طالما تمتلك الرجال.. فاطمئن للنتائج وثق فى الحاضر والمستقبل.. فهم مفاتيح القوة والقدرة والخلود.. يسطرون الأمجاد والإنجازات.. وبهم تستقر الأوطان وتنهض.. وببطولاتهم وتضحياتهم تنعم الدول والشعوب بالبقاء والرخاء. عليك أن تذهب يومًا للكلية الحربية لتدرك كيف يصنع الرجال.. أو أن تدخل مكتبتها لتعرف سير من تخرجوا فيها وإذا عرفت فإنك ستعلم سر خلود وعظمة الجيش المصرى.. ولماذا نطلق على المؤسسة العسكرية انها بيت الشرف والوطنية.. فبالأمس تخرجت دفعات جديدة من الضباط المقاتلين فى الكليات والمعاهد العسكرية.
كان الاحتفال فى قلب الكلية الحربية «مصنع الرجال» وعرين الأبطال وبحضور «القائد الأعلي».. القائد الشجاع الجسور الشريف الذى حقق لوطنه الإنقاذ والإنجاز بل والإعجاز.. اذهب هناك لتتعلم كيف يكون شرف القسم للرجال.. وكيف تصبح بطلاً لا يعرف الخوف ولا يهاب الموت.. انهم سر خلود هذا الوطن.. الفخر بالجيوش الوطنية من شيم الشرفاء.
من أهم الصناعات على الاطلاق.. التى تقوم عليها مصائر الأوطان وتبنى بها الأمم.. وتسطر بها الأمجاد.. هى «صناعة الرجال».. هى أصعب وأخطر وأهم صناعة إذا نجحت الأمم فى هذه الصناعة فإن لها ان تطمئن وتأمن.. لأنها فى أيد وسواعد وعقول أمينة. والحقيقة ان هذه الصناعة فى مصر حققت إنجازات عظيمة على مدار تاريخ هذا الوطن.. وهى فى الصفوف الأولى من العالم وقد ضمنت لمصر الخلود والأمجاد والبناء.
وصناعة الرجال أيضاً لا يمكن أن تأتى بشكل عشوائى أو ارتجالى ولكن هى مهمة تعتمد على غرس العقيدة والمنهج.. وأن يكون لدينا المثل والقدوة فى العطاء والتضحيات لتستلهم منها الأجيال الجديدة الروح والقدرة على الفداء. صناعة الرجال تعنى ببساطة صناعة الوجود والبقاء والخلود.. وإذا تتبعت مسيرة الكلية الحربية التى يزيد عمرها على قرنين وربع القرن من الزمان أى ان عمرها يتجاوز ويضاعف عمر دول.. وهى صاحبة لقب «مصنع الرجال» وعرين الأبطال.. وهى بحق كذلك تماماً فإن تصفحنا دفتر تاريخها تجده زاخراً وحافلاً بالأبطال والرموز الوطنية والعسكرية التى أعطت مصر بسخاء.. وصنعت التاريخ.. وصانت أمانة المسئولية.. ورسمت ملامح الانتصارات والتحرير والتطهير.
بالأمس.. كان الاحتفال الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخريج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية.. ضباط جدد يمثلون دماء جديدة تتدفق فى شرايين العسكرية المصرية ذات التاريخ المجيد والعريق.. بيت الشرف والوطنية رمز الوفاء والعطاء والتضحية من أجل الوطن.. جيش المصريين حامى الوطن وسند ودرع الأمة وسيفها.. فلم يكن هذا الأداء الذى شاهدناه محض الصدفة.. أو أمراً ارتجالياً.. ولكنه نتاج تعب وعرق ومنهج متكامل للإعداد والتدريب والتأهيل والتهيئة النفسية والمعنوية تواكب الأحدث فى العالم بمحددات مصرية خالصة وفق عقيدة راسخة لقواتنا المسلحة قوامها الإيمان والولاء والانتماء والاستعداد الدائم للتضحية والفداء من أجل الوطن.
