رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الأنبا ديمتريوس.. مطران ملوى: الأشهر المباركة


30-5-2025 | 15:35

.

طباعة
حوار : سارة حامد

يفِد إلى كنائس محافظة المنيا نحو نصف مليون زائر من المسلمين والمسيحيين وسائحى العالم فى الاحتفالات السنوية؛ تبركاً بمحطات وطأتها أقدام العائلة المقدسة أرضها عند مجيئها لمصر؛ ليرسلوا صورا للمحبة وينشروا السلام للعالم.

 

4 محطات ضمن 25 نقطة مرت عليها العائلة، استأثرها مركز ملوى، وقد قضت العائلة المقدسة فيه قرابة أربعة أشهر؛ لذا تعد ثانى أطول فترة مكثتها فى صعيد مصر بعد دير المحرق.

 

هنا «كوم ماريا» بمركز ملوى جنوب محافظة المنيا، وهى منطقة تكونت من تل رملى يعد واحدا من أهم المعالم الأثرية فى مصر؛ حيث أمضت فيه العائلة المقدسة يوما واحدا للاستراحة من مشقة الرحلة، وهنا أيضا تفجرت بئر مياه عرفت ببئر السحابة بشرق النيل فى مدينة أنصنا، وبارك السيد المسيح هذه البئر وشرب منها.. بحسب الأنبا ديمتريوس مطران ملوى وأنصنا والأشمونين ورئيس دير أبو فانا ودير البتول.. الذى تحدث لـ«المصور» فى الحوار التالي:

فى البداية.. حدّثنا عن الأهمية التاريخية والدينية التى يمثلها مسار العائلة المقدسة؟

 

لمسار العائلة المقدسة فى مصر أهمية كبيرة ومتعددة الجوانب، فهو ليس مجرد حدث دينى بل يحمل أهمية روحية وتاريخية وثقافية وسياحية.. «من مصر دعوت ابني» (هوشع 11:1، (مت 2:15)، مصر البلد الوحيد الذى زاره السيد المسيح، برفقة العذراء مريم والقديس يوسف، مما يعطيها مكانة روحية خاصة فى المسيحية، وتمنح مصر خصوصية دينية وسياحية فريدة فى العالم المسيحي، فكثير من المسيحيين فى مصر والعالم كله يعتبرون هذا المسار رحلة روحية، ويأتون إليه من مختلف دول العالم، ويمر المسار بأكثر من 25 نقطة من المواقع التاريخية والأثرية التى يرجع تاريخها للعصور المسيحية الأولى، ويبرز التنوع الثقافى الذى ميَّز مصر عبر العصور.

 

من واقع متابعتك كيف ترى مشروع تطوير «المسار» الذى بدأ تنفيذه خلال الفترة الماضية؟

 

يُعد مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر مشروعًا قوميًا تعمل عليه الدولة المصرية بالفعل لإحيائه وتطويره؛ ليكون وجهة سياحية عالمية فى كثير من المواقع، بالمشاركة ما بين الدولة والكنيسة من خلال ترميم المواقع الأثرية وتطويرها وتحسين الخدمات وتمهيد الطرق الموصلة ما بين كل محطة وأخرى، وأيضاً إعلامياً بنشر أفلام وثائقية وإعداد خرائط وأدلة إرشادية وسياحية وغير ذلك.

 

ولعل موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسى على إقامة مشروع المزار السياحى بـ«كوم ماريا» فى ملوى توضح مدى اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، وأيضاً تكليف فخامته للهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة بالإشراف على تنفيذه ــ ولهم جزيل الشكر ــ يكشف مدى الجدية لإتمامه، فالدولة تقدر هذا المسار كتراث مصرى مهم.

 

ما الهدف من وضع «مسار العائلة المقدسة» على الخريطة السياحية مؤخراً؟

 

وضع المسار على الخريطة السياحية سعت له الدولة مشكورة بالتعاون مع الكنيسة المصرية، فجاء كنتيجة للاهتمام بتطوير المسار والترويج له عالمياً كوجهة سياحية دينية وتراث إنسانى ثقافى فريد، مما يسهم فى زيادة الدخل القومى وتعزيز الاقتصاد المحلي.

 

ما أبرز محطة مكثت بها العائلة المقدسة وكم تبلغ مدتها، وما المحطة الأقل مكثا ومدتها؟

 

توجد محطات مكثت بها العائلة المقدسة أشهراً مثل الدير المحرق الذى مكثت به ستة أشهر وعشرة أيام، وتعتبر أطول مدة بين جميع المحطات، والأشمونين بملوى فمكثت بها أكثر من ثلاثة أشهر، وهناك محطات باركتها عدة أيام مثل المعادي، وتوجد محطات عبرت عليها فى طريقها مروراً ولم تمكث بها مثل جبل أسيوط درنكة.

 

هل مرت العائلة المقدسة على إيبارشيتكم؟

 

لم يكن مجرد مرور بل مكثت العائلة المقدسة فى إيبارشية ملوى عدة أشهر وباركتها من جميع الجهات فى أربعة مواقع تاريخية هى «كوم ماريا بدير أبو حنس»، وهو عبارة عن كوم مرتفع أسفل الجبل الشرقى وبالقرب من كنيسة العذراء بدير أبو حنس، وكنيسة، و«الأنبا يحنس الأثرية»، وكنيسة الأنبا قلته الطبيب بأعلى الجبل، وآثار مدينة أنصنا التاريخية، وتقام عليه احتفالات دينية فى 3 طوبة الموافق 11 / 12 يناير، وهو تذكار استشهاد أطفال بيت لحم وهو توقيت بدء رحلة العائلة المقدسة ويُرحَّل ميعاد الاحتفال لإجازة نصف العام الدراسى أى أواخر يناير أو أوائل فبراير لإتاحة الفرصة لاشتراك الطلبة، وكذلك فى 24 بشنس 1 يونيو من كل عام فى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر، وفى عيد السيدة العذراء حالة الحديد 21 بئونة 28 يونيو. ويأتى إليه الأحباء الذين يشاركوننا الاحتفال من القيادات الرسمية وغير الرسمية، وتكون مناسبة تجمعنا على المودة والمحبة مع الجميع، كما يشرفنا ضيوف مصر من السواح المحبين لبركة زيارة أماكن مسار العائلة المقدسة، وجار ٍحالياً بنعمة الله تنفيذ مشروع المزار السياحى لرحلة العائلة المقدسة.

 

والثلاثة مواقع الأخرى بالإيبارشية هى «الأشمونين»، واعتبرت الأشمونين من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر قضت بها أكثر من ثلاثة أشهر، إلى جانب عبورها عليها فى طريق العودة، و«ديروط أم نخلة» وهى قريبة من الأشمونين، وفى دخول السيد المسيح إلى الأشمونين تحطمت الأوثان وانحنت الأشجار والنخيل إجلالاً لخالقها، وبها نبع ماء يعرف ببئر السحابة نسبة إلى السحابة السريعة -الخفيفة- كنبوءة أشعياء النبى (أش 19 : 1).

وهناك أيضا «بئر السحابة» فى أنصنا، وتقع البئر على الطريق بين دير أبو حنس وقرية الشيخ عبادة بالقرب من دير البتول الأثرى بأنصنا ولا يزال ينبع منها ماء حلو وبجواره سبيل ماء.

 

هناك 25 محطة مرت عليها العائلة المقدسة.. كيف يتم تحديد تلك المواقع؟

 

الكنيسة المصرية تحتفظ بتقاليد متوارثة منذ قرون عن خط سير العائلة المقدسة، وقد دُوّنت فى مصادر مثل: سير القديسين (السنكسار)، وكتابات آباء الكنيسة مثل البابا ثاوفيلس فى القرن الرابع الميلادى،الذى ذكر أن العذراء مريم ظهرت له فى رؤيا وأخبرته بمسار الرحلة.

 

والمواقع التى زارتها العائلة المقدسة بنيت فى كثير منها كنيسة أو دير قديم يعود تاريخه إلى العصور الأولى للمسيحية، وأيضاً التراث الشعبى والشفهي، فقد سُجلت قصص وروايات شعبية عبر أجيال عن ظهورات أو معجزات حدثت فى بعض الأماكن أثناء زيارة العائلة المقدسة.

 

ولا نغفل الدراسات التاريخية والجغرافية؛ حيث قام باحثون ومؤرخون بتحليل الروايات جغرافيًا أو زمنيًا، وكذلك بعض المخطوطات والبرديات مثل البردية التى وجدت فى الفيوم وتم تحقيقها من إحدى الجامعات بألمانيا، وكل هذا معاً ساهم فى تحديد المسار.

 

دائماً مصر حاضنة الشعوب والديانات والحضارات.. كيف أثرت هذه الخاصية فى مسار العائلة المقدسة؟

 

لقد حفظ الله الحياة فى العالم بمصر قديما، فيذكر فى العهد القديم أنه حينما اجتاحت العالم المجاعة فأتى كل العالم لمصر ليطلب منها طعاماً.. ولعل فى اختيار مصر للهرب من بطش هيرودس دلالة على قيمة مصر فى قلب الله، وسوف تظل مصر مباركة كالوعد الإلهى «مبــارك شعبــى مصـر» (أش 19 : 25)، ودوما نطلب من إلهنا الصالح دوام المحبة فى شعبنا والأمن والأمان لبلادنا الحبيبة مصر بقيادة الرئيس عبـد الفتاح السيسى.

أخبار الساعة