الجمعة 29 نوفمبر 2024

مقالات

الشموخ المصرى

  • 12-10-2021 | 20:17
طباعة

تناول الرئيس عبدالفتاح السيسى مجموعة من القضايا والموضوعات المهمة خلال المؤتمر الصحفى المشترك لزعماء قمة «فيشجراد» بالعاصمة المجرية بودابست..  توقفت خلالها أمام العديد من الرسائل التى جسدت شموخ مصر وشجاعة وجرأة وشرف قيادتها السياسية.

قررت مصر خوض المواجهة فى قضية حقوق الإنسان سواء على مستوى الداخل على مدار ٧ سنوات.. حيث أرسى الرئيس السيسى مفهوماً شاملاً لحقوق الإنسان خاصة فى توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى وترسيخ حقوقه فى الصحة والتعليم والسكن الكريم والعمل وحق الحياة وتوفير الخدمات والأمن والاستقرار..  وعلى المستوى الخارجى..  كانت المواجهة والمكاشفة مع الدول التى تتشدق بحقوق الإنسان أكثر شجاعة وجرأة.. وفى اعتقادى أن ما قاله وبعث به الرئيس السيسى فى هذا الملف هو نموذج جديد.. ومفهوم غير مسبوق فى المواجهة..  ربما تفوق حديثه فى المؤتمر الصحفى منذ فترة مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون..  فالرئيس مع ماكرون تحدث عن المفهوم الشامل لحقوق الإنسان وحقوق الشهداء وحق الحياة.. وهو ما كشف للجميع المفهوم الحقيقى لحقوق الإنسان الذى لا يقتصر على «السياسة والرأى» ولكن فى حقوق سياسية واقتصادية وثقافية.

حديث الرئيس السيسى فى قمة «فيشجراد» عن حقوق الإنسان جاء شديد القوة يرتكز على الحجة والدليل والواقع.. وطرح نماذج وأمثلة للوضع الدولى فى مجال حقوق الإنسان ومشخصاً الأوضاع فى المنطقة وإفريقيا وطارحاً مجموعة من التساؤلات لعل أبرزها هل أوروبا مستعدة لمساعدة هذه الدول بأشكال مختلفة ومتعددة.

لقد دأب الغرب على الحديث الدائم والمتكرر والمستمر عن حقوق الإنسان واتضح أنه حديث مجتزئ وفارغ من مضامينه ومعانيه ولا يقتصر إلا على حرية الرأى والسياسة.. ويفتقد لقراءة الواقع الحقيقى فى هذه الدول بالتركيز على محور واحد يتضمن الكثير من المغالطات.

الحقيقة أننا امام حديث شامل للرئيس السيسى عن مفهوم حقوق الانسان.. تضمن رسائل ونقاطاً مهمة للغاية كالتالى:

أولاً : ان مصر تستضيف على أراضيها أكثر من ٦ ملايين لاجئ من الدول الإفريقية ولاتعاملهم كلاجئين ولكن كضيوف ومواطنين عاديين يتمتعون بنفس الخدمات والحقوق والواجبات ولم تتجه مصر إلى وضعهم فى معسكرات لاجئين على غرار الدول الأوروبية وبالتالى فمصر لديها أكثر من ٦ ملايين مواطن أجنبى يقيمون على أراضيها بشكل طبيعى وعادى مثل سائر المصريين.

مصر من وازع إنسانى واخلاقى لم تسمح بتحركهم فى اتجاه أوروبا وان يلقوا مصيرهم فى البحر إلى المجهول.. ولم تسع إلى ان تصدر مشاكل لأوروبا.

ثانياً: الهجرة غير الشرعية هى قضية من قضايا حقوق الإنسان فى  منطقة الشرق الأوسط ولكن من منظور مختلف وليس منظور التعبير عن الرأى والمنافسة السياسية.. فهناك حقوق أخرى كثيرة لم تتوفر بعد فى هذه المنطقة.

طرح الرئيس السيسى سؤالا مهما على القادة هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية للوصول إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يتعلق بحقوق الانسان والوصول إلى مفهوم مشترك.. فمساعدة أوروبا تحل مشكلة وظاهرة الهجرة غير الشرعية قبل ان تبدأ.. ومن داخل الدول التى تنطلق منها إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية.

ما أريد ان اقوله ان هذه الدول لاتدرك حقيقة أصل واسباب الأوضاع فى الدول التى تتهم بعدم الاهتمام بحقوق الإنسان أو ان الدول الأوروبية والغرب يركزون على جانب واحد هو حرية التعبير والمنافسة السياسية دون أى اهتمام بالحقوق الأخرى مثل توفير الحياة الكريمة للمواطنين.. وهل تستطيع اوروبا ان تساعد فى توفير ذلك وهى التى تكثر الاهتمام والحديث عن حقوق الانسان سواء فى التعاون مع الجامعات الأوروبية لخلق تعليم جيد فى دولنا بما يتناسب مع معطيات العصر.. وهل أوروبا مستعدة لنقل نوع معين من الصناعة فى دولها وتوطينها لتوفير فرص عمل للشباب الذى يمثل أكثر من 65٪ من تعداد الشعب.

ما أفهمه ان هناك مفاهيم خاطئة ورؤى مغلوطة عن حقوق الإنسان لدى أوروبا تقتصر فى اهتمامها فى هذا الملف على حرية التعبير والرأى والسياسة.. ولا تهتم بحقوق الشعوب فى الصحة والتعليم والوعى والسكن والعمل.

مطلوب من أوروبا والغرب حالة فهم حقيقى لطبيعة الأوضاع فى دول المنطقة.. ومصر.

فالظروف الصعبة والقاسية فى المنطقة والأزمات وسقوط الدولة الوطنية فى بعض الدول وتفشى الإرهاب كل ذلك أدى إلى أوضاع سيئة وأزمات معقدة.. وان مصر قبل ٧ سنوات اطلقت أكبر عملية تنمية وبناء وفى نفس الوقت واجهت تحديات وتهديدات خطيرة من ارهاب وفوضى.. وتركز جل جهودها على توفير الحياة الكريمة لشعبها وحل مشاكلهم وأزماتهم واتاحة الخدمات المناسبة لهم.. وفى نفس الوقت تستضيف ٦ ملايين لاجئ تعاملهم مثل المصريين ولاتسكنهم فى معسكرات اللاجئين ولا تسمح لهم بالهجرة غير الشرعية لأوروبا فهل أوروبا والغرب لديهم القدرة على فهم طبيعة الاحتياجات الخاصة بدول منطقتنا ودول افريقيا التى يختلف فيها مستوى الحياة والامكانيات والقدرات عن أوروبا تماما.. ولذلك لابد ان يختلف التعامل والنظرة والتعاطى مع ملفات حقوق الإنسان فى هذه الدول من خلال ادراك حقيقى لواقعها الصعب وتحدياتها الخطيرة وتقديم المساعدة والمساندة بدلا من حالة الجدل الكبير وغير المتناهى.

الحقيقة ان الرئيس السيسى وضع يده على تشخيص دقيق للحالة الأوروبية والغربية عموما فى التعامل مع ملف حقوق الإنسان.. والالمام بكافة تفاصيل القضية وليس التركيز على جانب واحد وتجاهل المحاور الاكثر دقة.

مصر ضربت المثل فى الاهتمام بحقوق الإنسان فلم تقيم معسكرات للاجئين رغم انها تستضيف ٦ ملايين.. وتوفر لهم العلاج فى مستشفياتها.. بل ووفرت لهم اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» على الرغم من قلة امكانيات مصر مقارنة بالدول الأوروبية بل أيضا مصر حرصت على السعى لتوطين صناعة اللقاحات ليس لتلبية احتياجات مواطنيها فحسب ولكن ايضا للتصدير إلى القارة الافريقية لرأب الصدع بين الدول النامية والدول المتقدمة فى تلقى اللقاح.