لم تكن معانى الوفاء والإجلال والاعزاز بما قدمه السابقون إلا عقيدة ثابتة وصلبة داخل نفوس كل رجال وأبطال قواتنا المسلحة استلهموها من قادة عظام تربوا على الوطنية النقية والفخر والاعتزاز بالانتماء لمصر. إن الاهتمام غير المسبوق الذى يوليه الرئيس السيسى بتطوير وتحديث جيش مصر العظيم وتزويده بكل متطلبات العصر.. إدراك للتحديات والتهديدات التى تواجه مصر وبطبيعة المنطقة التى تعيش فيها والتى تموج بالعديد من المتغيرات الحادة وأيضا استشراف للمستقبل فى وجود أنواع جديدة من التهديدات ولحماية الثروات والقدرات والمكتسبات.. وزيادة صلابة الدولة التى لا تهزها أى ريح أو عواصف ولكن تقف على أرض شديدة الصلابة. السؤال المهم والمحوري.. كيف تنجح فى صناعة الأبطال والرجال بهذه الجودة والجاهزية والروح والكفاءة البدنية والذهنية؟.. تخيل ان هذا البطل الذى تخرج بالأمس كيف كان قبل سنوات أو قبل الانضمام للكلية الحربية أو الكليات والمعاهد العسكرية.. الأمر مختلف تماماً إنها منظومة وملحمة.. وبحق «مصنع الرجال» وعرين الأبطال تجد أن هذا الشاب الذى جاء من مجتمع مدنى حيث غياب الانضباط والالتزام والدقة والتخطيط.. أو فقدان الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة.. والميل إلى الحياة بلا حسابات «حياة على المزاج».. إلى عالم آخر الانضباط فيه أساس النجاح والحياة.. والبناء البدنى والذهنى عصب.. وتحمل المسئولية.. وسرعة المبادرة والشجاعة والجسارة.. والروح العالية.. واليقظة والانتباه والتوافق الحركى والعضلى.. والرشاقة والمرونة والمهارة فى استخدام الأسلحة والمعدات.. والعمل الجماعى المنظم.. ومواكبة التطور والجديد فى المجال العسكرى.. كل ذلك تجسد فى الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الضباط المقاتلين والمتخصصين المقاتلين أيضاً.
أعتقد ان مستوى الخريج أو الضباط من الكليات والمعاهد العسكرية سواء الحربية أو البحرية والجوية والفنية والدفاع الجوى والمعهد الفنى للقوات المسلحة يكشف أيضاً مدى التطوير والتحديث بالقوات المسلحة ومدى جاهزيتها وكفاءتها القتالية وأيضاً احترافيتها ليس فقط فى تنفيذ المهام المكلفة بها ولكن فى التأهيل والتدريب وإعداد المقاتل للحياة العسكرية ذات الطبيعة الخاصة والاستعداد العالى للتضحية والفداء.. وهى عملية ليست بالهينة أو السهلة.
إن تحديات العصر، وما يواجه مصر من تهديدات فى الداخل والخارج.. وما يجرى فى ربوع مصر من إنجازات ونجاحات ولا فى الخيال.. واقتراب الانتقال لعصر جديد هو «الجمهورية الجديدة» يستلزم مقاتلاً بمواصفات خاصة وعصرية.. يتحلى بأعلى درجات العلم والمواكبة لكل جديد وحديث.. وأيضاً يتمتع باليقظة والانتباه.. ويملك أدواته من الوعى والفهم.. ومتطلبات حماية الدولة.. والإلمام بكافة أسباب أداء المهمة المقدسة بأعلى درجات النجاح والتفوق. الحقيقة ان مصر واجهت خلال السنوات الماضية تحديات وتهديدات ومخططات ومؤامرات فوق طاقة الجبال والبشر.. لكن بعد رعاية وتوفيق الله- عز وجل- كان هناك ومازال رجال أشداء أقوياء.. يملكون الصلابة والإرادة والاستعداد للتضحية والفداء.. قرروا منذ فجر التاريخ أن يكون عملهم وأداء مهامهم تحت شعار النصر أو الشهادة.. لذلك لم يخذلوا شعبهم العظيم.. فانتصروا على كل التهديدات ودحروا قوى الظلام والضلال والشر التى حاولت استباحة أرض الوطن ودماء وأرواح الأبرياء.. قدم هؤلاء الرجال والأبطال أرواحهم فداء لأمن مصر واستقرارها ومن أجل كرامة ورخاء شعبها.. فلولا تضحياتهم ما كانت مصر تبهر العالم بإنجازاتها وملحمتها غير المسبوقة.
