الثلاثاء 11 يونيو 2024

«بلدنا الحلوة» يعيد إحياء التراث في أولى ليالي «الأمير طاز»

2-6-2017 | 22:26

كتبت: زينب عيسي

حالة فريدة من الروحانيات والأصالة خلقتها أمسية رمضانية بقصر "الأمير طاز" مساء أمس، في أولى سهراته الثقافية الفنية التراثية "الإبداع في مواجهة الإرهاب"، اجتمع فيها الإبداع والفن وروح التراث..

الحضور لم يقتصر على افتتاح حلمي النمنم وزير الثقافة لفعالية ثقافية دورية أو معرض، بل جمهور مصري من كل الفئات والطبقات كان حاضرا بكثافة ، فساحة القصر كانت تموج بحركة وحيوية وفق ذائقة كل من جاء.

افترش الشباب الأرض لسماع ألحان فرقة المولوية، وشدو ديني صوفي رائع للفنان عامر التوني، وبينما الألحان تملأ جنبات المكان انتشر متذوقو التراث الأروقة منكبين على منتجات تخرج منها رائحة التاريخ وطاولات تعرض الحرف اليدوية التي أوشكت علي الاندثار، تحت مسمى "بلدنا الحلوة"، وجاء المبدعون للحرف التراثية من كل المحافظات لتقديم منتجاتهم وتقديم رسالة هامة مفادها أن الأصالة كفيلة بدحر الإرهاب والفكر المتطرف.

"الهلال اليوم" في جولة داخل المعرض، التقت نماذج مصرية مشرفة تسعى لإحياء الحرف اليدوية من سوهاج والمحلة وشمال وجنوب سيناء، الوادي الجديد، وأسوان والنوبة، والأقصر، والفيوم، وحلايب وشلاتين" إضافة إلى منتجات مركز الفسطاط للحرف التقليدية.
 
ماجدة عبد الرحيم عارضة من سوهاج تقول: "أتيت من  جزيرة شندويلي المشهورة بشغل "التلي"، وهو عبارة عن خيوط فضة تشغل بها الطرح والجلاليب، وقد حرصنا من خلال هذه المنتجات على إحياء للتراث القديم و صناعة قديمة اندثرت أمام شغل الماكينات الضخمة، وقد اشتركت في معارض تابعة لوزارة الثقافة لكن هذه المرة الأولى في الأمير طاز.

وعن الإقبال على منتجات المعرض تضيف: "لم أتخيل أن يقبل الناس على المنتجات بهذا الشكل، فمنذ بدء الأمسية ابتعت الكثيرات من منتجاتنا وحجزت أخريات منتجات أخرى، وغيرهن فضلن الدخول أولا لسماع الإنشاد الديني ثم متابعة المعرض بعد ذلك".

وعلى طاولة مجاورة، تقف الأسوانية الحاجة ليلى الحاجة من الأسر المنتجة بأسوان  لتعرض المنتجات الغذائية الأسوانية التي تشتهر بها المدينة الجنوبية، فتقول: "هذا ليس أول معارضي، اشتركت في معارض بجنينة الأسماك والأوبرا وغيرها، ومنتجاتي تتميز برائحة التراث النوبي الجميل، وأحضرت معي أكلتنا الشهيرة "الأبريق" وأصنع منها نماذج صغيرة يتذوقها رواد المعرض ليتعرفوا علي تراث بلدهم، والأبريق مصنوع من دقيق القمح ويطحن ويسوى على صاج وهي أكلة صيفية لأنها تروي الظمأ وتذهب العطش ونفضل أكلها في رمضان، ولدينا أيضا منتجات أسوانية، مثل الكركدية والدوم والملوخية الناشفة والويكا  وننتج  الإكسسوارات البلاستيكية والطواقي، وشنط البنات وفوانيس رمضان وجميعها شغل يدوي لم تدخل عليه آلة أو ماكينة".

ويعرض عادل قاسم من المحلة، منتجات يدوية مصنوعة من الجلد الطبيعي ومعظمها بأشكال فرعونية لتشجيع السياحة -وفق قوله- وشنط حريمي بمناظر إسلامية وإكسسوارات ومناظر طبيعية مستمدة من البيئة .

يقول عادل: "لا أملك مصنعا لكن أملك ورشة في المحلة وأشترك في معارض تابعة للأسر المنتجة، ومنتجاتي تشارك في معارض عديدة  في معرض "ديارنا"، ومعارض بأكاديمية الفنون. وأسعار المنتجات عالية نسبيا عن المنتجات من الجلود الصناعية لكنها تباع في الخارج بأسعار خيالية وزبائني من الناس الذواقة للفن المصنوع يدويا".

ويقف محمد درويش من شمال سيناء متباهيا بمنتجات سيناء المتميزة بخيوطها الزاهية والجلابية السيناوي المعروفة والشيلان، ونتيجة الأسعار الممتازة يتوافد عليه الزائرون منهم مصريون وأجانب يشترون قطع تراثية مصرية الصنع.

وعلى جانب من البهو المؤدي إلى الساحة الجانبية تعرض منتجات مركز الحرف التقليدية بالفسطاط الذي يشارك كل عام بمعارض داخلية وخارجية بمنتجات الخزف والصيني والنقش على النحاس، ويقول أحمد عبد العاطي: "لدينا منافذ بيع كثيرة، والمركز الرئيسي بمنطقة مسجد عمرو بن العاص، والأسعار تبدأ من جنيهات قليلة، وتنتهي عند عدة آلاف، وهذا يعود إلى قيمة القطعة المعروضة تاريخيا، لكننا نحاول في النهاية الحفاظ علي الحرف القديمة وتنميتها قبل أن تندثر مع طغيان التكنولوجيا والمنتجات الجديدة".