تقترب وزارة السياحة والآثار من إنهاء مشروع ترميم ورفع كفاءة قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا الخيمة شمال القاهرة، الذي يتضمن تطوير سرايا الفسقية وسرايا الجبلاية، إضافة إلى حديقة القصر الواسعة، ويقع القصر على مساحة 26 فداناً، وتم بناؤه في عام ١٨٠٨م، واستمرت عملية البناء حتى عام 1821.
وهو مكون من مبنى كشك الجبلاية الذي يتخذ شكل المستطيل ويتكون من طابق واحد، ومبنى قصر الفسقية الذي يتكون من حوض ماء كبير، يشبه البحيرة، تتوسطه نافورة، وتحيط بها أربع قاعات في الأركان، هي قاعات الطعام والأسماء والعرش والبلياردو.
وتبلغ نسبة تنفيذ الأعمال بمشروع قصر محمد علي باشا حتى الآن 88 في المائة، حسب مسؤول الهيئة الهندسية، أما مبنى الفسقية فقد بلغت نسبة تنفيذه حتى الآن نحو 93 في المائة، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع الفوتوغرافي والمعماري، والمساحي للقصر بالكامل، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الرخام للأرضيات والحوائط الرخامية، إضافة إلى الانتهاء من رفع كفاءة البحيرة، إذ تم إزالة جميع الأرضيات وعزلها، قبل تركيب الوصلات الكهربائية الخاصة بالبحيرة، وإعادة تركيب الأرضيات الرخامية لها، واستكمال الأجزاء المفقودة من أرضية البحيرة.
ويضم القصر نقوشاً فريدة وزخارف ملونة، تم إعادة ترميمها بعد الرجوع إلى الرسومات الأصلية، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بدهانات الحوائط، بجانب الانتهاء من فك وصيانة وإعادة تركيب النجف الخاص بالقصر، وتتضمن خطة التطوير أيضاً ربط قصر محمد علي باشا بالمرسى النيلي لنقل السائحين من وإلى القصر، وذلك عن طريق كوبري مشاة جار تنفيذه.
وخضع القصر لعملية ترميم سابقة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي افتتحه عام 2005، بعد الانتهاء من مشروع ترميم نفذته وزارة الثقافة، وتكلف وقتها 50 مليون جنيه، ليستُخدم القصر بعد ذلك في عدد من الحفلات الرسمية والخاصة، لكنه تعرض لسرقة 9 من لوحاته عام 2009، تم استردادها في ما بعد، قبل إغلاقه مجدداً عام 2011 بعد ثورة 25 يناير.
تفاصيل الترميم والافتتاح
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مختار الكسباني، مستشار وزير الآثار، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، شرع محمد على في بناء قصر شبرا عام 1814، ليكون بعيدا عن مقر إقامته في القاهرة التي كان بها قلاقل كثيره آنذاك، بسبب ثورات المماليك وغيرها من العناصر، بنى القصر على طراز معماري جديد تم استخدامه في مصر لأول مرة، يعرف بطراز قصور الحدائق، بمعني أنه كان عبارة عن حديقة كبيرة تحوي بداخلها مجموعه من البنايات.
أوضح الكسبانى، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنه من أهم قصور الحديقة سراي الفسقية للاسترخاء والضيافة، وسراي الإقامة، وسراي الجبلاية، التي تعد نموذج من حدائق بابل المعلقة في العراق، ثم برج لتوزيع مياه الري والشرب على وحدات القصر المختلفة، بالإضافة إلى معمل لإنتاج غاز للاستصلاح لعمل أضاءه داخل الحديقة الغناء، وهذا كان أول معمل غاز استصلاح في مصر لإدارة القصور.
وأكد تنوع جميع القصور التي بناءها محمد على داخل هذا القصر في شكلها ووظيفتها، وكان الهدف الأساسي من هذا البناء هو زياده مساحه العمران في القاهرة، حيث بدا من القاهرة بقصر شبرا حتي اسكندرية التي امتد محمد على شرقا وغربا فيها، حيث قام بتشيد سراي رأس التين وسراي المعمورة، كل هذا تم بناءه على مناطق صحراوية على جانبي مدينة الإسكندرية القديمة.
وأشار إلى إن هذا القصر كان قد تعرض لإهمال شديد، خصوصا بعدما آلت ملكية حديقة القصر بأكملها للملك فؤاد، الذي تبرع بها للدولة المصرية لتنشئ فيها أول كلية زراعة، باسم الأمير فاروق الذي ولد حديثا، ولكن بعد الثورة تم إهمال شأن هذه الحديقة بقصورها.
وأضاف ثم تم وضع خطط تطوير لهذا القصر لمحاولة إعادته لسابق عهده، وبالفعل تم النجاح في تطويره وعمل احتفاليات ضخمه بداخلة، وفي خلال عام من هذه الاحتفالات تم استرداد قيمه الميزانية التي تم تحصيصها لترميمه، ثم في فتره من الفترات حدث تدهور بداخله، نتيجة فعل فاعل وتم تحويل القصر لأشراف وزارة الآثار وقطاع المشروعات، ثم قدم قطاع المشروعات في فتره ما لا داعي لذكرها، اقترح إزالة المياه من البحيرة، وبعد إزالتها بدا ظهور بعض التشققات بالزخارف والصدوع نتيجة إزاحة المياه.
وأكمل أن بعض أعمال الترميم التي تمت بطريقه خاطئة وليس عن طريق متخصصين في الترميم، فتعرض لإهمال شديد خصوصا بعد ثورة 25 يناير، لكن الآن هناك اهتمام شديد من الدولة لعودة الآثار كما كانت في سابق عهدها، تحت إشراف وزاره الآثار والقوات المسلحة، واعتقد سيكون لهذه الآثار جهاز إداري مختلف تماما عن الآثريين لأن الآثريين شأنهم في الأثار فقط، بينما التطوير والتوظيف له جهات أخرى، ويبقي اللمسات الأخيرة للقصر لإنهاء أعمال الترميم به، ليتم بعدها فتح أبواب القصر لاستقبال الزوار.