الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

جايزة "منه" تهزم سبعة!

  • 26-9-2021 | 22:33
طباعة

جاء خبر ترشح الفنانة منة شلبى لجائزة الإيمى العالمية من خلال أكاديمية الفنون والعلوم التليفزيونية فى فئة أفضل ممثلة تلفزيونية عن دورها فى مسلسل "فى كل أسبوع يوم جمعة"، معالجة درامية وسيناريو وحوار وإشراف على الكتابة لإياد ابراهيم، اقتباساً عن رواية إبراهيم عبد المجيد، وإخراج: محمد شاكر خضير، كأول ممثلة مصرية وعربية ليؤكد عدة جوانب.

 

أولها: صحة مقولة الوصول للعالمية يبدأ بالإغراق فى المحلية، وذلك ما حدث، فالجائزة لمسلسل مصرى قلباً وقالباً حيث تدور الحلقات فى إطار من الإثارة والتشويق وكشف الحقائق عن ارتكاب الجرائم التى ارتكبتها بمساعدة مريض نفسى من كل شخص قام بايذائها، فنرى خلال الأحداث ارتباطاً بتفاصيل المجتمع ومشكلاته وأزماته الإنسانية، من خلال الموضوع والمعالجة والأداء والانتباه، فأكد أنه كحالة مصرية إنسانية استطاعت الوصول إلى العالمية.

 

ثانيها: النجاح يمكنه تخطى المسافات، فذلك المسلسل الذى جاء بأعلى مشاهدة عند عرض كل حلقة منه استطاع أن يحقق نجاحاً وقت عرضه وأن يصنع حالة مع الجمهور المصرى رغم عرضه خارج السباق الرمضانى على إحدى المنصات، ذلك النجاح بالتأكيد كان تذكرة وصوله للسباق العالمى وبالتالى ترشح "منه" للجائزة.

 

ثالثها: نسف الصورة الذهنية التى جعلت الحصول على الجائزة العالمية للممثل المصرى لابد وأن يكون بالابتعاد عن مصر والخروج منها؛ وبصورةٍ واقعية لم يحصل على جوائز عالمية من الممثلين المصريين سوى من هاجر أو لم يعش فى مصر ، ولذلك كان الفوز للعالمى عمر الشريف من خارج مصر بعدما بدأ رحلته للعالمية وتم ترشحه وحصوله على تلك الجوائز وكذلك الممثل رامى مالك وهو أمريكى من أصل مصرى، ولكن ها هو اسم منة شلبى التى عاشت فى مصر ولم تهاجر وتم ترشيحها من خلال مسلسل مصرى وليس عالمياً يكشف زيف ذلك!

 

رابعها: الابتكار فى حد ذاته إنجاز؛ فالمسلسل كان حالة مختلفة من حيث طبيعة أحداثه وحلقاته التى كانت تُعرض "حلقة" كل أسبوع فى إطار تشويقى على إحدى المنصات، مما جعل المسلسل صورة درامية مختلفة باختيار اقتباس أحداثها عن رواية وتقديمها خلال "يوم" فى الأسبوع وعرضها على "المنصات" فى عشر حلقات فقط؛ وكل ذلك جديد ومختلف على الدراما التليفزيونية، ورغم ذلك حقق النجاح الجماهيرى وهاهو يحقق النجاح النقدى على مستوى العالم.

 

خامسها: الجائزة لمنة كممثلة تليفزيونية وهذا فى حد ذاته يضع الدراما التليفزيونية فى مكانتها التى تستحقها على مستوى مصر، فقد كانت المسلسلات بالنسبة للبعض مجرد بديل فى فترات الركود السينمائى أو لأسباب شخصية أو ظروف العرض والطلب والانتاج وغيرها من الأسباب التى جعلت اختيار المسلسل التليفزيونى فى بعض الأحيان يأتى بعد انطفاء بريق النجم السينمائى، فالمعتاد أن تتجه العيون نحو السينما التى يراها الكثيرون التاريخ والذاكرة.

 

سادسها: بعيداً عن أن منة أول مصرية يتم ترشيحها لهذه الجائزة العالمية ؛ فقد جاء مشوارها الفنى الذى بدأ بتألقها فى فيلم "الساحر" ٢٠٠١ تأليف:سامى السيوى واخراج رضوان الكاشف والذى استمر لينتج سبعة وثلاثين فيلماً وأربعة عشر مسلسلاً تليفزيونياً، استطاع أن يثقل موهبتها فى الاختيار والأداء ؛ ليؤكد أن الاهتمام بتفاصيل اختيار الأعمال والحرص على كل خطوة واستمرار المذاكرة وتطوير الأداء سيصل إلى التألق والعالمية معاً.

 

سابعها: رغم أنها المرة الأولى التى يتم ترشيح ممثلة مصرية وعربية لجائزة عالمية فى مجال الدراما التليفزيونية؛ إلا أن تلك الجائزة حملت الكثير من المفارقات؛ أهمها أنها جاءت فى فترة جائحة كورونا التى لازال العالم يعانى وجودها وسيعانى من أثرها، والتى تركت علامات بالفعل على سوق الدراما إنتاجياً وإبداعياً، وأفرزت حضوراً خاصاً للمنصات الاكترونية كجانب إنتاجى وبديل لشاشات العرض السينمائى، وهاهى الجائزة تزلزل عرش بعض المقولات التى صدقها الكثيرون وتؤكد عدم واقعيتها بترشح الممثلة المصرية منة شلبى للجائزة العالمية فى كل هذه الظروف وتخبرنا أننا نستطيع.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة