وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين فضل الصدقة وأهميتها في الدينا والآخرة، ولكن هناك آداب للصدقة قد لا يعلمها الكثير، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، آداب صدقة التطوع كالآتي:
إخلاص النّية لله -تعالى- وإرادة رضاه، ومعلومٌ أن النيّة تقلب العادة إلى عبادة حتى إذا قام الرجل بالإحسان والبذل لأهله لتأمين حاجاتهم، كان له بإنفاقه على أهله أجرالمُتَصَّدِّق، ويظهر بذلك كَرم الله -تعالى- بكونه يَهب لعباده المال، ثمَّ يُكرِمهم بالأجر إذا أنفقوا منه بنيّة صادقة.
ـ أن تكون الصدقة من المال الحلال الطَيِّب، فالله لا يقبل من عباده إلا ما كان طيَّباَ؛ لإرشادهم إلى ضرورة تحرِّي المال الحلال الطيِّب والابتعاد عن أكل الحرام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا).
ـ عدم الاستهانة بالقليل من الصدقة، واستحضار فضلها وما سيكون عليها من الثواب والأجر يوم القيامة، فقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلَّم- لأصحابه النار، فتعَوَّذ منها وأمرهم بأن يتَّقوها حتى ولو بالتّصدق بتمرة على المحتاجين فقال:(اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ)، أو بالكلمة طيبة، أو أن تلقى أخاك المُسلم بالابتسامة والسلام.
ـ المُسارعة إلى إخراج الصدقة حال الحياة من الآداب التي يجب التَّحلي بها، فقد أمَر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -رضي الله عنهم- أن يُسارعوا إلى إخراج الصدقة إذا رأَوْا مُحتاجاً.
ـ الابتعاد عن إتْباع الصدقة بالمَنّ على المتصدَّق عليه وإيذائه وإشعاره بالإهانة، فمن وفقَّه الله -تعالى- وأنعم عليه بهذه العبادة، من الأوْلى به أن يتَوَّجه إلى الله بالشكر على المال بداية وعلى الصدقة بدل إظهار المنَّة على المُحتاج، فالمُتصَّدِق والمُتصَدَّق عليه محتاجين إلى مرضاة الله تعالى.
ـ أداء الصَّدَقة بالسِّر وتجنُّب تقديمها بالعلن أمامَ أعين الناس إلَّا إذا كان في تقديمها أمام الناس مصلحة، وفيما يتعلَّق بأفضلية تقديم الصدقة سراً أو جهراً، فإنَّ ذلك يعود إلى النية، فإن أراد المُتصَدِّق من إعلان صدقته تشجيع الناس على المُسارعة إلى تقديم الصدقة، فيكون له من الأجر كأجر الذين أعانهم على الصدقة بإعلان صدقته أمامهم، وإن أراد تقديمها بالسر خشية أن يدخل العُجب والرّياء إلى نفسه كان له ذلك وصحَّ منه قال تعالى:(إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
ـ الإقبال على الصدقة وتقديمها عن طيب نفس فيكون المتصدق حال التصدّق مُبتَسِماً يُظهر السعادة، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الامتناع عن الصدقة خشية الفقر، فمن شأن الصدقة أن تُبارك المال لا أن تُنقصه، فقد سألت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التّصدّق من مال زوجها إذ أنها لا تملك غيره فحثّها النّبي على التصدق بقوله:(أعطي ولا توكي فيوكَى عليْكِ).
ـ أن تكون الصدقة من أحب أموال المُتَصدِّق إلى نفسه وأكرمها عنده، وعدم التصدق من أسوء الأموال وأرْدئها؛ وذلك لقوله تعالى:(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).
اقرأ أيضا:
نيل الكرامة في الدنيا وحين الممات ويوم القيامة.. فضل قراءة القرآن الكريم يوميا
كيف رُتبت السور في القرآن الكريم؟