زهرة واحدة تكفي لإصلاح هذا العالم، لزرع شعاع أمل جديد في نفوس الشباب، لجمع الشمل الذي فرقته متاعب الحياة، لإعطاء الفرصة للأصدقاء في تجميع صورًا وذكريات أكثر.
تخيل أن وردة تجعلك ترقص فرحًا حين النظر إلى ألوانها الزاهية، دقات قلبك تتمايل مع نسمات الهواء الباردة، لترسم ابتسامة على ثغرك، تخيل أن وردة واحدة قادرة على قبولك اعتذار المسئ في حقك، تُنسيكِ غضبكِ من حبِيبكِ لأنه نسي موعدكم المفضل، تخترق حدود قلبك لتصل إلى الصميم مباشرة، وتضع فيه من جلب لك وردة واحدةً، زهرة واحدة قادرة على فعل كل ذلك، فمالك بما يفعله معرض للزهور!
تخطو كل خطوة داخلهُ كأن كيانك بأكمله يهتز من شدة جمال ما تراه عيناك، تنظر هنا فتقع في عشق زهرة تجذبك ألوانها، تنظر هناك فتقع في عشق واحدة أخرى، حتمًا سيجعلك معرض الزهور خائنًا لكثرة وقوع قلبك في حب كل زهرة.
ينفتح معرض الزهور ويفتح معه أبوابه لأحلام الشباب، ويضمهم لصدره كأمٍ حنون، تحنو على صغارها الذين عصرت الحياة قلوبهم من المشقة والتعب، واللهث في أمل وضع بصمة على جبين هذا الكوكب، يأتي هو ليبعث فيهم طيف أمل جديد بعدما آلت إليهم الأمور أن الطريق طويل وصعب، يأتي ليفتح ذراعيه لأوسع مدى ويقول "أنا هنا فلا داعي للقلق، جئت من أجلكم، من منكم لديه حُلم لكي أساعده في عرضه على من يأتي إليِ! من منكم لديه شغف تجاه شئ ما لأوصله لكل من يزورني! ينادي على المار هناك وهو يخطو شريد البال يفكر في طريقة ما لبيع منتجه والحصول على المال لينفق على نفسه، فيقول له يابني أنا هنا فلا تحزن، تعال إلي واعرض ما شئت، وليس ليومٍ واحدٍ فقط بل لمدة شهرٍ كامل، فيفرح المسكين ويهرول إليه ويضع قُبلة حب وامتنان للمعرض وللقائمين عليه لإتاحة الفرصة له.
كل من تروهم في هذا الفيديو كانوا مثل ذلك المار هناك، شباب آملين في جعل حياتهم أفضل، لم يقل لهم لا أنتِ فتاة ومكانك ليس هنا بل هناك في المطبخ لطهي الطعام لزوجك فيدفن إبداعها، لم يقل لها أنا لا أقبل إلإ رجالًا، بل وقف يصفق لها في حرارة وترحاب يتأمل فنها، يتطلع إلى بريق عينيها الذي يملؤه الأمل حد السماء، كل الذي قاله وتَفوه به أن شرطي الوحيد احتواء فنك وموهبتك على الزهور، أو تكون لها علاقة بالورود، وضع لمساته على إبداعها ليزيد من جماله وتلألؤه في عين كل مارٍ هناك.