ثالثاً: رسالة الرئيس السيسى القوية والتى تجسد الشموخ والصفة المصرية فى قوله ان تفهم اصدقائنا فى تجمع «فيشجراد» لما يحدث فى مصر مهم.. لكنه غير كاف.. ويجب على اصدقائنا الأوروبيين ان يتفهموا ايضاً ما يحدث فى مصر.. مشدداً على إننا كقيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه.. واطلق الرئيس عبارة شديدة القوة والشموخ بقوله «لسنا فى حاجة لأحد ان يقول لنا ان معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز» مضيفاً انه مسئول عن حياة 100 مليون مواطن والحفاظ عليهم وهذا أمر ليس باليسير مشيراً إلى انهم يتحدثون وفى الوقت ذاته يوجد فى المجر 10 ملايين نسمة وبولندا 40 مليوناً والتشيك 10 ملايين.

هذه اللهجة المصرية التى تحمل الشموخ والثقة ليست وليدة اليوم.. فالرئيس السيسى فى احاديث كثيرة مع الغرب أكد لهم لسنا لدينا ما نخشاه.. وليس على رأسنا بطحة.. ولا نعمل إلا من أجل شعبنا.

الخطاب واضح ويكشف اسباب الخلل فى خطاب الغرب عن حقوق الإنسان ومطالبا بتوفير نصائح لهم.. فمصر لديها قيادة محترمة تحترم شعبها وتحبه وتسعى لتقدمه.. وتبذل جل جهودها فى توفير الحياة الكريمة لهم والحفاظ عليهم.

هذا الحديث النموذجى الشامخ عن حقوق الانسان.. والرد الحاسم لما يتردد ويقال.. هو مصدر فخر واعتزاز كل مواطن مصرى.. يؤمن بشرف الدولة المصرية وشموخها.. وحكمة وثقة قيادتها.

رابعاً : تحدث الرئيس السيسى عن مبادرة حياة كريمة التى تستهدف تحسين حياة 60 مليون انسان فى الريف المصرى والتى تتكلف 700 مليار جنيه مصرى فى ٣ سنوات لتغيير حياة الناس فى مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والصرف ومحطات المعالجة ومياه الرى.. ومن فرط الثقة والقوة وشجاعة الانجاز وعبقرية الواقع.. قال الرئيس السيسى لقمة «فيشجراد» انكم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها.. وتحترم شعبها بشكل كامل تجسيداً للشموخ المصرى.. والثقة فى انفسنا فلسنا كما قال الرئيس فى حاجة لاحد أن يعلمنا أو أن يقول لنا عندكم تجاوز فى معايير حقوق الإنسان.

«إيمان .. عزم .. فداء» وكفاءة وجاهزية

ضباط الصف المعلمين و«المقاتلين»

شرفت بالأمس بحضور احتفال القوات المسلحة بتخريج الدفعة 159 من ضباط الصف المعلمين.. هذا المعهد العسكرى العريق الذى يعود لعام 1954 وبدأ من مدينة «منقباد» بأسيوط ثم انتقل إلى مدينة التل الكبير.

الاحتفال الذى حضره الفريق أول محمد زكى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة جسد حالة التطوير والتحديث غير المسبوقة التى تشهدها قواتنا المسلحة الباسلة.. ليس فقط فى مجال التسليح ومنظومات القتال التى تواكب أحدث التكنولوجيا فى العالم.. ولكن فى التطوير الشامل سواء فى المنشآت أو وسائل التعليم والتدريب والتأهيل وإعداد الفرد المقاتل.. فهى منظومة متكاملة.. انطلقت بقرار تاريخى من الرئيس عبدالفتاح السيسى.. لتجعل من قواتنا المسلحة واحدة من أهم وأعظم وأقوى جيوش العالم فهو الأقوى فى المنطقة وإفريقيا إضافة إلى ذلك كم الخبرات والدروس التى اكتسبها الجيش المصرى العظيم من الحروب التى خاضها وعلى رأسها حرب أكتوبر المجيدة والملهمة التى غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية فى العالم وأصبحت المعلم لجيوش العالم المتقدمة نتيجة الأداء المبهر للمقاتل المصرى.

