الجمعة 24 مايو 2024

قسنطينة الجزائرية مدينة "الجسور المعلقة" وتحمل بين جدرانها إرثا ثقافيا

مدينة الجسور المعلقة

عرب وعالم2-10-2021 | 14:58

دار الهلال

ولاية قسنطينة..يطلق عليها مدينة الجسور المعلقة..جسور تعلق بها عبق الحضارة القديمة ومبان تناطح الزمان، وتحمل بين جدرانها إرثا ثقافيا وحاضرا مشرقا، مناخها معتدل في أغلب فصول السنة، ويتميز سكانها بالطيبة والأصالة وكرم الضيافة.

يرجع اسم قسنطينة إلى الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم الذي توفى عام 337 ميلادية، حيث أعاد الإمبراطور الروماني بناءها عام 313 للميلاد واتخذت اسمه وصارت تسمى القسطنطينية أو قسنطينة، وذلك بعد أن خربها البيزنطيون.

و للعبور من ضفة إلى أخرى بداخلها، كان لزاما تشييد عدد من الجسور ، حيث تضم المدينة 9 جسور معلقة يصل ارتفاع بعضها إلى 200 متر ، ومن ثم أطلق عليها مدينة الجسور المعلقة.

تقع ولاية قسنطينة في وسط إقليم شرق الجزائر، حيث تبعد بمسافة 245 كلم عن الحدود الشرقية الجزائرية التونسية، وحوالي 431 كلم عن الجزائر العاصمة غربا.

تتشكل ولاية قسنطينة من 6 دوائر و 12 بلدية موزعة على مساحة 2187 كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون و291 ألف نسمة.

تغلب العمارة الإسلامية على معظم مباني المدينة، حيث تضم إرثا معنوياً وجمالياً صار شاهدا على عبق الحضارة التي شهدتها .

عند الدخول إلى المدينة ، يظهر عدد من المآذن الشامخة، حيث تضم عددا كبيرا من المساجد التاريخية والحديثة، ومن أشهرها مسجد الأمير عبد القادر الذي يعتبر من أكبر المساجد في شمال أفريقيا ويتميز بعلو مئذنتيه و البالغ ارتفاعهما 107 أمتار.

وتضم قسنطينة عددا من الأسواق التي تختص بحرف معينة على سبيل المثال سوق الغزل، وسوق الحدادين وسوق الجزارين وغيرها من الأسواق، وكل حي من أحياء المدينة يضم سوقا صغيرا ويسمى "سويقة"، وهو الاسم الذي مازال يردده سكانها حتى اليوم.

ويتميز مناخ المدينة بأنه لطيف معظم فصول السنة، ومن ثم أطلق الشعراء الجزائريون عليها "مدينة الهوى والهواء"، لأنها كانت أيضا تجذب الفنانين والشعراء والمثقفين .

يتميز أهلها برقة الطباع وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فكانت ولم تزل المدينة محط رحال العديد من الوافدين والجنسيات الأخرى.

وشهدت مدينة قسنطينة ميلاد عددا كبيرا من العلماء والمفكرين الإسلاميين من أشهرهم عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائرية، والمفكر مالك بن نبي الذي يعد أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين، وفي العصر الحديث ، تنتمي إليها الكاتبة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي الحائزة على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 1998.

وفي عام 2015، تم اختيار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.