15-3-2025 | 13:42
هبة رجاء
تحافظ كل محافظة من محافظات مصر على تراثها من العادات والتقاليد التى تبرز جمالها وروحها الأصيلة، خاصة فى شهر الخيرات الذى يعد فرصة للتجمع والاحتفال.
فى حوارنا الرمضانى مع الإعلامية شيرين إدريس، نسترجع مع ضيفتنا الذكريات العذبة والطقوس المتوارثة لاستقبال الشهر الكريم وأداء صلاة العيد، وبخاصة فى الصعيد.
كيف تستقبلين رمضان؟
أنا من الصعيد وأفخر بانتمائى لتلك الأرض الأصيلة، حيث تظهر طقوس الاحتفال بشهر رمضان بصورة ملموسة، ففى الصعيد لدينا أهمية كبرى لتجمع العائلة تحت سقف واحد، وتعليق الزينة فى الشوارع لتملأ الأجواء بالفرح والبهجة، مع أصوات أغانى رمضان التى تنقل روح الوحدة والونس بين الجميع.
وبعد انتقالى للعيش فى القاهرة عقب زواجى، حرصت على الاستمرار فى تبنى هذه الطقوس التى تربطنى بجذورى، فأصبح تزيين المنزل بكل تفاصيله عادة لا تغيب عني؛ فإذا وجدت زاوية فى العمارة غير مزينة، كنت أتدخل فوراً لتزيينها، فى مشهد يبعث على الضحك والسرور، وهذا الشغف انتقل أيضاً إلى ابنتى التى ورثت منى حب استقبال رمضان.
لنسترجع معك ذكرياتك مع رمضان؟
أنا من جيل الثمانينيات، ذلك الجيل الذى نشأ على إذاعة وتليفزيون مصر القديم، والذى شكّل وجداننا وصقل شخصياتنا، كنا نعيش أيام رمضان بروح خاصة، حيث كانت الفوازير وألف ليلة وليلة وعمو فؤاد جزءاً لا يتجزأ من تراثنا الثقافى، أسترجع ذكرياتى فى بيت والدى بالصعيد؛ ففى تلك الأيام كان كسر الصيام يتم على التمر، ثم يعود الجميع للإفطار معاً بعد صلاة المغرب، بعدها يتجمعون حول شاشة التليفزيون فى أجواء من الفرح والدفء العائلى.
ما زلت أحافظ على تلك العادة الثمينة حتى اليوم؛ فأنا أحرص على كسر صيامى على التمر، ثم أداء صلاة المغرب، بعدها أعود للإفطار مع أسرتى، مستمتعةً بمشاهدة فوازير رمضان وألف ليلة وليلة وإعلانات رمضان على مواقع التواصل الاجتماعى، أشعر بأن رمضان فى الوقت الراهن يفتقر أحياناً إلى تلك الروح والدفء الذى كنا نعيشه فى صغرنا، لذا أسعى جادة لتعويض ذلك مع ابنتي؛ فأشاركها تلك اللحظات وأسترجع معها ذكريات طفولتى الغالية، مما يخلق جواً من الألفة والحنين للماضى.
ما الطبق المميز على سفرة رمضان؟
إنها نفس السفرة التى كنت أعتادها قبل زواجى، وبمعنى أدق، استلهمتها من والدتى، ففى أول يوم من رمضان، تعد المائدة التقليدية احتفالاً بالأجواء الروحانية والعائلية التى لا تنسى، ويعد طبق الحمام المحشى النجم الرئيسى لهذه السفرة، يليه طبق الملوخية الطازجة التى تضفى على المائدة لمسة من النكهة الأصيلة، كما لا تخلو السفرة من صينية الجلاش المحشوة باللحمة المفرومة، وفى بعض الأحيان، يقدم خيار آخر لذيذ يتمثل فى المكرونة بالبشاميل.
وماذا عن طبق الحلوى المفضل لديكِ؟
عندما يسأل عن طبق الحلوى الذى يظل راسخاً فى الذاكرة، يكون الجواب دائماً بلا جدال بلح الشام والكنافة السادة، دون أى إضافات مستحدثة أو دخيلة. هذه الحلويات التقليدية تحمل نكهة الأصالة والحنين، وتعتبر الخيار الأول الذى لا يتغير مع مرور السنين.