الحقيقة أيضًا أن صناعة الرجال هى أمر مصيرى وإستراتيجى ومرتبط بمستقبل أى وطن.. ولم تأت قوة وتأثير ومكانة وثقل مصر من فراغ.. ولم تنجح فى صد الحملات الشرسة من الإرهاب الأسود بالصدفة.. ولم يتوفر الأمن والأمان والاستقرار للمصريين بشكل طبيعى ولكن نتاج بطولات وتضحيات هؤلاء الرجال الذين صنعتهم مؤسسة وطنية شريفة تزرع وتغرس فى أبنائها أسمى معانى الولاء والانتماء والتضحية والاستعداد الدائم للبذل والعطاء. ولم يكن ذلك فحسب ولكن صلابة الرجال جاءت عبر مراحل طويلة من الإعداد والتأهيل والتدريب أدت إلى امتلاكهم أعلى درجات الجاهزية والاحترافية والكفاءة القتالية والبدنية والذهنية والتحلى بأعلى درجات الانضباط والالتزام. الخلطة السحرية.. والتركيبة العبقرية للضابط المقاتل المصري.. فيما بين عقيدة شريفة تمثل أعلى درجات الولاء والانتماء والوطنية.. وما بين الشرف والتفانى والعطاء والتضحية.. فأنت أمام رجل بمواصفات خاصة نادرة.. رجل شديد البأس والقوة والصلابة فى الحق والوطن.. لا يهاب الموت ولا يعرف الخوف بل يتسابق لفداء الوطن بروحه.. ولم تأت ثقة المصريين فى جيشهم العظيم من فراغ بل ثمرة انتصارات وبطولات وتضحيات وجهود خلاقة للحفاظ على الوطن.
تخريج دفعات جديدة من الضباط المقاتلين فى الكليات والمعاهد العسكرية يتزامن مع ذكرى أعظم انتصارات العسكرية المصرية «ملحمة أكتوبر ١٩٧٣» .. هذا النصر الذى كشف بوضوح المعدن النفيس للمقاتل المصرى والتأكيد على أنه خير أجناد الأرض.. فلم يدع هزيمة عابرة فى غفلة من الزمان تنال من ثقته بنفسه أو مستحيلاً يمس إرادته الصلبة.. أو فارقًا كبيرًا لصالح عدوه فى العتاد والمعدات أن يمنعه من الوصول إلى النصر. بل اخترق بجسارة كل حواجز الصعب.. وموانع شيدت لتحول بينه وبين تحرير أرضه لكنها أصبحت أطلالاً تحت قدميه وكسر غرور عدو زعم أنه الأسطورة ونسى نفسه.. وتجاهل عن عمد قوة المقاتل المصرى الذى لا يشق له غبار. فحقق جيش مصر أعظم انتصار وعلّم العالم تاريخًا جديدًا من فنون القتال والإبداع فى ساحات الحروب.
إن هذا الجيل الجديد وهو يخطو أولى خطواته فى الانضمام للعسكرية المصرية وأعظم وأقدم جيوش الأرض يضع أمامه سلسلة طويلة من الانتصارات والأمجاد وفى القلب منها نصر أكتوبر العظيم وملحمة الجيش المصرى فى تطهير سيناء من الإرهاب هذا الجيل الجديد الذى تخرج بالأمس يرى أمامه القدوة والمثل من الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقى وتحيا مصر.. فلم يكن الأمر أبدًا شعارات وغناء بل كان واقعًا زاخرًا بالبطولات والتضحيات من أجل مصر.. هذا الجيل الجديد محظوظ لأنه ينضم لجيش هو الأقوى فى المنطقة وإفريقيا ومن الأقوى فى العالم.. جيش قوى لكنه رشيد.. يدافع ولا يعتدي.. يؤّمن ولا يطمع فى أحد.. ولا يستخدم قوته إلا دفاعًا عن مصر وأرضها وأمنها وسيادتها وكرامتها وثرواتها وحقوقها المشروعة. جيش يؤازر ويساند الأمة وحقوقها. هذا الجيل محظوظ لأنه جاء فى عهد قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يبنى دولة حديثة تستعد للانطلاق فى جمهورية جديدة.. تتمتع جميع مؤسساتها بالقوة والعصرية ومسايرة ومواكبة العلم والأحدث فى العالم.. وفى القلب منها جيش مصر العظيم الذى حرص الرئيس السيسى منذ سنوات على تطويره وتحديثه وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسليح فى العالم وبذلك فإن الجيش المصرى يمتلك الإمكانيات والقدرات والسلاح.. والفرد المقاتل صاحب المواصفات الخاصة.
الضباط المقاتلون الذين انضموا بالأمس إلى جيش مصر العظيم للمشاركة فى مهمة حماية دولة تعيش فى منطقة تموج بالمتغيرات والتحديات والتهديدات والصراعات.. وأيضًا دولة تواجه تهديدات من جميع حدودها على كافة الاتجاهات الاستراتيجية لكنهم فى نفس الوقت تلقوا التعليم والتدريب والإعداد والتأهيل ومع كل ذلك الوعى والفهم يتحلون بالولاء والانتماء والعقيدة الشريفة والقدرة على التعامل مع كافة الأجهزة والمعدات والأسلحة الحديثة باحترافية.. هم جيل مختلف يمتلكون قدرات متعددة.. ويواجهون تهديدات وتحديات كثيرة.. لكنهم فى كل الأحوال جاهزون ومستعدون للدفاع عن أمن هذا الوطن.
الضباط المقاتلون الجدد يرون بأم أعينهم المعنى الأسمى للوفاء. والتقدير لأرواح الشهداء والمصابين فها هو القائد الأعلى يوجه إليهم التحية على ما قدموه لمصر.. ثم يرون سلام الشهيد يعزف ويقف جميع الحاضرين إجلالاً واحترامًا لعطاء هؤلاء الأبطال. الضباط المقاتلون الجدد يمتلكون أدوات النصر فى حروب الجيلين الرابع والخامس.. فالفهم والوعى أقوى أسلحتهم.. ويدركون ما يحدث فى المنطقة على كافة المستويات وفى جميع الاتجاهات وبعد كل هذا الإعداد الراقى والرفيع فإنهم أصبحوا الآن فى مواقع المسئولية ليس فقط فى الدفاع عن الوطن وتنفيذ المهام المكلفين بها ولكن أيضًا فى نشر الوعى بين كل من هم تحت مسئوليتهم والرئيس السيسى أشار إلى نقطة مهمة للغاية فى إعداد طلبة الكليات العسكرية والخريجين وهى التوعية والفهم لكل ما يدور حولنا من تحديات وتهديدات.. الإلمام بكل القضايا.. لأن الوعى سلاح لا يقل أهمية عن أسلحة الحروب التقليدية فنحن نواجه حروبًا من نوع جديد حروبًا غير نمطية تعتمد على ترسيخ الجهل وتزييف الوعى والتشكيك والشائعات.. لذلك دائمًا ما يؤكد الرئيس السيسى على أهمية وضرورة الفهم الصحيح لقضايانا ومشاكلنا وأيضًا الوعى بالتحديات والتهديدات وبطبيعة المنطقة التى نعيش فيها وأصل الصراعات والملفات المزمنة حتى تتضح الرؤية تمامًا أمامنا وندرك تمامًا أهمية وكيفية التعامل. تحيا مصر