مصعب بن عمير الصحابي الجليل، أحد السباقين إلى الاسلام ، حيث توجه إلى دار الأرقم (التي كانت تعد أول دار للدعوة في الإسلام) و هو فتى صغير، و كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن على أصحابه، فأعلن إسلامه أمامهم بعد أن نطق الشهادتين .
كان مصعب بن عمير الفتى الوسيم ، المدلل من أهله، الذي كان يرتدي أفضل الثياب، و يتعطر بأفضل العطور، الذي ترك كل شيء و مضى في سبيل الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه " لقد رأيت مصعبا هذا و ما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك حبا لله و رسوله "
سبب تسمية مصعب بن عمير بصاحب الهجرات الثلاثة
كان لسيدنا مصعب بن عمير أم قوية الشخصية، اسمها خناس بنت مالك ، كان يهابها كثيرا، و يخاف غضبها، و يخشى الصدام معها، لذلك رأى الصحابي الجليل مصعب بن عمير أن يخفى أمر إسلامه عن أمه و أهله، حتى رآه رجل يدعى (عثمان بن طلحة) و هو يدخل دار الأرقم مرة، و رآه مرة أخرى هو يصلي، فقام عثمان بن طلحة بإبلاغ امه على الفور، و حينما واجهته امه لم ينكر أمر إسلامه، و بدأ يتلو عليهم ما تعلمه من القرآن الكريم، فحبسته أمه في أحد أركان المنزل و أغلقت عليه، و منعت عنه الطعام و الشراب .
وعندما علم سيدنا مصعب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالخروج إلى الحبشة ، انسل من الغرفة التي حبسته فيها أمه، و هاجرمع المهاجرين إلى الحبشة، و كانت هذه أولى هجرات مصعب بن عمير .
و حينما عاد سيدنا مصعب من الحبشة ، حاولت أمه حبسه مرة أخرى، و حينما تأكدت من إصراره على دينه، و دعته باكية و هي مصرة على دين الجاهلية، و قالت ” اذهب لشأنك، لم أعد أما لك " ثم هاجر إلى الحبشة للمرة الثانية .
أما عن الهجرة الثالثة، كان مصعب بن عمير يعرف بفصاحته و حسن أخلاقه و قدرته على الإقناع، لذلك أختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ، للهجرة إلى المدينة، ليدعو الجميع |إلى الإسلام، و يهيأ المدينة ليوم الهجرة العظيم، وكان حينها عدد المسلمين في المدينة لا يتجاوز 12 مسلما، فكان يقرأ عليهم القرآن و يعلمهم أمور دينهم، و يتردد على المجالس يدعو إلى الإسلام .
و كان ذلك في موسم الحج حينما ذهب مصعب إلى المدينة، و في الموسم التالي عاد مصعب إلى مكة و معه 70 من المسلمين، و لهذا السبب سمى أيضا بأول سفير في الإسلام، و بالتالي ، لقب مصعب بن عمير ب " صاحب الهجرات الثلاثة " لأنه هاجر مرتين إلى الحبشة و مرة إلى المدينة .
وفاته : شهد سيدنا مصعب غزوة بدر و غزوة أحد، و كان حامل لواء المهاجرين في الغزوتين، و أختاره الله أن يكون من الشهداء في غزوة أحد .