الخميس 16 مايو 2024

كل هاشتاج وأنتم طيبين

مقالات26-9-2021 | 17:42

كم هى مسلية متابعة أرامل مواقع التواصل.. "بتوع سبوبة الثورة مستمرة"، فعقب كل صفعة يبصمها المصريون على قفاهم بتجاهل دعواتهم للفوضى تنشأ معها موجة جديدة من الهلوسة الالكترونية المعروفة بـ"رزع الهاشتاج"، فالناشط لا مؤاخذة من دول وبعد جلسة ساخنة مع سيجارة ملفوفة ومحوجة يضرب كام هاشتاج من النوعية "سريعة الاشتعال" ثم يبدأ موجة من النفخ فى النار عادة ما تنتهى بحرق أعصابه على فاشوش لكن تحولت مهرجانات الهاشتجات من مهيجات ثورية ومثيرات للحركة العشوائية لإشعال فتيل الغضب نحو قضية ما يراد بها أن تكون نواة لعدد من الموجات التى تستهدف تحريك دوائر اكبر وأكثر اتساعا تحولت وتحت سطوة المثل القائل "جبتك يا عبد المعين تعني... إلخ" إلى شتيمة علنى فى الناس من القهرة وقلة الحيلة.

 

ويبدو أن مطلق الهاشتجات أكل عليه اليأس وشرب فتحول من ملهم للجماهير إلى لعان طعان فاحش بذئ فتجد الهاشتاج يعبر دائما عن نقيصة يراها فى الجماهير اللى مش عايزة تثور وتغضب رغم ما أصاب الناشط الشملول أذكى إخواته من بواسير فى مرحلة متقدمة تكاد يبلغ حلقه من كثرة الصراخ واللطم لاستنفارهم وهذا يمكن أن نسميه احتقارا مركبا يولده بؤس عظيم بلغ مداه بمن يقتاتون على صناعة الغضب والتضليل وبث روح التشكك والفرقة فهو لم يكتف بأنه يروج لكذب صراح يروجه من أجل رؤية مدفوعة الأجر لاستدعاء الفوضى بل يشتم كل عازف عن تحقيق مراده بالثورة فحين تطالع حركة الهاشتاجات مؤخرا تجدها تصف الناس بالجبن والخوف وأنهم شياطين خرساء وأنهم وأنهم.. بحيث يشعر مخموم القلب الذى تضعه الصدفة أمام تلك الهاشتاجات أنه نذل ومقصر أوووى مع بلده وأهو العيار اللى ما يصيبش بيدوش.

 

حالة بؤس لا مثيل لها تحيطها مجموعة من سيناريوهات لإسقاط مصر تتمتع بخيال لم تبلغه بعد هوليوود فى عز نخعها السينمائى لتجد نفسك وكأنك وقعت عبر فجوة زمنية فى عنبر للمرضى النفسيين الذين فقدوا إحساسهم بالحاضر على وقع صدمة شديدة حطمت أحلامهم.

 

سيناريوهات مضحكة حول انهيار وشيك وأحلام ساذجة حول تغيير مقبل يلوح فى الأفق جنون محض تراه متجسدا صوتا وصورة حين تقرر أن تتجول فى هذا الهاشتاج أو ذاك من قبيل "الظلم له آخر" و"راجعين يا ميدان" و" وأنا مش جبان" وكل هذه التعابير التى تؤشر بلا شك أننا أمام حالة مرضية كاملة الأوصاف والمدهش أن حالة الحنين للماضى تستغرق هؤلاء فتصيبهم بعمى فى التناول إلى الحد الذى لا يحتاج معه أى شخص محدود الإلمام بالطب النفسى إلى كثير جهد أنه أمام مجموعة من الهاربين من مستشفى الأمراض العصبية والنفسية بالعباسية ومن ثم تتحول الجولة مع منشوراتهم الإلكترونية إلى جلسات كوميديا تبعث روح التندر والسخرية من هؤلاء الذين يحاولون أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء.

 

ومن العجيب أن هؤلاء ومنذ 7 سنوات يطلقون مثل هذه الموجات اليائسة يواصلون الحفر عميقا لإثارة غبار يتخفون عبره لتنفيذ أذاهم وإنفاذ خيانتهم لكنهم بلغوا من الغباء أنهم لم يكتشفوا إلى اليوم أن جهدهم لا يزيد الحفرة التى سقطوا فيها إلا عمقا وهى الحفرة التى يقف على رأسها يتابعهم حزب "الكنبة" الذى أهال عليهم التراب فى الثلاثين من يونيو.

لم يعد لهؤلاء إلا اجترار الماضى وذرف الدموع على ضياع ملكا توهموه لأنفسهم فمصر والمصريون اليوم لا يحركهم هاشتاج هنا أو هناك بل يواصلون الرباط خلف قيادة رفعوها بقناعة كاملة إلى عرش مصر وهم آمنون مطمئنون بأنهم أحسنوا الاختيار - ولا بلاش الاختيار دى أصلها بتزعلهم أووى – وبلا شك ستمضى مصر فى امتلاك أسباب القوة وستستمرون فى حصاد الندامة والحسرة.. وكل هاشتاج وأنتم طيبين.