الثلاثاء 18 يونيو 2024

أبو الفنانين رشوان توفيق : أتمنى رد الجميل لزوجتى

1-6-2017 | 12:34

حوار: طاهر البهي - تصوير: محمد فتحي

يعيش الفنان القدير رشوان توفيق رشوان حياة الهدوء والتصوف والتأمل، وتزداد حالة تعبده وتصوفه في شهر رمضان الكريم، لكنه يرفض تماماً أن يقال عنه إنه اعتزل التمثيل: "أنا قاعد في بيتي.. الدور اللي يفيد الناس ويخدم المجتمع أهلاً وسهلاً ولكني لست في مرحلة تسمح لي بتقديم تنازلات لا مع الكبير ولا مع الصغير" هذا هو منطقه في الفن والحياة، يعيش من أجل رسالة أسمى "يارب طول في عمري حتى أخدم زوجتي في مرضها نظير ما  قدمته لي في أجمل سنوات عمري" هذا ملمح من جمال وروعة هذا الرجل.. ومعه نقضي سهراية رمضانية فنية..

أسأله عن طقوسه في شهر رمضان الكريم؟

يقول: أنا كما أنا منذ عشرات السنين، أحرص على صلاة الفجر جماعة في المسجد، بعدها أقرأ القرآن لبعض الوقت، ثم أعود إلى منزلي لأنام ساعات قليلة، ثم أعود إلى المسجد أصلي الظهر وأقرأ القرآن حتى صلاة العصر؛ ولا أعود منه إلا قبيل الإفطار، ثم أصلي العشاء والتراويح.

ألا تشاهد التليفزيون؟

نادرا ما أشاهده في شهر رمضان، وأركز مع الأعمال القديمة، وأقاطع المسلسلات الحديثة لأنها لا تناسب الشهر الكريم، فهل يرضيك أن يسب البطل في "برومو" أحد مسلسلات هذا العام زميله بالأم.. أنا لا أحتمل هذا.

شاركت في بطولة عدد كبير من المسلسلات الدينية فهل لمست مردودها؟

أنا لا أعرف لماذا لا يعيد التليفزيون عرضها، قدمنا أعمالا كانت قمة في الحوار والرسالة الدرامية، أما عن المردود الشخصي، فيكفيني أن مولانا الشيخ الشعراوي شاهد بعضها وطلبني قائلا ما هذا التجلي، لقد أخفيت وجهي وأنا أشاهد مشهدا لك من فرط التأثر، ثم دعاني إلى منزله وأهداني عباءة ومصحفا وهما من أغلى مقتنياتي حتى اليوم.

هل ترفض العمل في شهر رمضان؟

منزعجا: من قال هذا، كان من المفترض أن أدخل الستوديو لتصوير عمل جديد مع بداية الشهر الكريم ولكن فجأة تم تأجيله لما بعد رمضان لظروف إنتاجية ولم أمتنع عن العمل طالما يحمل رسالة.

بيت رشوان

بادرته مفتشا عن الذكريات: أنا قادم من مؤسسة دار الهلال.. هل تُذكَّرك بشىء؟

يقول وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، بعد أن مسح دمعة حائرة أسفل زجاج نظارته: بتفكرني بعمري كله، يااااه.. تعرف أني اتولدت في بيت جدي (16 شارع المبتديان) يعني مكان دار الهلال العظيمة حالياً، وده مكتوب في شهادة ميلادي، الشارع كله كان (بيت رشوان)، كنت أفتح الشباك في موسم الجوافة فأشم رائحة ثمارها التى تملأ المكان، وأثناء الحرب العالمية الثانية كان فيه مخبأ جوه بيتنا، أما عن سر إطلاق اسم محمد عز العرب على الشارع وليس اسم جدي، فهو أنه كان مدير تصوير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ورغم أن بيته كان "ربع" بيتنا، إلا أنه انتزع الاسم بدلا من شارع المبتديان، كان بيتنا واصل إلى مدرسة المبتديان الثانوية، وكان به دكاكين، وأذكر أن فكري باشا أباظة كتب مقالاً في المصور تحت عنوان "ليالي رمضان" يحكي فيه عما أسماه "أيام الذبائح" التي كان يقيمها جدي لأهالي الحي ورواده من زائري السيدة - زينب رضي الله تعالى - عنها وأرضاها، وكان من سكان الشارع صالح بك جودت، ومحمود وعلى رضا وكان اسم الدلع لمحمود الذى يكبرنى بأربع سنوات "بيسه" كان غاوي رياضة فكان يلعب "عقلة" في الخيديوية، وكان من جيراننا أيضاً صلاح وشكري وسامي سرحان، كانوا أصحابي وشقيقي رحمه الله.

