أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحاجة لمقاربة مختلفة للتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، مشددا على أنه لا توجد معسكرات للاجئين في مصر.
وقال الرئيس السيسي - في مؤتمر صحفي مشترك لزعماء قمة (فيشجراد مع مصر) المنعقدة في العاصمة المجرية (بودابست) اليوم /الثلاثاء/، حيث يضم التجمع كلاً من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا - إنه يوجد 6 ملايين لاجئ في مصر يعيشون كمواطنين عاديين، وليس داخل معسكرات، مشددا على أنه لم تخرج هجرة غير شرعية واحدة من مصر، مضيفا :نحتاج إلى شكل أعمق من الحوار فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، متسائلا "هل الدول الأوروبية مستعدة لمساعدة الدول الفقيرة التي يخرج منها المهاجرون غير الشرعيين على تحسين الأوضاع المعيشية لشعوبهم؟.
وأكد الرئيس السيسي أنه من منظور حقوق الإنسان؛ رفضت مصر المزايدة على استضافة اللاجئين على أراضيها، مشددا على أن مصر تسعى - بإصرار وعزيمة - من أجل التقدم في جميع المجالات لتوفير حياة كريمة لشعبها.
وأضاف الرئيس السيسي أن الدولة المصرية أطلقت مبادرة (حياة كريمة) لتحسين أوضاع 60 مليون شخص في الريف المصري في جميع المجالات ومن بينها التعليم والصحة ومعالجة المياه والري والطرق والصرف الصحي وغيرها.
كما أكد الرئيس أن في مصرقيادة تحترم شعبها وتسعى من أجل تقدمها، ولا تنصاع لأي إملاءات لما تفعله.
وشدد الرئيس السيسي - كذلك - على متانة العلاقات التي تجمع مصر ودول تجمع فيشجراد، معربا عن تطلعه لمواصلة تطوير تلك العلاقات لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع تلك الدول.
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته للقاء قادة تجمع فيشجراد - للمرة الثانية - ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك؛ بما يعكس متانة العلاقات التي تجمع مصر ودول التجمع.
وأضاف أن مصر ترتبط بعلاقات صداقة تاريخية مع دول تجمع فيشجراد؛ معربا عن اعتزازه لما تشهده تلك العلاقات من تعاون وثيق في مختلف المجالات، والمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف .
وقال الرئيس السيسي إن العالم واجه - في العامين الماضيين - تحديات جمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية؛ نتيجة فيروس كورونا المستجد، مشيرا الى أن استمرار الجائحة منذ قرابة العامين؛ أثبت أن البشرية مثلما تتشارك في الأخوة الإنسانية؛ فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات، مهما تفاوتت مستويات تقدمها؛ بما يفرض على المجتمع الدولي تضافر جهوده وتعزيز التعاون بين شتى الدول.
وأشار الرئيس السيسي - في مؤتمر صحفي مشترك لزعماء قمة (فيشجراد مع مصر) المنعقدة في العاصمة المجرية (بودابست) - إلى أنه في ظل إدراك مصر بخطورة التباين في مسارات التعافي الاقتصادي بين الدول؛ فقد حرصت مصر على السعى لتوطين صناعة اللقاحات ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، لكن أيضا للتصدير الى القارة الافريقية في محاولة منها لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة في تلقي اللقاح، معربا عن تطلعه للتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.
وقال الرئيس السيسي إن لقاء قمة تجمع (فيشجراد) اليوم تناول العديد من الموضوعات مثل الهجرة غير الشرعية والإهاب، مثمنا مواقف "الصديق" رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان، والأصدقاء من بولندا وسلوفاكيا فيما يتعلق بدعم مصر.
وأضاف الرئيس السيسي - خلال في مؤتمر صحفي مشترك لزعماء قمة (فيشجراد مع مصر) - "لدي فرصة من خلال هذا المؤتمر ليسمعني أصدقائي الأوروبيون، أنا أتصور أن الهجرة غير الشرعية كعنوان؛ تعكس شكلا من أشكال حقوق الإنسان المفتقدة في منطقتنا، لكن من منظور مختلف، ليس منظور التعبير عن الرأى، والمنافسة السياسية".
