السبت 21 ديسمبر 2024

تحقيقات

تأثير التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على الانتخابات الأمريكية .. ما رؤية ترامب وهاريس للأحداث؟

  • 2-10-2024 | 11:07

دونالد ترامب وكامالا هاريس

طباعة
  • أماني محمد

خطوات جديدة من التصعيد شهدها الشرق الأوسط، منذ أيام، كان آخرها الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء أمس، والذي جاء بعد ساعات قليلة من إعلان الاحتلال بدء عملية برية في لبنان، الذي بات ساحة أخرى للعدوان الإسرائيلي المستمر على المنطقة، بعد سلسلة من الهجمات والاغتيالات التي نفذها الاحتلال في لبنان طوال الأسبوعين الماضيين، بخلاف استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر لنحو عام .

وألقت كل هذه التداعيات بظلالها على الانتخابات الأمريكية المرتقبة الشهر المقبل، والتي يتنافس فيها كل من دونالد ترامب الرئيس السابق والمرشح الجمهوري، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية، والذين أعلنوا مواقفهم مما يجري في الشرق الأوسط.

ترامب يحذر من حرب عالمية ثالثة

وفي تعقيبه بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل أمس، حذر دونالد ترامب من أن العالم قد يكون على شفا الحرب العالمية الثالثة إذا تصاعد القتال في الشرق الأوسط أكثر "بسبب الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل"، حيث قال في حديثه في تجمع حاشد في ولاية ويسكونسن المتأرجحة الحاسمة، إن "العالم كله يتفكك بسبب سياسات الرئيس بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

واستشهد ترامب بهجوم إيران على إسرائيل وغزو روسيا لأوكرانيا، قائلا إن هجوم إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدًا لو كان في منصبه وقال إنه إذا فاز في الانتخابات الشهر المقبل، فسننعم بالسلام في العالم مرة أخرى".

هاريس تعلق على الهجوم

وألقت كامالا هاريس خطابًا في واشنطن العاصمة، أدانت فيه الهجوم الإيراني، ووصفته بأنه "متهور ووقح لإطلاق ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل، مضيفة: "إيران قوة خطيرة ومزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط والهجوم اليوم على إسرائيل لا يثبت هذه الحقيقة إلا".

وتابعت: "أنا أؤيد تمامًا أمر الرئيس بايدن للجيش الأمريكي بإسقاط الصواريخ الإيرانية، واستهداف الصواريخ، تمامًا كما فعلنا في أبريل ، ما زلنا نقيم التأثير، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن إسرائيل، بمساعدتنا، تمكنت من هزيمة هذا الهجوم".

وقالت إن العملية أنقذت العديد من الأرواح البريئة من إيران والأعمال الإرهابية المدعومة من إيران.

السياسة الخارجية

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات الأمريكية المتأرجحة أن ترامب أكثر ثقة من هاريس في الشؤون العالمية، وأظهر استطلاع آخر أنه متقدم أيضًا في الدفاع الوطني، وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن بعض الناخبين، بما في ذلك بعض المسلمين في الولايات المتأرجحة، محبطين من هاريس لعدم تقديمها رسالة أكثر وضوحًا حول تأثير الصراع على الفلسطينيين.

ويقدم المرشحان لرئاسة الولايات المتحدة رؤى مختلفة تمامًا للعالم، ما يجعل الانتخابات المقبلة محملة بإمكانية تغيير السياسة بشكل كبير تجاه أوكرانيا والشرق الأوسط، وتقدم كامالا هاريس رؤية متشابهة مع الرئيس جو بايدن، على الرغم من أنها سعت إلى مزيد من الفروق الدقيقة بشأن الشرق الأوسط على وجه الخصوص، في حين أن عودة دونالد ترامب قد تحمل تغيرا كبيرا في السياسة الخارجية الأمريكية الحالية.

وعن الشرق الأوسط، فيؤيد كلا من هاريس وترامب إسرائيل لكنهما يختلفان بشأن مدى الضغط عليها مع انتشار الحرب في الشرق الأوسط، حيث أوضحت هاريس، مثل بايدن، أنها ستستمر في تسليح إسرائيل، ونأت بنفسها عن دعوات من يسار حزبهم الديمقراطي لفرض حظر على الأسلحة من أجل تجنيب المدنيين، لكنها دعت أيضًا إلى تقرير المصير الفلسطيني وقالت إنها "لن تصمت بشأن المعاناة في قطاع غزة.

وفي المقابل فإن ترامب يؤيد بشدة إسرائيل وهاجم مرارًا وتكرارًا سجل بايدن باعتباره فاشلاً، خاصة بعد الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل، أمس، حيث أصدر في بيانه، أن "الرئيس غير الموجود،  ونائبة الرئيس الغائبة تمامًا"، في إشارة إلى جو بايدن وكامالا هاريس، مضيفا: "مرتبكين بينما العالم يحترق ويخرج عن السيطرة".

وأضاف ترامب: "عندما كنت رئيسًا، كانت إيران تحت السيطرة الكاملة. كانوا متعطشين للمال، ومحاصرين تمامًا، ويائسين لإبرام صفقة. غمرتهم كامالا بالأموال الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، كانوا يصدرون الإرهاب في كل مكان، ويفككون الشرق الأوسط".

وتابع: "في عهدي لم تكن لدينا حرب في الشرق الأوسط، ولا حرب في أوروبا، ولا وئام في آسيا، ولا تضخم، ولا كارثة في أفغانستان. بدلاً من ذلك، كان لدينا سلام. الآن، الحرب أو التهديد بالحرب، مستعر في كل مكان، والاثنان غير الكفء الذين يديران هذا البلد يقوداننا إلى شفا الحرب العالمية الثالثة. لن تثق في جو أو كامالا لإدارة كشك ليمونادة، ناهيك عن قيادة العالم الحر".

وادعى ترامب أن إيران تدعم هاريس وتريدها أن تكون رئيسة لأن ذلك سيسمح لهم باستغلال أمريكا، مضيفا: "لهذا السبب حاولوا استهدافي".

واختتم الرئيس السابق قائلاً: "لو كنت مسؤولاً، لما حدث السابع من أكتوبر أبدًا، ولم يحدث ما حدث في روسيا وأوكرانيا أبدًا، ولم يحدث الانسحاب الفاشل من أفغانستان أبدًا، ولم يحدث التضخم أبدًا. إذا فزت، فسيكون لدينا سلام في العالم مرة أخرى. إذا حصلت كامالا على 4 سنوات أخرى، فسوف يحترق العالم".

وفي بيان، أكد كبير مستشاري حملة ترامب، برايان هيوز، أن إيران خططت لاغتيال ترامب، واخترقت الحملة وشاركت المعلومات مع منافسه، رغم عدم وجود دليل على أن فريق بايدن استخدم أو حتى فتح مرفقات البريد الإلكتروني التي أُرسلت إليهم.

وقال: "إن ضعف كامالا هاريس مكن خصومنا من إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم".

رد الإدارة الأمريكية

وأدانت الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن، الهجوم الإيراني أمس الثلاثاء ووصفته بأنه تصعيد خطير وتعهدت بأن إيران ستواجه عواقب إطلاق الصواريخ. وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر، للصحفيين أمس الثلاثاء، إن المدمرات الصاروخية الموجهة الأمريكية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط ​​ساعدت في إسقاط الصواريخ الإيرانية.

هذا وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه أوستن، محادثة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أمس الثلاثاء، وأخبر نظيره الإسرائيلي أن الولايات المتحدة كانت تزيد من جاهزية قواتها في الأيام الأخيرة ويمكنها المساعدة حيثما دعت الحاجة في دفاعها ضد التهديدات من إيران والمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران".

الاكثر قراءة