السبت 29 يونيو 2024

بعد نجاح مشروعها .. ريهام أحمد : أحلامي بلا حدود

1-6-2017 | 12:31

حوار: أماني ربيع

على دكة صغيرة بدأت ريهام حلمها في تحويل رف الكتب الصغير بأحد أحياء المرج إلى مكتبة لتكون بمثابة منارة للعلم والثقافية تسهم في تشكيل وعي الشباب بحيها ومنها إلى ربوع مصر.

حلم بسيط صممت ريهام بنت الـ24 من عمرها على تحقيقه مهما واجهت من صعاب، واعتبرت أن تشجيع شباب الأحياء الشعبية على القراءة عملا نبيلا ذا فائدة كبيرة فكانت البداية  من غرفة صغيرة ثم شقة في حي المرج أسستها بالتعاون مع أصدقائها بالجهود الذاتية، وأطلقت على مشروعها "دكة".

تقول ريهام: تخرجت في كلية التجارة الخارجية جامعة القاهرة، وكانت بداية الفكرة معي فى الأشهر الأولى في الكلية التى أجبرنى التنسيق على الالتحاق بها وليس رغبة فيها، عندها شعرت بأننى لن أتمكن من تحقيق حلمى وهو إنشاء مشروع خاص بي.

دعم الأصدقاء

وتابعت: بعد التخرج ومثل معظم الشباب تلقيت عدة دورات تدريبية لتطوير مهاراتي، وبالصدفة قابلت زملاء لي بالمراحل الإعدادية والثانوية يرتدون تيشيرتات موحدة عليها لوجو"إنسان" وعلمت أن سبعة من زملائى أسسو جمعية أطلقوا عليها"إنسان" عندها علمت أننى لست الوحيدة التي تتطلع إلى خدمة المكان الذي نشأت فيه، وعلى الفور أصبحت عضوة فى جمعيتهم وشاركتهم العديد من الأنشطة الخيرية التى يقومون بها، وكانت أول رغبة لي تأسيس مكتبة بأي شكل حتى لو استغرقني الأمر 5 سنوات لجمع الكتب، إلا أننى انشغلت بأعمال الجمعية الخيرية والتطوعية المختلفة وبعد عدة أشهر طرحت الفكرة مرة ثانية على أعضاء الجمعية.

واستطردت:"طلبت  دعمهم لإنشاء مشروع"دكة" كشكل من أشكال التنمية التي يقومون بها، أخذنا وقتا في وضع الخطة نحو شهر تقريبا، وفي سبتمبر 2015 بدأت بالفعل في الدعاية لـ «دكة» الذي كان بمثابة خطوة نحو تحقيق حلمي وبدأت فعليا بمساعدة صديقتي رحمة محسن".

جهود ذاتية

وعن الجهات التى دعمتها لإنشاء مشروعها تقول: أنشئ المشروع على جهودى وزملائي وبعض المؤمنين بالفكرة من أبناء حى المرج وبعض شباب الوسط الثقافي، قمت بتأجير غرفة من فريق إنسان، وشرعنا في عقد مناقشات أدبية لـ 6 كتب مختلفة، بالإضافة إلى نادي السينما واستعارة الكتب وكان ذلك بمساعدة أصدقائي رحمة وحازم ورضا وتوفيق".

وتضيف: مع الوقت أصبحت الغرفة ضيقة على عدد الكتب والمترددين عليها فبدأنا في البحث عن مكان مناسب قريب من مترو الأنفاق ليسهل على الجميع الحضور والمشاركة فى الأنشطة التى ننظمها.

وتكمل ريهام: الهدف من المشروع توعية شباب المرج وحثهم على القراءة والتثقيف، والتأكيد على أن القراءة لا تتوقف عند الانتهاء من قراءة الكتاب بل عند فهم رسالته ومناقشتها لتتحول القراءة من متعة إلى استفادة.

وعن أنشطة المشروع تقول:"هناك نادي الكتاب وبه يتم قراءة أحد الكتب ومناقشته وأحيانا نستضيف مؤلف الكتاب أو الرواية ونناقشه وننتقده ويرد علينا، وهناك أيضا جلسات مزيكا وشعر، وعود، وأغاني تراثية.

أحلام

وعن تطلعاتها المستقبلية والأحلام التى تسعى إلى تحقيقها تقول ريهام:" «دكة» هو وظيفتي الحالية والأبدية، أحاول جاهدة الحصول على دعم مؤسسات الثقافة في المرج باعتبارنا ذراعاً مساعداً لهم يكمل عملهم، وبالفعل لا يبخلون علينا بشيء في حدود الإمكانات المتاحة، لكننا نحتاج المزيد من الدعم للتوسع".

وترى ريهام أن الهدف من هذا المشروع لن يتحقق إلا على المدى البعيد، فهي تحلم بصنع تغيير حقيقي في أبناء حيها وتقول: ربما بعد 10 سنوات سأبدأ في جني ثمار المشروع، المهم ألا نمل أو نيأس فتشكيل الوعي يحتاج وقتا".

وتنهي كلامها: تحولت فكرة "دكة" من موضوع ثرثرة بينى وأصدقائى إلى واقع، كتب على الأرفف، مناقشات وفعاليات، الحلم سيستمر بالدعم، لكننا لا نقبل أن يفرض أحد سياسته علينا، فنحن كشباب لا نريد إلا مساعدة بلدنا ومنطقتنا وتحويل مشروعنا الصغير إلى منارة ثقافية..