أزمة «الغاز» فى العالم.. خاصة فى أوروبا والصين.. وتداعياتها فى بعض الدول.. تجعلنا نقرأ كتاب ودفتر أحوال «مصر ــ السيسى» خلال ٧ سنوات.. وكيف تبنت «رؤية» ثاقبة استشرفت المستقبل.. وعملت على توفير احتياجات مصر وشعبها من الطاقة والغاز والكهرباء.. وتبدلت الأحوال من العوز والاحتياج إلى الاكتفاء والتصدير والربط الكهربائى.. كذلك فى الأمن الغذائي والإصلاح الاقتصادي وقناة السويس الجديدة.. اننا مطالبون بتوجيه التحية لقيادتنا السياسية الحكيمة التى جنبت مصر كوارث وويلات العوز والاحتياج والأزمات والمشاكل المزمنة والمعقدة.. وأضافت لموارد الدولة مليارات الدولارات.. فماذا كان موقفنا الآن.. إذا لم يكن لدينا اكتفاء من الغاز.. وأيضًا تصدير.
حقاً مصر محفوظة بعناية ورعاية وأمر ربها.. تمر عليها الشدائد والمحن.. وتنجو وتعبر إلي طريق الأمن والأمان والاستقرار.. تتجاوز العقبات والتحديات.. وتجهض المؤامرات والمخططات.. فهذا قدرها.. ومن نعمة المولي عز وجل أنه حباها وسخر لها من يهيئ لها أسباب الاستقرار والأمان والرخاء. فعلي مدار ٧ سنوات أقدمت مصر علي تنفيذ رؤية ثاقبة وعبقرية قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي مستشرفاً المستقبل.. ومجنباً مصر الكثير من الويلات والأزمات التي كان يمكن أن تسبب كوارث وتراجعًا كبيرًا.. ولولا هذه الرؤية التي استشرفت المستقبل وعملت علي تجنب الأزمات والقضاء علي المشاكل والنقص لواجهت مصر مشاكل معقدة وصعبة. العالم يواجه أزمة خانقة في مصادر الطاقة خاصة «الغاز» والبترول.. فمع الارتفاعات الخيالية غير المسبوقة في أسعار الغاز تواجه الصين وأوروبا أزمات عنيفة.. وأيامًا قادمة صعبة.. وتهدد الحياة بشكل مباشر خاصة الصناعة.. وأيضاً أوروبا مقدمة علي شتاء قاسٍ في ظل ارتفاع فلكي في أسعار الغاز وعدم وجود تعاقدات طويلة الأجل خاصة مع روسيا لأنها كما يقولون كانت تتعاقد بالقطعة وبالاحتياجات السريعة وليس صفقات وتعاقدات لمدة سنوات. في الوقت الذي تهدد فيه بعض الدول وعلي رأسها الصين التي أغلقت فيها العديد من المصانع.. وأيضاً أوروبا هناك دول مصدرة للغاز سوف تحقق أرباحاً خيالية بسبب تضاعف الأسعار مرات ومرات وفي ظل الاحتياج الحتمي للصناعة والعمل والإنتاج والحياة التي تمثل الطاقة عصبها في ظل مناخ قادم أكثر قسوة.
هناك توقعات بتأثيرات كارثية علي الصين وأوروبا.. وربما تؤثر علي معدلات النمو والتقدم والترتيب والخريطة الدولية.. في نفس الوقت تقف الولايات المتحدة إحدي الدول المصدرة للغاز موقف المتفرج والمتابع والمستفيد مادياً ومالياً من خلال تحقيق أرباح.. وأيضاً سياسياً في ظل التأثيرات الكارثية لنقص الغاز وارتفاع أسعاره في الصين وعلي إنتاجها وصناعتها ومعدلات نموها.
الحقيقة.. نطرح سؤالاً مهماً.. مإذا كانت ستفعل مصر لولا رعاية الله سبحانه وتعالي ولولا الإرادة السياسية والرؤية الاستشرافية للرئيس عبدالفتاح السيسي.. فقد نجحنا في تحديد حقوقنا المشروعة في شرق المتوسط طبقاً للقانون والشرعية الدولية وتعيين الحدود البحرية مع قبرص واليونان.. ونجحت مصر أيضاً في توفير الحماية والتأمين لحقوقها بقرارات تاريخية ورؤية عبقرية في توفير مستلزمات وأدوات الحماية من خلال تطوير وتحديث القوات المسلحة بشكل عام وقواتنا البحرية بشكل خاص وتزويد القوات المسلحة وقواتنا البحرية بأحدث منظومات التسليح في منظومة متكاملة وقرارات استباقية تنبأت بالمستقبل.. وجاء اكتشاف «حقل ظهر» الذي يحوي ثروات هائلة من الغاز لمصر وإصرار الرئيس السيسي وإرادته علي الانتهاء من العمل في حقل ظهر ليبدأ الإنتاج خلال عام وتوفير كافة الإمكانيات الأخري ثم امتلاك مصر لإرادة البحث والاكتشاف في العديد من المواقع الأخري وتوفير البنية التحتية لتصل مصر إلي مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز وأيضاً الاهتمام بصناعة البتروكيماويات طبقاً للإمكانيات والقدرات المصرية في هذا المجال وتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.. وتؤسس منتدي الطاقة لشرق المتوسط بعد أن كانت تستورد بالمليارات احتياجاتها من الغاز لتصل إلي الاكتفاء الذاتي والتصدير أيضاً.