ضيف على سفرة رمضان.. من يكون؟
عادةً ما تكون سفرة الإفطار فى أول أيام رمضان من نصيب الأسرة الصغيرة، حيث يجتمع الأهل والأقارب فى جو من الألفة والمحبة، ومع ذلك، هذا العام كانت هناك مفاجأة مميزة؛ إذ انضم إليّ أخى، الذى بدوره أعطى للسفرة بريقاً خاصاً، إذ يعتبر مغترباً عن أبى وأمى فى القاهرة، مما جعل وجوده يزيد من نور ودفء اللقاء العائلى.
الخيام الرمضانية والخروجات فى رمضان.. ماذا عنها؟
أنا شخص بيتوتى للغاية؛ إذ أجد فى رمضان فرصة ثمينة للتفرغ لعبادة الله بعيداً عن مشاغل العمل، خاصة أن رمضان يأتى مرة كل عام، هو شهر خاص أحرص فيه على البقاء فى المنزل مع أسرتى الصغيرة لأداء العبادات ومتابعة المسلسلات الرمضانية، وفى حال استدعى الأمر الخروج، يكون ذلك فى نطاق محدود جداً، يقتصر على تبادل الزيارات مع الأصدقاء المقربين أو حضور بعض الالتزامات الضرورية فى العمل، بهذه الطريقة أحافظ على روح الشهر المبارك وأستمتع بسلامته ودفئه دون تشتيت.
على ذكرك مسلسلات رمضان.. ما نوع مسلسلاتك المفضلة لكِ؟
أجد نفسى أبحث أولاً عن المحتوى الكوميدى الذى يخفف من وطأة الأحداث بحكم عملى الإعلامى ويضفى جواً من البهجة على الشاشة، بعد ذلك أتوجه للبحث عن المسلسلات التى تحمل قصصاً جذابة تلامس الشغف وتثير الاهتمام، إذ أرى أن الدمج بين الفكاهة والسرد القصصى المتقن يعد مزيجاً مثالياً يثرى تجربة المشاهدة خلال هذا الشهر الفضيل.
هل هناك يوم مميز فى رمضان بالنسبة لكِ؟
بالنسبة لي، كل يوم من أيام رمضان يحمل معه بهجةً وتميزاً فريداً، حيث ينبثق منه عبق البركات وروحانيات الشهر التى تُضىء الأرجاء، وتبعث فى النفوس الطمأنينة، وفى هذا الإطار، تعتبر ليلة 27 من رمضان لحظة خاصة لا تنسى؛ إذ أحرص فى هذا اليوم على التوجه إلى الصعيد لقضائها مع أهلي، حيث نجتمع جميعاً فى المضيفة لأداء الصلاة والدعاء، لعلها تكون ليلة القدر، تليها مبادرات تعكس روح المحبة والتكافل، مثل توزيع الحلوى فى الجوامع وبين المارة.
وماذا عن فكرة برنامجك الجديد الذى يعرض على الشاشة فى رمضان؟
أقوم بتقديم برنامج «نهارك سعيد» الذى يبث على قناة «النايل لايف»، حيث تركز جميع فقراته على تناول أجواء رمضان بكل تفاصيلها، ويهدف البرنامج إلى استعراض التراث الرمضانى من عادات وتقاليد وأنشطة اجتماعية وترفيهية تضفى على الشهر المبارك رونقاً خاصاً، ويجمع بين المعلومات القيمة واللمسات الترفيهية الراقية، من خلال تقديم محتوى متنوع وشامل، ويسعى «نهارك سعيد» لأن يكون دليلاً للجمهور للاحتفاء بروح رمضان، مستعرضاً قصصه وحكاياته التى تعكس دفء الشهر وعفويته.
أخيراً.. كيف تستقبلين العيد؟
بالنسبة لى، لا تكتمل فرحة العيد إلا بوجود أهلى، خاصة والدى، أشعر بالسعادة الحقيقية عندما أحتفل بالعيد إما بالسفر مع أسرتى الصغيرة إلى الصعيد أو عندما يأتى والداى إلى القاهرة لقضاء هذه المناسبة معنا، وعادةً ما أمضى ليلة العيد مستيقظةً، فى انتظار صلاة عيد الفطر، حيث تنتابنى مشاعر الشوق لتلك اللحظة التى تجمعنا على مائدة الإفطار، أنا من محبى الشاى السادة المقدم مع البسكويت والكعك.