بدلة شكري سرحان

قلت: كان دونجوانا بحق؟

كان شكري سرحان أشيك ولد في الحي، كان شعره مسترسلاً، يحب ارتداء الجاكيت الأزرق على بنطلون أبيض فيعطيه طلة جميلة، وهو وفي جدا لأصدقائه، لذلك استمرت صداقتي به حتى وفاته، وكان رحمه الله لا يحب أن ترد زوجته على تليفون المنزل ولكن عندما أتحدث إليه تليفونيا كان ينادي على زوجته: خدي كلمي رشوان ده أخويا، وذات صباح كلمني وقال لي أنا شفت لك رؤيا وشاء الله أن تتحقق.

الـــــزواج

لو عدت بذاكرتك قليلا متى وكيف تزوجت ؟

يتورد وجهه بالاحمرار وتطل من عينيه السعادة قائلا: تزوجت مبكرا، كانت العروسة جارتي وكنت أدرس في كلية الحقوق، وكان معي تذاكر لمسرحية "شهريار" وهي المسرحية التي قدمناها كهواه في الجامعة فعرضت عليها مشاهدتها لكنها رفضت إلا أن قريبة لها أقنعتها فنشأت علاقة بينا ثم تزوجنا لتكون قدم السعد علي، والآن أصارحك أن زوجتي هي من أكبر نعم الله على، وعرفت يعني إيه أن تخاف على إنسان أكثر من نفسك، وأنا أقول لها دائماً أنني عشت مع أبي (22) سنة وعشت معك (60) سنة.

وهل تسبب عملك بالتمثيل فى المشكلات مع زوجتك؟

أنا عمري ما قدمت عمل تخجل منه زوجتي، رغم أنني لم أحصر أعمالي ولم أسجل كشف إنتاجي كما يفعل الزملاء، ولذلك أنظر إلى جدران شقتي التي أحدثك منها الآن، فلن تجد صورة واحدة لي.. لست نرجسياً ولا أحب أن أكون!

أبوزهرة:

والآن هل هجرت الفن أم هجرك المنتجون؟

أبداً.. لا هذا ولا ذاك، كل يوم بأعتذر عن 4 حلقات هنا و(5) مشاهد هناك، لا يمكن أن أهين نفسي بمشاهد مسلوقة، ولا أحد يكتب للكبار أمثالي، ولو وجد من يكتب تجده بيفصل للممثل النجم من وجهة نظر الإنتاج، دائما ما أناقش هذا الأمر مع صديق عمري عبدالرحمن أبوزهرة، وأنا أداعبه بقولي: "إنت ولي أمري" ما تقبل به، أنا كمان أقبله، والصديق الجيد أقول له" أنت تربية بيتي" أبي كان مزارع متدين من هذه النوعية، يذهب بنا إلى السينما ومذاكر كلاسيكيات الفن، وحازم في تربيته لنا.

 في الستينيات وما قبلها كنا نجد الفيلم "مليان" نجوم.. الآن نجد ظاهرة النجم الواحد.. فماذا حدث؟

النجوم الحقيقيين معدودين؛ فالنجم الآن عمره قصير، والنجوم بقت زي موضة العربيات، نجد ممثلا يظهر ويكسر الدنيا، ليظهر آخر يقعده في البيت، والنجم عايز يلحق يعمل قرشين، أنا أحترم نفسي وأعتذر عن الظهور كضيف شرف، وذات مرة قدمت دورا صغيرا فقال لى عادل إمام: إنت بطل الفيلم.

مســرح

هل انتهى زمن المسرح؟

لا.. كل كام سنة تطلع "حاجة كويسة"، آخر حاجة قدمتها بمزاج كانت مسرحية "الناس اللي في الثالث"، والتي رشحتني لها الفنانة العظيمة "سميحة أيوب"، وهي بالمناسبة أبدع من أدارت المسرح القومي، ولا أنسى دوري في مسرحية "نرجس" أمام غول التمثيل "سهير البابلي"، المسرح قعد 3 شهور "كومبليه" وكان ممكن يقعد سنين، من طرائف المسرحية، سهير كانت بتتخانق في الكواليس فقلت لها "إنت هاتسكتي ولا أفتح لك قرنك"، فأخذتها وقالتها لوالدها في المسرحية وهي مفترض أنها أرستقراطية، فضجت الصالة بالضحك.. كل يوم تقولها والناس تصفق!!

ولماذا رفضت عمل ابنتك بالتمثيل؟

طبعاً أرفض لأنها مهنة قاسية جدا، يوم فوق ويوم تحت، كما أبعدت حفيدتي رغم أنها موهبة، فقد فازت بلقب بطلة الجمهورية في إلقاء الشعر، وأطالب بعودة الدولة للإنتاج المسرحي والتليفزيوني والسينمائي.

تليفزيـــون

بدأت حياتك العملية كمذيع بالتليفزيون المصري؟

هذا صحيح وقد دخلت التليفزيون في 23 يوليو عام 1960 كمدير ستوديو ومساعد مخرج، ثم عملت مذيعا لمدة عام، وقدمت برامج الشباب خلفاً للراحلة أماني ناشد والحمد لله نجحت لكن عيني كانت على التمثيل.