الحقيقة اننى شاهد على تطوير وتحديث معهد ضباط الصف المعلمين.. فقد التحقت فى تجنيدى بكلية الضباط الاحتياط بفايد وحصلت على فرقة قبل التخرج فى هذا المعهد لمدة ٣ شهور.. واشهد ان ما وصل إليه الآن من تطوير وتحديث يجسد اننا أمام صرح عسكرى عالمى عملاق.. فهو بحق مفخرة ليتخرج فيه أجيال من ضباط الصف المعلمين والمقاتلين ايضا كما أكد القائد العام.. وهم عماد القوات المسلحة.

الحقيقة ان ما شاهدته من عروض بدنية ورياضية وقتالية يدعو إلى الفخر والاعتزاز بجيش مصر العظيم الذى وصل إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد والكفاءة القتالية لتنفيذ جميع التكليفات فى إطار المهام المقدسة لقواتنا المسلحة فى الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومى (أرضه وسيادته وثرواته ومقدرات شعبه) «فى البر والبحر والجو».

توقفت كثيرا أمام الروح المعنوية والحماسية للمقاتلين الجدد الذين ينضمون لصفوف قواتنا المسلحة.. واستحق هذا المعهد ان يلقب بقلعة الأبطال شعارهم.. (الإيمان العزم الفداء).

توقفت ايضاً امام التدريب الراقى الذى توفرت له كل أسباب التوهج والإمكانيات والقدرات التكنولوجية واللوجيستية.. لتكون أمام مقاتل فريد يتمتع بصلابة وكفاءة وروح معنوية عالية.. والامر الذى لا يمكن تجاهله هذا الوفاء الذى يشكل جزء وعصب عقيدة قواتنا المسلحة سواء لعطاء وتضحيات الشهداء فالدفعة 159 تحمل اسم الشهيد المساعد أول بسام نجيب إبراهيم والذى استشهد دفاعاً عن وطنه فى شمال سيناء فى الحرب على الإرهاب عام 2019..  بطلاً وقف ودافع بشموخ وشجاعة.. وأيضاً الوفاء والاحترام للقادة السابقين، وهذا الإجلال والتقدير لعطائهم.

من حقنا أن نفخر بقواتنا المسلحة الباسلة ومعاهدها وكلياتها العسكرية التى وصلت إلى أعلى درجات المواكبة فى التأهيل والتدريب والعلم العسكرى ومسايرة العصر على مستوى العالم..  ويحسب للقيادة السياسية هذا الدعم والاهتمام المستمر والمتواصل لتطوير وتحديث الجيش المصرى ووصوله إلى درجات الاحترافية فى الأداء المتكامل والجاهزية الفريدة بدنياً وذهنياً وقتالياً وإدارياً ومعنوياً..  فالتطوير والتحديث لا يتوقف فى قواتنا المسلحة ادراكا من القيادة السياسية بحجم التحديات والتهديدات التى تواجه مصر وأيضا إيمانا بالرسالة المقدسة لابطال قواتنا المسلحة فى الدفاع عن الوطن.. وهو ما تحدث عنه الفريق أول محمد زكى القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربى مؤكداً جاهزية رجال القوات المسلحة لتنفيذ المهام المقدسة وأيضا تجسيداً بأن القوات المسلحة وابطالها «يد تبنى.. ويد تحمل السلاح».. انها فخر لكل المصريين، وتاج على رأس هذا الشعب الذى يكن كل التقدير والاعتزاز لجيشه العظيم هذا الجيش الذى هو جزء من النسيج الوطنى وبيت الوطنية المصرية.. وقلعة الشرف وجيش المصريين.