذى بلا أسوار.

 

عند العامة هو ترك الدنيا ابتغاء الآخرة، وعند الخاصة هو ترك الدنيا والآخرة ابتغاء رضوان الله (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ)(التوبة 72) وهو الأصح، فالزهد عند العامة هو عين الطمع، فما ترك إلا القليل ابتغاء فى الكثير. ولو نظرنا حولنا لوجدنا العجب، فما زهد فى الدنيا إلا الفقير، إما لقلة ماله، أو لقلة حيلته، فهو زاهد رغم أنفه، ولو أُعطى لترك الزهد، وقد يترك الآخرة، (فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ)(التوبة 76) ، والأعجب أن من يدعو إلى الزهد هم الأغنياء، ليس حبا فى الزهد، وإنما خوفا على أموالهم من الفقراء، فتجدهم مترفين منعمين، وبالدنيا متمتعين، فإذا ما سألتهم قالوا: فى أيدينا ملكناها وفى قلوبنا تركناها، وقد كذبوا. والحقيقة أنه ما خلق الله الدنيا إلا لنا، فالزهد الحقيقى هو العيش على قدرك، و التمتع بما تملك، وعدم التقصير فى حق ربك. أما تعريف الزاهد هذه الأيام، فهو: من ترك الدنيا ليأسه من الغنى، وابتغى الآخرة فليس أمامه غيرها.  فلما سألت نفسى فى أى الفريقين أنا؟، قالت: أنت زاهد مُحَنَّك ، ولكن رغم أنفك.