سورة القلم أو سورة ن، هي السّورة الثّامنة والسّتّون من سور القرآن الكريم، وهي من السّور المكّيّة، والّتي نزلت على الرّسول صلّى الله وسلّم وهو في مكّة المكرّمة، قبل هجرته إلى المدينة المنوّرة، وعدد آياتها اثنتان وخمسون آية، وسبب تسميتها سورة القلم يعود للقسم الّذي ابتدأ به الله هذه السّورة: بسم الله الرّحمن الرّحيم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) { القلم: 1}.
سبب نزول سورة القلم
لم يرد في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر سببٍ واحدٍ شاملٍ لنزول سورة القلم؛ بل ورد ذكر سببين رئيسيّين في آيتين تضّمّنتهما السّورة، وهما: قوله عز وجل: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) { القلم: 4 }، وقد نزلت لذكر محاسن أخلاق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث لم يتمتّع أحدٌ بمكارم أخلاقه وصفاته الحميدة، من إيثارٍ وردّ أذى ومسامحة وغيرها، ولم يكن يدعوه أحدٌ من أصحابه وأهل بيته، إلّا وقال لبيك، ولذلك نزلت هذه الأية.
قوله عزّ وجل: ( وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُوا ) { القلم: 51 }، وقد نزلت حين أراد كفّار قريش إصابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالعين والحسد.
فضل سورة القلم
- ورد عن أم المؤمنين رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت خلقه قرآن وكانت تقرأ الأية التي وردت في سورة القلم( وإنك لعلى خلق عظيم) .
-وقد ورد فيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يجمع الله تعالى العباد، وينادي منادي فيهم بأن تلحق كل أمة وما تعبد فيذهب كل منهم وحاله، وتبقى أمة الحبيب على حالها ثم يسألهم ما بالهم ذهبوا وأنتم هنا فيردوا عليه بأنهم ينتظرون ربهم فيكشف عن ساق ويسجدوا للواحد الأحد فيقول تعالى(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) .
-وقد ذكر سيدنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه عندما يجمع الله تعالى الأولين والآخرين في يوم الوقت المعلوم وتشخص أبصارهم للسماء منتظرين قضاء الله لهم ، وينزل الله تعالى بظلل من الغمام بالعرش للكرسي ويناد مناد ، ألم ترضوا بربكم وينطلق الناس إلى ما كانوا يعبدون في الحياة الدنيا فمنهم من كان يعبد الشمس أو القمر أو الأوثان، وهكذا شيطان عزيرا وشيطان عيس وكلا منهم ينطلق لإله إلا أمة محمد هم من ينتظرون العلامة من ربهم وعندما تكشف لهم فيخرون له سجدا عدا قوم ظهورهم لا تستطيع السجود وقد قال الله تعالى ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) ، ويأمرهم الله برفع رؤوسهم ويعطيهم نورهم كلا على حسب عمله، ويأمرهم بالمرور وكلا منهم يمر على حسب عمله لأن يصل للجنة .
-هي سورة من السور المفضلة بالقرآن الكريم حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين ومكان الإنجيل المثاني ، وفضلت بالمفضل) .
-وقد ورد في حديث صحيح عن القلم وقد ذكره عبادة بن الصامت بأنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول( إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب ، قال رب وماذا اكتب؟ قال له ربه اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة فقال بأنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ، من مات على غير هذا فليس مني) .
-وقد ورد في صحيح الترمذي للألباني عن الإمام على رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قال( رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل) .