وتابع السيسي :"هناك حقوق أخرى كثيرة لم تتوفر بعد في منطقتنا".. متسائلا: هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول في تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية؛ حتى نصل إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يخص حقوق الإنسان والذي يكون دائما موضوعا جدليا كبيرا؟"
وأوضح "أتحدث عن مصر على سبيل المثال والدول الأوروبية، فأنا لا أرفض مناقشة هذا الموضوع، لكن مناقشته من أى مقاربة، هل من مقاربة توفير (حياة كريمة) لمائة مليون مصري، وهل أنتم - كأصدقاء أوربيين ودول مهتمة بحقوق الإنسان - على استعداد لتوفير لنا ذلك، وخلق فرص لحدوث توءمة مع جامعاتكم الأوروبية المتقدمة؛ حتى نقدم شكلا جيدا من التعليم؛ يناسب متطلبات العصر، وهل أنتم مستعدون لنقل نوع من الصناعة في بلادكم لبلادنا وتوطينها؛ لتوفير فرص عمل لأكثر من 65% من شعبنا من الشباب؟".
وأكد الرئيس السيسي أنه لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية في مصر، لافتا إلى أن الهجرة التي جاءت إلى مصر كانت من الدول الإفريقية التي تعرضت إلى مشاكل وصل عددهم - حتى الآن - إلى 6 ملايين مواطن ومواطنة من إفريقيا ودول أخرى، عانت من عدم الاستقرار.
وقال السيسي إن "مصر رفضت - من منظور حقوق الإنسان - أن تسمح بالمزايدة بهذه الفئة، والتي نسميهم في مصر (ضيوفا) وليس (لاجئين)، فنحن لا نمتلك معسكرات للاجئين في مصر، بل إنهم يعيشون بيننا مثل ما يعيش باقي المصريين، يتعلمون في مدارسنا، ويتلقون العلاج في مستشفياتنا، كما أننا وفرنا لهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الرغم من قلة إمكانياتنا مقارنة بالدول الأوروبية المتقدمة".
وأعرب الرئيس السيسي عن شكره على إهداء مصر 250 ألف لقاح مضاد لفيروس كورونا.
وحول الهجرة غير الشرعية، قال الرئيس السيسي إن مصر بها 6 ملايين مهاجر، يقيمون على أراضيها، وليسوا في معسكرات لاجئين، ولم نقبل - من منظور أخلاقي وإنساني - أن نتركهم يتحركون في اتجاه أوروبا، وأن يلقوا مصيرهم في البحر، مشددا على أن مصر لم تسمح بذلك حتى لا تصدر المشاكل لأوروبا، وحتى لا تلقي بهؤلاء الناس إلى المجهول في البحر.
ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى جميع الدول الصديقة، قائلا: إن مصر دولة تسعى - بإصرار وعزيمة - من أجل التقدم والتحضر في مختلف المجالات، منوها بأن الجهد الذي بذل في مصر - خلال السبع سنوات الماضية - خير دليل على ذلك، لتوفير حياة كريمة.
وتابع: أطلقنا في مصر مبادرة (حياة كريمة)، التي تستهدف تحسين حياة 60 مليون إنسان في الريف المصري، ووضعنا 700 مليار جنيه مصري في ثلاث سنوات؛ لتغيير حياة الناس في مختلف المجالات على غرار التعليم والصحة والصرف الصحي ومحطات المعالجة والطرق ومياه الرى وكل شيء، مضيفا "أنكم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها بشكل كامل".
وقال الرئيس السيسي إن تفهم "أصدقائنا" في تجمع (فيشجراد) لما يحدث في مصر مهم، لكنه غير كاف؛ حيث يجب على "أصدقائنا الأوروبيين" أن يتفهموا أيضا ما يحدث في مصر، مشددا على أننا كقيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه، ولسنا بحاجة لأحد أن يقول لنا إن معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز .
وأضاف أنا مسؤول عن حياة 100 مليون مواطن، والحفاظ عليهم؛ وهذا أمر ليس باليسير، أنتم تتحدثون وفي الوقت ذاته يوجد في المجر 10 ملايين نسمة، وبولندا 40 مليونا، وجمهورية التشيك 10 ملايين.
ووجه الرئيس السيسي الشكر إلى الأصدقاء في دول تجمع (فيشجراد)، الداعمة لمصر في مختلف المجالات، مبديا تطلعه لمزيد من الدعم من تلك الدول.
وتأتي مشاركة مصر في قمة تجمع (فيشجراد) للمرة الثانية منذ عام 2017، حيث تعكس حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي - خلال زيارته إلى بودابست - مباحثات ثنائية مكثفة مع كبار المسؤولين المجريين، في مقدمتهم رئيس الوزراء فيكتور أوربان، والرئيس يانوش أدير؛ لبحث تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين، فضلاً عن التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي.