السبت 1 يونيو 2024

تحليل عينات من القمر تشير لوجود أحدث مادة قمرية منذ 1.97 مليار عام

القمر والحفر البركانية

اقتصاد10-10-2021 | 21:10

داليا شافعي

لا تزال الحمم البركانية تتدفق على سطح القمر منذ 1.97 مليار سنة، حيث وجد العلماء صخورًا من القمر تدل على ذلك، ويأتي هذا الاكتشاف نتيجة عمل جديد من تعاون دولي لعلماء الكواكب والذي نُشر في مجلة «ساينس».

وذكر موقع "ساينس أليرت" المختص بالعلوم أنه بالتعاون مع باحثين من الصين وأستراليا والسويد والولايات المتحدة حللت الفرق البحثية العينات التي تم جمعها من القمر بواسطة وكالة الفضاء الوطنية الصينية خلال مهمة تشانج- إي 5.

ويذكر جوشوا سناب، من أبحاث الجمعية الملكية بقسم علوم الأرض والبيئة وأحد العلماء المشاركين في البحث، أن تشانج- إي 5 مهمة غير مأهولة تضمنت مركبة هبوط آلية، وهبطت على الجانب القريب من القمر (الجانب المواجه للأرض) في ديسمبر 2020. وأعادت المهمة 1.7 كجم من الصخور القمرية إلى الأرض. 

وجُمِعت العينات الأولى من القمر منذ عام 1976 في مهمة لونا 24 التابعة للاتحاد السوفيتي. وكان الهدف من مهمة تشانج- إي 5 هو العثور على دليل على بعض من أحدث الانفجارات البركانية على القمر.

وعلى الرغم من أن العلماء كانوا قادرين سابقًا على التنبؤ بالصخور البركانية لهذا العصر على القمر من خلال دراسة عدد الحفر المؤثرة على سطح القمر، فمن المستحيل تأكيد ذلك دون الحاجة إلى عينات لفحصها.

وحُللِت العينات باستخدام أداة المسبار الأيوني الدقيق عالي الدقة (SHRIMP)، في مركز SHRIMP في بكين، الصين.

وكانت عملية تحديد عمر الصخور معقدة، ولكن في جوهرها، استخدمت حزمة مركزة من الجسيمات المشحونة لإخراج المواد من مختلف الأطوار المعدنية في الصخور وتحليل المواد المقذوفة.

ويقول جوشوا إن العلماء تمكنوا من تحديد عمر ثوران هذه الحمم البالغ 1.97 مليار سنة، أي أصغر بمليار سنة من أي حمم بازلتية سابقة من القمر.

وحدثت العديد من الانفجارات البركانية على سطح القمر خلال تاريخه الجيولوجي، مما أدى إلى تشكيل صفائح كبيرة من الصخور البازلتية، والتي يشار إليها باسم «الفرس القمري». ويمكن رؤية هذه البقع الداكنة على القمر.

لكن معظم النشاط البركاني حدث منذ ما بين 3 و4 مليارات سنة، وأكد علماء الكواكب ذلك من خلال تأريخ البازلت من مجموعات أبولو ولونا الصخرية، وكذلك النيازك التي نشأت من القمر.

وفتح هذا العمل لغزًا علميًا جديدًا حول كيفية احتفاظ جسم كوكبي صخري صغير مثل القمر بالحرارة الداخلية الكافية لمواصلة إنتاج الانفجارات البركانية بعد 2.5 مليار سنة من تشكله لأول مرة قبل 4.5 مليار سنة.

ويتواصل العمل الآن على العينات لمحاولة تسليط الضوء على هذا السؤال.

وأدى تحليل العينات من بعثات أبولو في أوائل السبعينيات إلى إحداث ثورة في فهمنا لمدى ديناميكية نظامنا الشمسي، وكيف تتشكل الكواكب وتتطور. والآن، مرة أخرى، تثبت هذه الدراسة الجديدة القيمة العلمية المذهلة لإعادة العينات من الكواكب الأخرى لفك تشفير أسرارها في المختبرات على الأرض.

الأهم من ذلك، أن التحقق من صحة نهج عد الحفرة باستخدام عينات القمر له أيضًا آثار رئيسية في تحديد تاريخ أسطح الكواكب الأخرى التي لم نجمع عينات منها بعد (مثل المريخ والزهرة وعطارد).

ويختتم جوشوا قائلًا: "سيعزز هذا الأمر من فهمنا للنظام الشمسي على نطاق أوسع".