السؤال.. ماذا كانت ستفعل مصر لولم تحقق من انجازات خلال ٧ سنوات في مجال الطاقة سواء اكتشافات الغاز وما أنجزته في مجال الطاقة الكهربائية والنظيفة.. ماذا كان الموقف الآن.. هل كانت تستطيع توفير احتياجات مصر وشعبها من الغاز والطاقة.. هل كانت تستطيع توفير ميزانيات بمليارات الدولارات من أجل استيراد الغاز.. هل كان موقفنا سيكون مثل أوروبا والصين وغيرها من الدول التي تعاني الاحتياج مثل لبنان الشقيق.
إن ما أنجزته مصر في مجال الغاز والكهرباء هو إنجاز فريد وعمل غير مسبوق ارتكز علي رؤية استشرافية جنبت مصر مشاكل وأزمات وتكلفة باهظة بل وأدت إلي زيادة مواردها.. فمصر تصدر الغاز وتصدر الكهرباء من خلال الربط الكهربائي مع العديد من الدول مثل الأردن والسودان ولبنان والسعودية وقبرص وغيرها من الدول.. إذن نحن أمام إنجازات استباقية استشرقت المستقبل وحمت مصر من العوز والاحتياج وإنفاق مواردها بالعملات الصعبة علي توفير احتياجاتها.. وفي نفس الوقت تستفيد بالعائد من صادراتها في هذا المجال.
أيضاً هناك العديد والكثير من الإنجازات الاستباقية مثل رؤية مصر علي تعظيم أمنها الغذائي والاهتمام بالمشروعات القومية العملاقة مثل التوسع الزراعي وزيادة الرقعة الزراعية إلي ٧.٩ مليون فدان.. والقضاء علي التعديات الزراعية ومشروعات الصوب الزراعية لـ ١٠٠ ألف فدان تضاهي مليون فدان من الإنتاج الزراعي العادي والمزارع السمكية العملاقة والمزارع الحيوانية المليونية.
ومضاعفة إنتاج مصر من الألبان والاهتمام بالصناعات الغذائية.. وهو الأمر الذي جنب مصر الاحتياج في أوج وذروة جائحة (كورونا) التي أربكت وأغلقت العالم.. لذلك قللت مصر احتياجاتها من الحاصلات الزراعية وهناك المزيد من التوسع الزراعي والصناعي في المجال الغذائي في المستقبل القريب. أيضًا.. لقد كان ومازال قرار الإصلاح الاقتصادي الشامل عملاً فريدًا وعبقريًا وفيه استشراف للمستقبل.. ولو استسلمت مصر للخوف من القرار مثل العقود الماضية لدفعت ثمنًا باهظًا بسبب تأخر قرار الإصلاح.. إلا أن الرئيس السيسي اتخذ قرارًا وطنيًا شريفًا شجاعًا حقق فارقًا مصيريًا مع مصر وشعبها.. ونجاحًا مبهرًا شهدت به أكبر المنظمات والمؤسسات الاقتصادية في العالم ونموذجًا للدول الطامحة في الإصلاح.. وجنب مصر العديد من التداعيات الخطيرة والآثار المدمرة وحقق اقتصادًا واعدًا جعل من مصر واحدة من عدد قليل من الدول التي حققت نموًا خلال الجائحة وأيضًا اقتصادًا قادرًا علي تحمل الصدمات ودعم أسباب النجاح، توجهات القيادة السياسية بتنفيذ أكبر مظلة للحماية الاجتماعية حمت البسطاء والفئات الأكثر احتياجًا.. فقد كان قرار الإصلاح متفردًا وعبقريًا ارتكز علي رؤية وتقدير موقف شامل.
مع الزيادة السكانية الكبيرة في مصر كانت رؤية القيادة المصرية.. زيادة المعمور في مصر.. ومضاعفة العمران لذلك توسعت في استصلاح الأراضي وإقامة المدن العصرية مثل العاصمة الإدارية والمجتمعات العمرانية وبناء مجتمعات جديدة وتوفير كل سبل الحياة والخدمات لها لتطمح مصر في مضاعفة نسبة المعمور ويزيد من ٦٪ إلي حوالي ٧.٤١٪ وهو إنجاز فريد.. لو لم يتم لكانت كارثة في ظل زيادة النمو السكاني في مصر.
قرارات كثيرة اتخذتها القيادة السياسية وفق رؤية واستشراف للمستقبل.. ولعل قناة السويس الجديدة التي جعلت من القناة أهم شريان ملاحي عالمي في ظل منافسات أخري وأيضًا أدت إلي زيادة مواردها لتكون الأقصر والأوفر والأكثر جدوي في مجال التجارة العالمية.. أيضًا ما حدث من مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية في مصر مما حققته خلال عهد الرئيس السيسي يفوق ضعف ما حققته خلال العقود الماضية. الحقيقة أن ما تحقق خلال الـ ٧ سنوات هو ملحمة ومعجزة اقتصادية وتنموية عبقرية.. من يرد أن يعرف قيمتها الآن وفي ظل جائحة «كورونا» فعليه أن يتابع أحوال ومشاكل وظروف دول العالم وفي القلب منها الدول المتقدمة.. فالمصريون لديهم الغذاء والطاقة والغاز والكهرباء والاقتصاد الواعد والصلب بفضل الله أولاً ثم بفضل رؤية وعبقرية واستشراف القيادة السياسية التي تستحق منا التحية والتقدير والتي جنبتنا العوز والاحتياج والأزمات والمشاكل المزمنة.