الأحد 19 مايو 2024

فضل سورة النصر.. وسبب نزولها

فضل سورة النصر

دين ودنيا10-10-2021 | 13:48

إيمان مجدي

سورة النّصر هي إحدى السّور المدنيّة، ويقع ترتيبها بين سور القرآن الكريم السورة العاشرة بعد المئة، ويبلغ عدد آياتها ثلاث، وكلماتها سبع عشرة كلمة، وحروفها سبعة وسبعون حرفاً، كما أنّها ترتبط بالسّورة التي قبلها وهي سورة الكافرون ارتباطاً واضحاً؛ ففي سورة الكافرون يأمر الله -تعالى- رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بمجاهدة الكافرين، والتبرُّؤ منهم، ثمّ في سورة النّصر يُبشّره -تعالى- بالنّصر، والفتح، وكثرة الأتباع، ودخول النّاس في الإسلام أفواجاً وجماعات.  

سبب نزول سورة النّصر

 فلأنّه تمّ فتح مكة وأصبح النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً حتى أصبحت القبيلة الواحدة تُعلن إسلامها، وقد تحقّق ذلك في العامين التاسع والعاشر من الهجرة بعد أن أنهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فتح مكة وغزوة تبوك.

 وكانت ثقيف قد بايعت وأسلمت، فبدأت الوفود العربيّة بالقدوم إليه -صلّى الله عليه وسلّم- من كلّ صوب بُغية إعلان إسلامها، لا سيّما وأنّ قريش وهي قادة العرب وأهل البيت والحرم قد هُزمت أمام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فنزلت هذه السّورة، كما أنّها نزلت بعد رجوع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من غزوة حُنين، وقد عاش -عليه الصّلاة والسّلام- بعد نزولها سنتين

فضل سورة النصر

من الأحاديث التي ذكرت فضل سورة النصر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثِرُ قبْلَ موتِه أنْ يقولَ: (سُبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه) قالت: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك لَتُكثِرُ مِن دعاءٍ لم تكُنْ تدعو به قبْلَ ذلك ؟ قال: (إنَّ ربِّي جلَّ وعلا أخبَرني أنَّه سيُريني عَلَمًا في أمَّتي فأمَرني إذا رأَيْتُ ذلك العَلَمَ أنْ أُسبِّحَه وأحمَدَه وأستغفِرَه وإنِّي قد رأَيْتُه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}. ففيها توجيه له -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بالتوبة لله وتسبيحه وحمده .

ولم يرد فيها حديث صحيح يخصها بفضل ما، وما ورد من آثار فهي لم تصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويجب التنوية على عدم صحتها، ومن ذلك ما يأتي: حديث النبي عندما أقبل من غزوة حنين، وأنزل الله تعالى سورة الفتح، قال:" يَا عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَا فَاطِمَةُ: {إذا جاء نصر الله والفتح، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّهِ أَفْوَاجًا , فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ, إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} عَلَى أَنَّهُ يَكُونَ بَعْدِي فِي الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ"، وهو حديث موضوع،  حديث أبيّ بن كعب: "مَنْ قرأَها فكأَنَّما شهِد مع محمّد فتح مكَّة"، وهذا حديث واهٍ. حديث عليّ: "يا على مَنْ قرأَها أَنجاه الله من شِدّة يوم القيامة، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ المستغفرين بالأَسحار، يا علىّ مَنْ قرأَها كان فى الدّنيا فى حِرْز الله، وكان آمناً فى الآخرة من العذاب، وإِذا جاءَه مَلك الموت قال الله تعالى له: أَقْرِئ عبدى منى السّلام، وقل له: عليك السّلام. وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَن أَحسن إِلى ما ملكت يمينه."، وهذا حديث واهٍ لا يصح.