تقع مدينة مكة المكرمة غرب المملكة العربيّة السعوديّة، وتُعتبر مدينةٌ مُقدّسةٌ عند المسلمين. تبلغ مساحة مكّة 850 كم²، وعدد سُكّانها يتجاوز 1.5 مليون نسمة، وتتميز بأنها مدينةٌ جبليةٌ وعرة وصخورها من الجرانيت الأسود الصلب. مناخها بأغلب أوقات السّنة شديد الحرارة؛ حيث تصل أعلى درجة حرارة إلى 49.8°، تحتوي المدينة على أكثر المناطق قُدسيّةٍ لدى المُسلمين وهو المسجد الحرام والكعبة.
مكانة الكعبة المشرفة عند المسلمين
للكعبة المشرفة مكانةٌ دينيةٌ خاصّةٌ جداً لدى المسلمين، فهي أول مسجد بُني على كوكب الأرض، كما أنّها تُعتبر قبلةُ جميع المسلمين التي يتّجهون لها في صلاتهم من مُختلف أنحاء العالم. يختلف المسلمون فيمن كان أوّل من بنى الكعبة؛ فمنهم من يقول الملائكة، ومنهم من يقول النبيّ آدم عليه السّلام، لكن كلاهما مُقدّس بكلّ الأحوال. بعد زمانٍ طويل أعاد النّبي إبراهيم وابنه إسماعيل بناءها بأمرٍ من الله. وكانت مدينة مكة التي توجد فيها الكعبة هي المدينة التي نزل فيها القرآن الكريم على إحدى الجبال في غار حراء.
سبب منع الطيران فوق الكعبة
نظراً للأهميّة الدينيّة الكبيرة للكعبة لدى المسلمين اتخذت بعض الاحتياطات الأمنيّة للحفاظ عليها سالمةً، ولأنّ المسلمين في تلك البقعة من الأرض يكونون في قمّة العبادة والخشوع، يفرض المسؤولون عن المسجد الحرام كلّ ما بوسعهم لعدم إزعاج المُصلّين.
ومن تلك الاحتياطات المتَّخذة لحماية الكعبة وعدم إزعاج مُرتاديها عدم السّماح بتحليق الطّائرات فوق الكعبة مُطلقاً، تقديساً واحتراماً لها، فقامت السعوديّة بحظر المِلاحة الجويّة عن منطقة الحرم المكي كاملاً، مع وجود بعض الاستثنائات للطّائرات العاموديّة التي تقوم بنقل المرضى، وتنسيق مسار الحُجّاج في موسم الحجّ، حيث يشعر المرء بالهدوء والطّمأنينة أثناء طوافه بالكعبة، وينشغل بالتقرّب لله تعالى، كما يستشعر عظمةَ المكان الذي هو فيه، ولا ينشغل بصوت الطّائرات.