شيماء محمد ذات الخمس وعشرين عامًا كانت تحلم مثلها مثل أي فتاه لها طموح تخرجت من كلية تكنولوجيا كانت أحلامها تكبر أمامها مع كل عام لكن أحلامها تبددت في لحظة عندما فاقت في غرفة في أحد المستشفيات غير القادرة على تحريك أرجلها أو الإحساس بها للحظة، فقدت الأمل لكن استجمعت شجاعتها وحاولت استكمال مسيرتها, أصبح الكرسي المتحرك خير رفيق لها جزء لا يتجزأ منها تضرعت كثيرا إلى الله ليشفيها ذهبت إلى إحدى مراكز العلاج الطبيعي لاستكمال علاجها وهناك تعرفت علي محمود عوض 25 عامًا، حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات كان قد أصيب بحادث افقده الحركة منذ 4 سنوات، وهذه كانت بداية قصتهم تقول شيماء "تعرفت علي محمود في مركز العلاج الطبيعي وأصبحنا أصدقاء ثم تحولت لقصة حب وتقدم لخطبتي ثم تزوجنا".

قرار الزواج في مثل هذه الحالات قد يكون صعب بالنسبة للكثيرين لكن بالنسبة لشيماء ومحمود كان أملهم أكبر بكثير من انتقاد بعض الأشخاص لهم وقبولهم بقضاء ربهم كان أكبر بكثير واجها الناس وأهلهم وأثبتوا إنهم قادران على أن يعيشوا حياة طبيعيه فمستخدمو الكراسي ليسوا اقل من باقي البشر.

قامت شيماء بحملة لمساعدة مستخدمي الكراسي ورفضت لفظ معوقين الذي يطلقه البعض عليهم فطالما أن الإنسان لا يستسلم للصعوبات التي تواجهه لا يطلق عليه معوقو يحمل هاشتاج "#متحدي_الصعاب"، رسائل "أنا مستخدم كرسي متحرك، أنا مش أقل منك، أنا متعلم وبشتغل، وبعتمد علي نفسي"، "أنا مش معاق، أنا مش مريض، أنا مش شحات".

لم يكن لفظ معوق أكثر ما يزعج شيماء لكن نظرات الشفقة التي تراها في عيون الكثير من الناس كانت تصيبها بحاله من السخط والحزن فهي لا ترى نفسها عاجزة فهي تتحرك مثلهم تمارس حياتها بشكل طبيعي لا تطلب مساعده من احد يكفيها وجود زوجها بجانبها فهى تعتبره السند و ترى فيه عوض ربها لها تقول شيماء "بيبصولنا بنظرات شفقه كأن ناقصنا حاجة".

لم ييأس محمود وشيماء مثل غيرهم بل ظلوا يبحثون سويا عن عمل يناسبهم و يجدوا به التقدير لمجهودهم ورغم الصعوبات التي واجهتهم وعبارة "أنت مش هينفع تشتغل عشان أنت قعيد"، لم تؤثر على عزيمتهم وبالفعل اتفقا على العمل سويا في إحدى الشركات الخاصة.

كل أملهم أن يُعامل أصحاب الكراسي معاملة الإنسان الطبيعي فهم يعملون جاهدا لبناء وطنهم ويعملوا بلا كلل و لا ملل و كانت رسالتهم توعيه للناس إنهم أشخاص كاملين طبيعيين فالإعاقة الجسدية ليست عائقا بالنسبة لهم.