جاء توقف فيس بوك أمس لأكثر من 7 ساعات كصدمة للعالم أربكت المستخدمين، بسبب طول فترة الانقطاع، وقد أكد خبراء أن هذا التعطل قد يدفع المستخدمين للتفكير في بدائل آمنة، وخاصة إذا تكررت تلك الحادثة مرة أخرى، موضحين أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزء أساسي من حياة المواطنين ولا يمكن الاستغناء عنها.
وأعلنت شركة فيسبوك أنه "لا أنشطة خبيثة وراء عطل أمس"، مشددة على أنه لم تتعرض بيانات المستخدمين للاختراق وليس عليها خطر، مضيفة: "نريد أن نوضح أنه لم يكن هناك أي نشاط خبيث وراء هذا العطل والسبب الرئيسي لهذا الخلل كان خطأ في تغيير الإعدادات من جانبنا"، وأنه لا أدلة على تعرض بيانات المستخدمين للاختراق نتيجة العطل الذي تعرضت له منصة "فيسبوك" أمس.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن شركة "فيسبوك" قالت إنه من غير المحتمل أن يكون العطل الذي أصاب منصاتها بفعل هجمات إلكترونية، حيث تراجعت أسهم "فيسبوك" بواقع 5.5% بعد تعطل خدمات الموقع ومنصتي "إنستجرام" و"واتساب"، حيث انخفض سهم "فيسبوك" إلى مستوى 323.56 دولار، بعد خسارة 19.5 دولار.
منصات بديلة
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد مختار، خبير الاتصالات، إن أسباب توقف موقع فيس بوك ومنصاته مساء أمس حسبما أعلنت إدارة الشركة هي تعطل إعدادات الخوادم، لكن حتى الآن لا يوجد معلومات حول السبب، فهذا التعطل التقني قد يكون بسبب محاولات اختراق أو غير ذلك من الأسباب، وهو أمر لا يمكن التأكد منه لأن الأمر ليس في أيدينا.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن تأثير هذا التوقف يمكن أن يكون سلبيا على سمعة المواقع والمنصات التابعة للشركة، لكن مواقع التواصل الاجتماعي ليست الوسيلة الوحيدة للتواصل وليست هي أساس أو أصل الأعمال والبيزنس، فقد تؤثر على التسويق لكن توقفها لن يؤثر التأثير الكبير في الأعمال.
وأضاف أن البيانات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي سواء فيس بوك أو غيرها ليست آمنة مائة في المائة، فكل موقع يحاول حماية البيانات بالقدر الذي يستطيع، لكن الأساس في ذلك هو المستخدم نفسه الذي عليه ألا يشارك كل بياناته الشخصية على تلك المواقع حتى لا يكون عرضة للمخترقين أو غير ذلك.
وأكد مختار أن لا يمكن القول أن هذا التوقف سيجعل المستخدمين يعزفون عن منصات فيس بوك والتطبيقات التابعة له، ففيس بوك وسيلة للتواصل وهناك غيره الكثير من الوسائل المتنوعة، وعزوف المستخدمين عن وسيلة دون أخرى، أمر يعود لعدة أسباب فبعضها اقتصادي وآخر يتعلق بالخصوصية أو المزاج العام والتحفز العام لموقف معين.
وأشار إلى أن فيس بوك عندما يحاول سياسة الخصوصية عزف المستخدمون عنه وتحولوا إلى مواقع أخرى مما جعله يعود عن قراراته بتغيير سياسة الخصوصية، مضيفا أن العزوف مرتبط أيضا بعدة عوامل وليس مجرد توقف الخدمة فقط، لكن إذا تكررت مثل تلك الواقعة مرة أخرى فبالتأكيد سيكون هناك ردود فعل كبيرة.
اعتماد المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الإنسان المعاصر أصبح يعتمد على الإنترنت بشكل رهيب سواء في الأعمال أو التعليم أو التواصل، فأصبحت الاجتماعات تقام عن بعد بدلا من الطرق التقليدية، حيث سهلت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثات الفورية التواصل والمعاملات الاقتصادية والاجتماعية ومتابعة العمل.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن توقف فيس بوك وواتساب أمس لمدة تزيد عن 6 ساعات أحدث مشكلة كبيرة في العالم أجمع، فعكس ذلك قوة وسائل التواصل الاجتماعي وكونها جزء أساسي في حياة المواطنين، مضيفا أن التعطل أدى لتراجع قيمة أسهم فيس بوك في البورصة وخسر زوكربيرج نسبة كبيرة من ثروته، وكذلك خسر بعض المعلنين.
وأضاف أن صادق أن الموضوع ليس بسيطا، وإذا تكرر ذلك مرة أخرى ستضرر قيمة الشركة ويعزف عنها المواطنين إلى منصات بديلة، وكذلك فإذا تضررت غيرها من المواقع التي تقدم خدمات عبر الإنترنت ستحدث أزمة كبيرة لأنها أصبحت جزء أساسي في حياة المواطنين وبرز دورها بشكل كبير في ظل جائحة كورونا.
وأكد أن التكنولوجيا أصبحت جزء أساسي في حياة المواطنين وليست مجرد رفاهية وهو ما تأكد للعالم أمس أن الجميع يعتمد بشكل أساسي على تلك المنصات في سهولة التواصل، فالأمر ليس مجرد محادثة مع أصدقاء وإنما إدارة أعمال واجتماعات، مضيفا أنه من الصعب العودة للعصر القديم أو الحياة بدون تلك المنصات لذلك إذا تكررت مثل هذه الحادثة مرة أخرى سيلجأ المستخدمين إلى منصات بديلة أكثر أمانا واستدامة وحماية لبياناتهم دون تعطيل أعمال.
ووصف أن أمس جرس إنذار للمستخدمين باعتمادهم الأساسي لتلك الشبكات، وأدى لتداعيات كبيرة على كل أنحاء العالم وهناك مناقشات في الكونجرس بشأن ذلك، مضيفا أن أحد التداعيات التي أثارتها تلك الحداثة عدم وجود منصات عربية بديلة لفيس بوك وهو أمر قد يتم التفكير فيه، في المستقبل كبديل لتلك المنصة العالمية.