الإثنين 27 مايو 2024

تعرف على واجبنا نحو القرآن الكريم

القرآن الكريم

دين ودنيا5-10-2021 | 15:20

سالي طه
يجب على كل مسلم المداومة والمواظبة على تلاوة القرآن الكريم وفهمه وتدبر معانيه والعمل به، كل ينال الثواب والأجر العظيم ومحبة الله سبحانه وتعالي، وفي هذا السياق، تقدم بوابة "دار الهلال"، واجبنا نحو القرآن الكريم كالآتي:

ـ الإيمان بالقرآن والتصديق به

يجب على العبد المسلم الإيمان والتصديق بالقُرآن؛ وذلك لِما فيه من بيانٍ لأصول العقيدة الثابتة، كتوحيد الله -تعالى-، وإثبات نُبوّة الرسول محمّد -عليه الصلاة والسلام-، وإثبات اليوم الآخر؛ فمَن صدَّق به، وبما جاء فيه، فقد أفلح ونجا في الدُّنيا والآخرة، ومَن كذّب به، فقد ارتكب جُرماً عظيماً، وعَرَّض نفسه للهلاك.

ـ تلاوة القرآن حَقّ التلاوة

اهتمّ السَّلَف الصالح -رضي الله عنهم- بالقُرآن الكريم في جوانبه جميعها؛ سواء كان ذلك من حيث التحقيق، أو الإقراء، أو القِراءة، كما أنّه بقيَ محفوظاً في صدورهم؛ تحقيقاً لوعد الله -تعالى- الوارد في قوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومن واجب المُسلمين تجاه القُرآن الحِرص على تلاوته، وتجويده، وتدبُّر معانيه، وفَهْمها؛ من خلال الاهتمام بعلم التجويد، ومعرفة أحكامه؛ سواء بالاستماع إلى مَن يُجيد تلاوته، أو بقراءته على شيخٍ مُتقِن، أمّا تلاوته حَقّ التلاوة، فتكون بإشراك اللسان بتصحيح حُروفه بالترتيل، والعقل بتفسير معانيه، والقلب بالعِظة والتأثُّر بكلماته ومعانيه؛ فاللسان يُرتِّل، والعقل يُترجم، والقلب يَتَّعِظ.

ـ تدبُّر القرآن الكريم

يُعَدّ تدبُّر القُرآن الكريم من أفضل الطاعات، والعبادات؛ لأنّ الإنسان يفهم من خلال تدبُّره المقصود من كلام ربّه -عزّ وجلّ-، وهي إحدى الغايات التي أُنزِل القرآن لأجلها، وقد تمّ توضيح ذلك في قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).

ـ العمل بالقرآن الكريم

 بيَّنَ العُلماء أنّ العمل بالقُرآن يكون باتِّباع أحكامه، والالتزام بأوامره، وآدابه، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلُق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فأجابت بقولها: (كان خلقُه القرآنَ)؛ أي أنّ أخلاقه كانت تطبيقاً عمليّاً لشرائع القُرآن الكريم وأحكامه؛ ولهذا يجب على المُسلم الاقتداء بنبيّه -عليه الصلاة والسلام-، والذي حَقَّق كمال الاقتداء بهَدْي القُرآن؛ لقوله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

ـ تعظيم القرآن ومَحبّته

يعد  تعظيم القُرآن من أعظم حقوقه، ويكون تعظيمه تعظيماً للقاء الله -تعالى-، ولِما جاء فيه من البَيِّنات والإعجاز، وفي ذلك اعترافٌ بفَضله على الناس؛ فهو سببُ إخراج العرب من الجَهل إلى العِلم، ومن الظلام إلى الحضارة والمعرفة.

ـ تعلُّم القرآن وتعليمه والدعوة إليه

 يُعَدّ العلم بالقُرآن وتعليمه من أفضل العلوم، والجَمع بينهما أكثر كمالاً؛ لأنّ نَفعه يتعدّى إلى غيره؛ فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)، وهذه من صفات المؤمنين الصادقين المُتّبِعينَ الأنبياء، ومن حُقوق القرآن التامّة حَقّ تعليمه الأبناءَ، والزوجة، وأهل البيت، وقد شبّه العُلماء أهل القُرآن بالشجرة التي لا يقتصر خَيرها عليها، بل يتعدّاها إلى غيرها، كحافظ القُرآن الذي يتعلّمُه، ويُعلّمه غيرَه، فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَسُلِّطَ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها).

ـ حِفظ القرآن الكريم أو ما تيسَّرَ منه

يُعَدّ حِفظ القُرآن من الواجبات الكفائيّة على الأُمّة المُحمّدية، ويسقُط عنها وجوب حفظه بوجود مَن يحفظه؛ كي لا ينقطع تواتُره، أو يتعرّض لتحريف، أو تبديل، أمّا حِفظ بَعضه، كسورة الفاتحة مثلاً، فهو أمرٌ واجبٌ على كُلّ شخص؛ لأنّ الصلاة لا تصحّ دونها؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)، ويجب على مَن حَفظ القُرآن تعاهُده بالمُراجعة والحِفظ؛ كي لا ينساه، وحافظ القُرآن تعلو منزلته عند ربّ العباد، وعند العباد أيضاً، وينال العُلوّ والشرف.

اقرأ أيضا:

«وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ».. آيات الرقية الشرعية لفك السحر

كيفية تعلم أحكام القرآن الكريم