حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الغذاء العالمي التابعتان للأمم المتحدة، من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان (22.8 مليون شخص)، سوف يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد اعتبارا من الشهر المقبل.
وأشارت المنظمتان - في تقرير صادر اليوم /الاثنين/ - إلى أن الآثار المجتمعة للجفاف والصراع وتداعيات وباء كورونا قد أثرت بشدة على حياة المواطنين الأفغان وسبل عيشهم وإمكانية حصولهم على الغذاء، مضيفا أن أكثر من نصف سكان أفغانستان سيواجهون أزمة من المرحلة الثالثة لانعدام الأمن الغذائي أو المرحلة الرابعة التى تمثل مرحلة الطوارئ وتبتعد بخطوة واحدة عن مرحلة الجوع، وذلك خلال الفترة من نوفمبر المقبل إلى مارس 2022.
وطالب التقرير بتدخل إنساني عاجل لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للأفغان وحماية سبل العيش لمنع وقوع كارثة إنسانية، موضحا أن هذا هو أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد تم تسجيله على الإطلاق في السنوات العشر التي أجرت فيها الأمم المتحدة تحليلات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في أفغانستان.
وحذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي من أن ملايين الأفغان سيضطرون إلى الاختيار بين الهجرة والمجاعة ما لم يتم زيادة المساعدات المنقذة للحياة وما لم يتم إنعاش الاقتصاد، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم التحرك فستواجه البلاد كارثة كاملة.
وعكس تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي زيادة بنسبة 37 % في عدد الأفغان الذين يواجهون الجوع الحاد منذ آخر تقييم صدر في أبريل 2021، موضحا أنه من بين المعرضين للخطر 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام.
وذكر التقرير أن الأمم المتحدة ستحتاج إلى تعبئة الموارد بمستويات غير مسبوقة لتلبية الاحتياجات خاصة وأن خطة الاستجابة الإنسانية للمنظمة لاتزال ممولة بنسبة الثلث فقط.
وأفاد التقرير بان برنامج الغذاء العالمي سوف يحتاج إلى 200 مليون دولار شهريا للوفاء بالمهام المطلوبة في تقديم المساعدات إلى ما يقرب من 23 مليون شخص في أفغانستان.