الإثنين 29 ابريل 2024

بين القضايا الحقيقية.. والإيرادات سينما الصيف شكل تانى

فيلم كاابلانكا و فيلم مستر اكس

3-6-2023 | 12:43

موسى صبرى

تتعدد المواسم السينمائية، ومع دخول فصل الصيف، يشعر الجمهور برغبة فى قضاء إجازة خفيفة للتخلص من أعباء العمل ومشقة الحياة، وهو الاتجاه الذى قد يقابله ظهور بعض الأفلام التى تلبى تلك الرغبة عند الجمهور، فتظهر معه الأفلام الخفيفة والكوميدية التى تناسب طبيعة هذا الموسم، خاصة فى الآونة الأخيرة، حيث ابتعد بعض النجوم والمنتجين عن تقديم الأعمال الجادة التى تناقشها السينما باستمرار، حول مدى صحة هذا الاتجاه، وسببه، وإن كان متعمداً أم أنه من قبيل المصادفة كان تحقيقنا التالى مع عدد من الفنانين والكتاب ونقادنا... 
 

فى البداية يقول الفنان أمير كرارة: لا ترتبط الأعمال السينمائية بموسم معين، فهناك أعمال ضخمة نقدمها ونناقشها فى السينما فى كل موسم، فمثلاً فيلم (كازابلانكا)، وهو فيلم جاد واستطاع تحقيق إيرادات كبيرة مع العلم أن عرضه كان فى فصل الصيف، أما فكرة تقديم أعمال خفيفة بعيدة عن الأعمال الجادة فلها جمهورها أيضاً وتحقق إيرادات كبيرة، وفى النهاية لا نستطيع أن نحكم أو نتكهن بذوق الجمهور، ونربطه بموسم معين، فلكل عمل جمهوره، ولا علاقة للموسم بنوعية الأفلام.


ويقول الفنان طارق لطفى: من الصعب أن نحكم على طبيعة الأعمال السينمائية التى يتم طرحها فى فصل الصيف بأنها أعمال خفيفة أو لا تقدم موضوعات جادة أو غير حقيقية للجمهور، فالعمل الجيد هو الذى يفرض نفسه سواء كان كوميدياً أو اجتماعياً أو أى نوع آخر من الدراما، وإذا تشابهت بعض الأعمال فى موسم سينمائى واحد، فهو أمر وارد، ولا غضاضة فى ذلك.
ويضيف لطفى: الأمر مختلف من فنان لآخر، وكذلك بين الجمهور، الذى يجب أن نترك له الحكم فيما يميل إليه من النوعية التى يفضلها، فمعظم أفلامى تخاطب الفكر والوجدان، وهناك بعض الممثلين يميلون إلى نوعية أخرى من الأعمال، فلكل نوعية من الأفلام جمهورها، ولا يمكن التهكن بذوق الجمهور الواحد، فالجمهور مختلف فى نوعية الموضوعات التى تقدم.


وتقول السيناريست أمانى السويسى: فى الحقيقة عندما أقدم موضوعاً فنياً أربطه بالذوق العام، سواء كان فيلماً كوميدياً أو رومانسياً أو اجتماعياً، فالجو العام يؤثر علينا فى الكتابة، ولكن ليس شرطاً أن نقدم فيلماً سينمائياً يناقش موضوعاً جاداً أو حقيقياً فى موسم معين، فهناك مثلاً فيلم (عمارة يعقوبيان)، الذى نجح نجاحاً كبيراً عند عرضه فى موسم الصيف، ولكن بعض المنتجين ليست لديهم الجرأة حالياً لفعل ذلك، خاصة أن بعض الأفلام أصبحت تجارية بحتة. 
وتضيف: الأفلام الجماهيرية فى الوقت الحالى قد ترتبط عند عرضها بموسم الشتاء أو منتصف العام، ولكن موسم الصيف قد يرتبط أكثر بفيلم به أحداث خفيفة سواء كانت رومانسية أو كوميدية مثل فيلم (مستر إكس)، الذى كتبته فى موسم الصيف، وسيتم عرضه قريباً.


ويقول السيناريست وليد يوسف: تختلف اتجاهات الكتابة كل يوم، وكثير من المؤلفين يتجهون حالياً إلى الأعمال (اللايت)، التى تحقق ربحاً سريعاً، ولا تحتاج إلى تعقيد أو ديكورات صعبة فى التنفيذ، فضلاً عن أن طبيعة الأعمال السينمائية فى موسم الصيف تختلف عن أى موسم آخر لما يتماشى مع الجو العام لهذا الموسم، فمن الصعب أن تجد فيلماً ضخماً يخاطب الفكر فى موسم الصيف.
ويضيف: دائماً أضع في عين الاعتبار عند كتاباتى الذوق والجو العام الذى يريده الجمهور، خاصة أنه المتلقى الوحيد الذى يتذوق المنتج الذى نقدمه، ومع ذلك فلا غضاضة فى تقديم عمل حقيقى جاد فى موسم الصيف، ولكن اللافت أنه منذ الألفية الجديدة اتجه صناع السينما إلى الأعمال الخفيفة الكوميدية والرومانسية والاجتماعية لجذب أكبر عدد من الجمهور وتحقيق إيرادات عالية.
الناقد عصام زكريا يقول: للأسف الشديد فإن نوعية الأفلام التى تقدم فى موسم الصيف ليس بها عمق فنى أو رؤية إبداعية حقيقية، فهى أفلام لا تخاطب الوجدان أو الفكر، ومعظم الأفلام التى تقدم بها كوميديا صارخة لا ترتبط بموضوع جاد، فهناك مشكلة إبداعية حقيقية، بعض المنتجين يهمهم فى المقام الأول الإيرادات وليس المضمون أو الفكرة، فهم يريدوا كسباً سريعاً، وكثير من الأبطال ينصب تركيزهم على الإيرادات على حساب الفكرة.
ويضيف: هناك مشكلة فنية وإبداعية فى الطرح والفكرة عموماً، غير أنه لا توجد جرأة أو مجازفة من البطل أو المنتج فى الموضوعات الجادة ومناقشتها بشكل عصرى، لذلك فلا يوجد عمل ضخم أو حقيقى فى موسم الصيف سواء كان اجتماعياً أو سياسياً؛ لذلك غابت الفكرة الجادة، وابتعد الجمهور عن الكثير من الأفلام بسبب انصرافها عن الحقيقة، عكس أفلام التسعينيات التى اصطدمت بالواقع وقدمت أفلاماً جريئة.
يقول الناقد طارق الشناوى: هناك توجه عام من بعض المنتجين أن تكون غالبية الأفلام كوميديا، التى تعتمد على الحشو والمواقف الكوميدية المباشرة التى تنجح مع الجمهور المصرى والعربى، خاصة أن بعض الأفلام التى تنتج أصبحت تخاطب الجمهور العربى المتحكم فى الذوق العام، فهو يريد فيلماً كوميدياً، فهو لا يهمه مناقشة قضية مصرية بحتة مرتبطة بنا، ولكنه يريد فيلماً كوميدياً.
ويضيف: كما أن المنتج يهمه الإيرادات والأرباح فى المقام الأول وليس جودة وأهمية الموضوع، والسوق المصرى يعلم ذلك جيداً، لذلك أصبحت الأفلام المطروحة حالياً معظمهما كوميدية، على حساب الأفلام الحقيقية التى تناقش موضوعات مهمة.