نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز الدراسات الاستراتيجية دورة تدريبية بعنوان «الإنذار المبكر ومواجهة الشائعات» على مدار يومين، بواقع 3 جلسات يوميًّا، بالإضافة إلى ورشة عمل تفاعلية للمشاركين، حاضر في اليومين لواء طيار دكتور هشام الحلبي؛ المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وشارك في الدورة عدد من خريجي أقسام العلوم السياسية والإعلام والحقوق.

جاءت أهمية هذه الدورة التدريبية انطلاقًا من أهداف مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، ولتدريب المشاركين على فهم أسلوب بناء نُظُم الإنذار المبكر في المجالات المختلفة؛ السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية... إلخ كإحدى الآليات الفاعلة لتحقيق الأمن القومي للدولة؛ لأنه بتطبيقها بصورة صحيحة يمكن الاعتماد على نتائجها؛ لتنفيذ الإجراءات التي تمنع، أو تحد من الأزمات والتنبؤ بالشائعات المصاحبة لها لتحقق الاستقرار الذي يُعد أحد المتطلبات الأساسية للتنمية المستدامة، التي بدورها تؤدي إلى الحفاظ على الأمن القومي للدولة.

ناقش لواء طيار دكتور هشام الحلبي في اليوم الأول عدة موضوعات منها: ماهية نظام الإنذار المبكر وارتباطه بالأمن القومي، واسلوب تصميم وتطبيق منظومات الإنذار المبكر، وأكد الحلبي أن الإنذار المبكر عملاً مستدامًا طويل الأمد وليس مؤقتًا وهو جزء من استراتيجية الحد من المخاطر والتحديات والتهديدات والأخطار التي تواجه الأمن القومي، ولابد من تعزيز الأسس العلمية لمنظومات الإنذار المبكر وتقييمها باستمرار لتحديد نقاط الضعف والقوة، وتُبنى الثقة في نظام الإنذار المبكر على العلم والشفافية والواقعية، ولابد من بناء أنظمة الإنذار المبكر بمشاركة مجتمعية، وتوعية شرائح المجتمع المختلفة بهذه الأنظمة وإدراجها في المدارس والجامعات وبرامح تدريب الوزارات والمحافظات.

وعرض الحلبي في اليوم الثاني موضوع كيفية تطبيق منظومات الإنذار المبكر للتنبؤ بالشائعات قبل إطلاقها، وأكد أن العمليات النفسية جزء لا يتجزأ من الحروب الشاملة أو الصراعات في المجالات المختلفة، وأن أعظم انتصار هو إرغام العدو على التخلي عن مشروعاته وخططه دون أن يتحمل الطرف الآخر أي خسائر، وتُعد الشائعات من أهم وأخطر العمليات النفسية استخدامًا وتأثيرًا على الفرد والمجتمع لما لها من تأثير فعال ومدمر على العواطف والاتجاهات، وتتمثل أهداف الشائعات في إثارة البلبلة، وعدم الاستقرار، والتشكيك المستمر، ونشر مشاعر اليأس والإحباط.