كانت قرية الشيخ مكرم التابعة لمركز سوهاج بمحافظة سوهاج واحدة من القرى التي دخلت في نطاق عمل مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير القرى الأكثر احتياجا، حيث تستهدف المبادرة انتشال القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف مواطن وتصل نسبة الفقر فيها إلى 76% من حالة الفقر وتدني الخدمات والمرافق.
القرية تضم أربعة مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية مشتركة، وكانت أبرز متطلباتهم هو إنشاء مدرسة إعدادية ومعهد أزهري للفتيات، وكانت مياه الشرب مصدر إزعاج لهم، فلا مصدر للمياه النقية، فالمياه تضخ من خزان قديم ترتفع فيه نسبة الملوحة، ورغم قرب خطوط مياه إحدى القرى من قرية الشيخ مكرم إلا أن الأهالي لم يستطيعوا الحصول على وصلة منه.
أما عن مركز شباب القرية، فحالته الإنشائية سيئة ولا يقدم خدمات كافية للشباب، وطالب الأهالي بتنشيط هذا المركز في إطار الاهتمام الرئاسي بالشباب وزيادة وعيهم ومشاركتهم المجتمعية، كما أن الجزيرة المقابلة للمركز هي أرض بور رغم أن مساحتها تكفي لإنتاج زراعي وفير يكفي القرية من عدد من المحاصيل.
تعلقت آمال الأهالي في أن تنجح مبادرة الرئيس السيسي في النهوض بأوضاع قريتهم وخاصة منازلهم السكنية التي تعاني من تهالك الجدران وعدم تسقيف عدد كبير منها وسوء حالة المنازل الإنشائية بشكل عام.
وما أن أطلقت المبادرة، حتى قامت لجان الحصر التي شكلتها محافظة سوهاج بمسح القرى الأكثر فقرا، وحددت اللجان احتياجات القرية من الخدمات، وتم رصد ٦٠٠ منزلا تحتاج إلى إعادة بناء مرة أخرى، والانتهاء من تطوير ٢٥ منزلا في القرية، حيث عبر الأهالي عن سعادتهم بالمبادرة الرئاسية التي كانت فرصة لتحسين معيشتهم.
المبادرة نجحت في إعادة تأهيل هذه المنازل سواء ببناء بعضها من جديد وإيصال المرافق ودهان المنازل لتصبح في صورة آدمية تسمح للأسر بالحياة الطبيعية وتمنحهم الأمان والحماية، فأغلب الأسر كانت تحلم بسقف لبيوتهم يحميهم حر الصيف وأمطار الشتاء، وهو ما بدأت المبادرة في تحقيقه لهم.
وكانت قرية الشيخ مكرم واحدة من 62 قرية تضمنتها مبادرة حياة كريمة في سوهاج، حيث شكلت فرق لمسح القرى بالتعاون بين مديرية التضامن الاجتماعي والمديريات الخدمية ومؤسسات المجتمع المدني, لتحديد متطلبات تلك القرى, والعمل على تحسين الخدمات بها في جميع القطاعات من تعليم وصحة ومياه شرب وصرف صحي وطرق وكهرباء, وجميع الخدمات اللازمة، ووضع خطط تنموية تهدف لرفع مستوى تلك القرى وإنشاء مشروعات تنموية وتحسين البنية الأساسية بها .
وقد نفذت جامعة سوهاج في إطار المبادرة، بالتعاون مع حزب مستقبل وطن، فعاليات القافلة الطبية المجمعة للقرية، فوقعت الكشف علي ١٥٠٠ مواطن، حيث شملت القافلة عدد من تخصصات الباطنة، الأطفال، جراحة المسالك البولية، الجلدية، العصبية والنفسية، الصدرية، أنف وأذن ورمد، كما عقدت ندوات تثقيفية صحية لتوعية أهالي القرية عن أمراض الالتهاب الكبدي لفيروس سي، بالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية للأطفال كالطفيليات وحمى التيفود عن طريق الطعام والشراب.
وتعتبر محافظة سوهاج ثاني أكثر محافظات الجمهورية فقرا، وقد خصصت لها المبادرة 595 مليونا و690 ألف جنيه، حيث تشمل المبادرة تطوير المنازل وبناء أسقف لرفع كفاءتها، والطرق والكهرباء والصرف الصحي وتوصيل وصلات المياه في إطار تطوير القرى الأكثر احتياجا، وكذلك تطوير الوحدات الصحية والاجتماعية والبيطرية بجانب الحضانات والمدارس ومراكز الشباب، دون إغفال التدخلات الصحية مثل القوافل طبيبة والعمليات جراحية والأجهزة التعويضية.