الخميس 16 مايو 2024

اللهجة التى نزل بها القرآن الكريم.. تعرف عليها

القرآن الكريم

دين ودنيا25-10-2021 | 20:13

سالي طه

إن تلاوة وقراءة القرآن الكريم وفهم آياته وعانيها من أحب الأعمال إلي الله، ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن أن يقوم بها العبد، فهو سبب لنيل رضا الله سبجانه وتعالي وسبب لدخول الجنة والنجاة من النار ونور للمسلم يوم القيامة، ولكن قد لا يعرف الكثير ما هي اللهجة التي نزل بها القرآن الكريم، وفي هذا السياق، تقدم بوابة "دار الهلال"، اللهجة التي نزل بها القرآن الكريم كالآتي:

ـ نزل القُرآن بلهجة قُريش؛ لأنه نزل عليهم، وكانت لُغات العرب جميعُها تعود إليها في مواسم الحج والتجارة وغيرها، فهي اللُغة السائدة بين كُل اللُغات في ذلك الزمان وأفصحها، كما أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان قُرشياً، وقد كانوا يمتازون بجوارهم للبيت، وسقايتهم الحجيج، وعمارتهم للمسجد الحرام وغيرها، ولكنّ الله -تعالى- جعل في القُرآن بعض الألفاظ التي جاءت موافقة للهجات قبائل العرب الأُخرى؛ كلهجة كنانة التي تُلزم المُثنى الألف في جميع أحواله في الرفع والنصب والجر.

ـ كانت لُغة قُريش مزيجاً من لُغات العرب؛ تأخذ من أحسن اللُغات القريبة منها كلُغة ثقيف وهوازن وهُذيل وبني سعد، وتأخذ أيضاً من لُغات القبائل التي تأتي إلى مكة من أماكن بعيدة كلُغة تميم؛ فكان القُرآن بلُغة قريش؛ ليُناسب جميع لُغات القبائل وبطريقةٍ تعرفها جميع لُغات العرب.

ـ القُرآن لم يُفرض على القبائل بلُغة واحدة، ولم يجبر الناس على ترك لهجاتم ولُغاتهم؛ بدليل اختلاف القراءات في القرآن المبنيّة على اختلاف لهجات العرب، ولكن لُغة قريش انتشرت بشكلٍ أوسع من غيرها؛ لكثرة الدُعاة فيهم، والمُمثلين لسياستهم التي ينطقون بها، والقُرآن يُتلى بها، مما ساعد على أن تكون لهجتهم اللهجة الدارجة والقريبة بين جميع القبائل.

ـ جاء عن أبي الأسود الدؤلي أن نزول القُرآن كان بلسان الكعبين كعب بن لؤي جدّ قُريش، وكعب بن عمرو جدّ قبيلة خُزاعة، وسُئل ابن عباس عن ذلك، فقال: لأنّ الدار واحدة، واختار الفرّاء لغة قريش؛ لأنهم كانوا يختارون من اللُغات أحسنها، وهذا هو سبب صفاء لُغتهم، ومما يؤكد ذلك حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ علَى حَرْفٍ فَراجَعْتُهُ، فَلَمْ أزَلْ أسْتَزِيدُهُ ويَزِيدُنِي حتَّى انْتَهَى إلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ).

ـ الأحرف السبعة هي سبع لُغات من أفصح لُغات العرب والقُرآن لا يخرج عن هذه السبع لُغات، وهو قول أكثر العُلماء وصحّحه الإمام البيهقيّ واختاره الأبهري، وهذه اللُغات هي: لُغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وليس المقصود بهذه الأحرف أنّ كُل كلمة في القُرآن تُقرأ بها، إنّما هي موجودة فيه بشكلٍ مُتفرّق؛ ففيه بعض الكلمات تُقرأ بلغة قبيلة، والأُخرى تُقرأ بلغة قبيلةٍ أُخرى، ولكن بعض اللُغات كان لها النصيب الأكبر فيه.

ـ نقل قتادة عن ابن عباس أنّ القُرآن نزل بلُغة قُريش وخُزاعة، وأنّ الأحرف السبعة هي سبع لُغات من لُغات العرب وهي: لُغة قُريش واليمن وجُرهم وهوازن وقضاعة وتميم ولطىّ،.

ـ جاء عن أبي حاتم السجستانيّ أن هذه اللُغات هي: لُغة قُريش وهُذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر.